لاشك أن الدوري السعودي والمسابقات السعودية الكروية هي الأقوى في منطقة الخليج إن لم يكن على المستوى العربي ومعها تونس ·

فعدد المتنافسين على أي لقب كبير، وجماهيرية الأندية ''رهيبة''، والإعلام الرياضي هناك هو الأقوى عربياً، ''وهذه لاجدال فيها''·

لهذا تحظى المنافسات السعودية ببقعة ضوء أكبر من شقيقاتها، وتكون النظرة إلى ما يحدث هناك ''ميكروسكوبية''، بمعنى أن كل شاردة وواردة تخضع للنقد والتمحيص ·

مؤخراً تابعنا جميعاً قرار لجنة الانضباط في الاتحاد السعودي بمعاقبة الوحدة والهلال باللعب خارج أرضيهما وتحديداً في أراضي ''خصميهما'' المقبلين، وذلك لشغب جماهيرهما، علماً بأن الهلال لعب في أرض الوحدة·· وشاء القدر أن يكون الاتحاد هو المنافس المقبل للهلال، وفي نصف نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال ·

كما شاء القدر أن تتم معاقبة الاتحاد في موسم سابق باللعب في أرض خصمه، وكان الخصم وقتها هو الهلال، ولكن البطولة كانت مختلفة وليست نصف نهائي حاسماً ·

زميلنا العزيز فهد سعود رئيس القسم الرياضي في الشقيقة ''إيلاف'' كتب مقالاً وصف فيه ''لجنة الانضباط'' في الاتحاد السعودي بأنها نجمة الموسم لما رافق قراراتها من جدل إعلامي جعلها الأكثر تداولاً ''مثل الأسهم'' ولكن بطريقة سلبية· وللحق فأنا شخصياً لا أفهم كيف يُعاقب ناد لعب مباراة خارج أرضه حتى ولو شاغب جمهوره بأن يلعب مباراته المقبلة في أرض منافسه، لأن هذه العقوبة تعني أن طرفاً ثالثاً استفاد من عقوبة طرفيَن شاغبا، كما أنها تثير مليون علامة استفهام في حال حدث شغب في المباراة المنقولة، فكيف سيتم التعامل مع تبعاتها؟ .

أحد القراء كتب تعليقاً على مقالة لي بخصوص هذه القضية وطلب مني أن أكتب عن المباراة الأولى في العالم التي تجري بطريقة ذهاب·· ذهاب!

أنا ضد الشغب، وضد أن نوقع العقوبات بالمشاغبين ثم نعفو عنهم، وضد أن تكون العقوبة غير متناسبة مع الحدث أو حتى عقوبة غير واقعية تستتبع ردود فعل ''كان يمكن تلافيها'' لو تم نقل المباراة إلى أية أرض محايدة مع منع الجمهور من حضورها، لأن مبدأ العقاب بالأساس هو تربوي ردعي، وليس أي شيء قد يبدو مخالفاً لذلك، وفهمكم كفاية .