السلام عليكم . . . .


المبدع يحتاج لحظات ألم حتى يسطر ابداعاته
الشاعر ينتظر لحظات المعاناه حتى ينثر روائعه
الفارس يترقب لحظات القهر حتى يظهر شجاعته

تكالبت الظروف
تفاقمت الصعاب
عظمت المحبطات

اصبح ذلك الفارس الشهم منهكآ , متعبآ , مقهورآ

اضحى جسمه و قلبه الملئ بكل انواع الحب و الوفاء و الاخلاص
هشآ , رثآ , محمومآ
فقد اخذت منه المعوقات و العقبات و المشاكل مأخذها
و اوغلت في قلبه الحزن و الالم
و كسرت في نفسه الكبرياء و العزه

اصبح كمن هو مصاب بانواع شتى من الفيروسات
و التي بثت سمومها بكل خبث و لؤم
الى اصغر عرق ينبض في قلبه
و تمكنت من كل خلية من خلايا جسده الآبي

فالكل ينادي و يطالب و ينتقد
و هو ينظر اليهم بعينين شاحبتين , متعبتين , مريضتين
فهم لا يعلمون و لا يحسون بما هو فيه من تعب , و ألم , و معاناة
يواصلون بالعتاب و التهديد
و يستمر بالنظر اليهم و قلبه يعتصر بما فيه من احزان
يوجهون السنتهم و سيوفهم و اقلامهم عليه
و يستمر بالنظر اليهم و جسمه منهك من حمى فيروساتهم
يطالبونه بالنهوض لدخول المعركه المرتقبه
و يستمر بالنظر اليهم و نبضات قلبه تضعف و تضعف


و يسقط الفارس مغميآ عليه ! ! ! !

و تعم الفوضى المكان
ويعج المكان ببكائهم و صراخهم و ضحكاتهم

منهم من يبكي على فارس مغوار اضفى الساحات انجازات و انتصارات و ذهب
منهم من يصرخ اعترافآ بانهم اذنبوا في حقه و اثقلوا عليه
منهم من يضحك فرحآ و شماتة بفارس اذاقهم الويلات مرات و مرات

و يضل الفارس مغميآ عليه ! ! ! !

تترقب النظرات
تتعالى الدعوات
تصدح الضحكات

و يضل الفارس مغميآ عليه ! ! ! !



عم الصمت المكان . . .


طفل صغير اكتست ملامحه بالبراءة الصادقه
يتقدم من بين الجموع و العبرات تكاد تخنق انفاسه الطاهره
متوشحآ رداء الفارس الازرق
و يقترب من الفارس
و الكل مندهش , مترقب , مبهور
و ينظر الطفل الى فارسه القديم
و تمتلئ مقلتي عينيه الرائعتين بالدموع
و يرتمي في احضان حبيبه الصادق
و هو يجهش بالبكاء

و يضل الفارس مغميآ عليه ! ! ! !

دمعه واحده فقط
من ذلك الطفل البرئ الصادق في حبه و وفاءه
انسكبت على جبين الفارس
لتكون كالبلسم
تتغلغل في جسد الفارس محملة بالحب و العشق و الولاء
لتحيي تلك الخلايا المهترئه
و لتبعث رساله صادقه بريئه الى قلبه المهموم
و لتدب الحياة من جديد في عروقه المريضه
فينهض الفارس نافضآ عن جسده غبار الهم و الحزن
ناسفآ الانتقادات و المطالبات و التهديدات
ليتقدم الصفوف
متجاهلآ الكل
قاصدآ هوايته المعتاده
في سحق خصومه و اسعاد انصاره
ليقطف تلك الكأس
و يعود متجاهلآ الجميع
و يقدمها مممزوجة بقبلاته الحاره
لصديقه الوفي

لك انت فقط ايها الطفل الهلالي الحزين
لك انت فقط ايها الهلالي الصادق
لك انت فقط ايها الهلالي العاقل

هذه الكأس الاسيويه من دوحة القهر . . . . .