26/04/2008, 07:43 AM
|
زعيــم فعــال | | تاريخ التسجيل: 06/02/2006
مشاركات: 243
| |
بل الدين في كل شيء يا زعماء .. ! بل الدين في كل شيء ! اطلعتُ بالأمس – قبيل مباراة الهلال – على مشاركة لأحد أعضاء الزعيم عن رؤيا عبّرها الشيخ العصيمي بخصوص فوز الهلال رغم النقص في صفوفه (وهي الرؤيا التي ثبتت صحتها والحمد لله) فكانت هناك بعض الردود "النشاز" من بعض أعضاء المنتدى .. فأحدهم قال (لا تدخل الدين في الكورة) . وآخر قال (أيش هذي السخافات) . ووالله إني أصبت بصدمة شديدة من هذين الردين ، ولم أكن أتوقع أن من بين أعضاء الزعيم من يمكن أن يصدر منه مثل تلك الألفاظ الخطيرة ، وتذكرت حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال "إن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً تهوي به في النار سبعين خريفاً" . الدين أيها السادة يدخل في كل شيء ، في كل صغيرة وكبيرة في حياة المسلم .. الدين لا يدع تفصيلاً من تفاصيل الحياة إلا وقد أبدى فيها حكمه ؛ وجوباً وحرمة .. أو كراهة واستحباباً .. أليس النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي علمنا كل شيء حتى آداب قضاء الحاجة – أعزكم الله – فقال صلى الله عليه وسلم : "لا تستقبلوا القبلة في غائظ ولا بول ولا تستدبروها" . "لا يمسكن أحدكم ذكره بيمينه وهو يبول" . "ومن استجمر فليوتر" . أليس النبي صلى الله عليه وسلم علمنا أيضاً كيف نأكل فقال : "يا غلام كل بيمينك وكل مما يليك" . فكيف برسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا مثل هذه الأمور – التي هي بمعيار البعض لا يدخل فيها الدين – ثم نزعم ونطالب ألا يدخل الدين في الكورة ؟ من أين لكم هذا الزعم الباطل الذي لا يؤيده شرع بل يدعو إلى ضده ؟ أليس قائل هذا الكلام قوله يشبه قول أعضاء الاتحاد الأفريقي حينما أنذروا أبو تريكه لإظهاره عبارة "تعاطفاً مع غزة" كي لا يدخل السياسة – والدين أيضاً – في الرياضة . فما الفرق بينكم إن كنتم تدعون إلى ذلك ؟ أما العبارة الأخرى .. وإن كانت أهون من الأولى لكنها بحد ذاتها ليست بالهينة .. فأصبحت الرؤى والمنامات وتأويلها (سخافات) . النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول بعد صلاة الفجر لأصحابه "من رأى منكم رؤيا" لكي يؤولها له . بل قد كان أول وحيه عليه الصلاة والسلام "الرؤيا الصادقة التي تقع كفلق الصبح" كما قالت عائشة رضي الله عنها . وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم "الرؤيا الحسنة من الرجل الصالح جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة" . قال بعض أهل العلم أنها جزء من النبوة من جهة الإطلاع على بعض الغيب .. ولقد عبّر أبو بكر الصديق رؤيا للنبي صلى الله عليه وسلم فقال عليه الصلاة والسلام لأبي بكر "أصبت بعضاً وأخطأت بعض" . ومن أشهر ما يحكي في الرؤى وتأويلها قصة نبي الله يوسف عليه السلام فرأى وهو صغير (إني رأيت أحدعشر كوكباًوالشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين) . فقال له أبوه (يا بني لا تقصص رؤياك على اخوتك فيكيدوا لك كيداً) . ثم تحققت رؤياه حين سجد له أبوه وأمه وإخوته – وقد كان سجود البشر بعضهم لبعض مشروعاً قبل شريعتنا التي حرمته وكان كالتحية والتعظيم الجائز – فقال عليه السلام (يا ابت هذا تأويل رؤياي) . ولقد أول عليه السلام رؤيا الفتيين الذين كانا معه في السجن فوقعت كما قال فأحدهما أصبح ساقي الملك والآخر صلب فأكلت الطير من رأسه . وعبّر رؤيا الملك فقال (قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِى سُنْبُلِهِ إلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ * ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تُحْصِنُونَ * ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ) . ولأنه يعلم أن ذلك سيقع ولا شك .. طلب أن يكون على خزائن الأرض (اجعلني على خزائنِ الأرض إنّي حفيظٌ عليم) .. لأنه كان يعرف كيف يدبّر الأمر في تلك السنين إذا جاءت ، ووقع الأمر كما قال لدرجة أن إخوته أتوه يطلبون أن يحسن إليهم فيعطيهم ما يتزودون به كما كان يفعل الناس . هذا ما احببت أن أقوله ، وقد كنت كتبته في وقته – بالأمس – لكن الاتصال قد انقطع ففسد الموضوع كله ، ثم رأيت أن مثل هذا الموضوع – لخطورته – يجب أن يفرد في موضوع مستقل .. أسأل الله أن يفقهنا بالدين ، وأن يلهمنا رشدنا .. وأن يعصمنا من الذنوب ، وأن يحمينا من الزلات التي تفسد علينا ديننا وتخرجنا منه . اللهم آمين . |