نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي

نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي (http://vb.alhilal.com/)
-   منتدى الثقافة الإسلامية (http://vb.alhilal.com/f55/)
-   -   " فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً " (http://vb.alhilal.com/t56218.html)

طالب العلم 27/03/2002 01:44 PM

" فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً "
 
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله حمد الشاكرين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

فإن الإخلاص هو حقيقة الدين، ومفتاح دعوة الرسل عليهم الصلاة والسلام، قال الله تعالى: " وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء " [سورة النبية:5].

وقال جل وعلا: " أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ " [سورة الزمر:3] وقال تعالى: " الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً " [سورة الملك:2].

قال الفضيل بن عياض: هو أخلصه وأصوبه. قالوا: يا أبا علي، ما أخلصه وأصوبه؟ فقال: إن العمل إذا كان خالصاً ولم يكن صواباً لم يُقبل. وإذا كان صواباً ولم يكن خالصاً لم يُقبل حتى يكون خالصاً وصواباً، والخالص: أن يكون لله، والصواب: أن يكون على السنة. ثم قرأ قوله تعالى: " فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً " [سورة الكهف:110].

وقال الله تعالى: " وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ " [سورة النساء: 125].

قال ابن كثير: أي أخلص العمل لربه عز وجل فعمل إيماناً واحتساباً.
فإسلام الوجه: إخلاص القصد والعمل لله.
والإحسان فيه: متابعة رسوله صلى الله عليه وسلم وسنته.

أما حال من قصد غير وجه الله عز وجل فقد قال عنهم جل وعلا في محكم كتابه: " وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُوراً " [سورة الفرقان: 23] وهي الأعمال التي كانت على غير السنة، أو أريد بها غير وجه الله.

وعن أبي هريرة مرفوعاً: " قال الله تعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك معي فيه غيري تركته وشركه " [رواه مسلم].

وقال صلى الله عليه وسلم: " من صلى يرائي فقد أشرك، ومن صام يرائي فقد أشرك، ومن تصدق يرائي فقد أشرك " [رواه أحمد].

وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرىء ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يُصيبها أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه " [متفق عليه].

عباد الله

إن الإخلاص أهم أعمال القلوب المندرجة في تعريف الإيمان، وأعظمها قدراً وشأناً، بل إن أعمال القلوب عموماً آكدُ وأهم من أعمال الجوارح.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن الأعمال القلبية: " وهي من أصول الإيمان وقواعد الدين، مثل محبة الله ورسوله، والتوكل على الله، وإخلاص الدين لله، والشكر له، والصبر على حكمه، والخوف منه، والرجاء له، وهذه الأعمال جميعها واجبة على جميع الخلق باتفاق أئمة الدين ".

ولأهمية ذلك وعظم أمره قال بعض العلماء: " وددت أنه لو كان من الفقهاء من ليس له شغل إلا أن يعلم الناس مقاصدهم في أعمالهم، ويقعد للتدريس في أعمال النيات ليس إلا، فإنه ما أتى على كثير من الناس إلا من تضييع ذلك ".

وحتى هذا العلم الذي ينفع الله به البلاد والعباد إذا لم يكن صاحبه صادق الإخلاص لله عز وجل في طلبه، ثم في بذله فإنه متوعد يوم القيامة على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم حيث قال: " من تعلم علماً مما يُبتغى به وجه الله عز وجل، لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضأ من الدنيا لم يجد عرف الجنة ( يعني ريحها ) يوم القيامة " [رواه أبوداود].

والله عز وجل مطلع على السرائر وما تخفي الأنفس، لا ينظر إلى الصور وما ملكت اليد، فهو صاحب الفضل ومسدي النعم، ولكنه ينظرإلى ما في داخل الصدور من الإيمان به والتصديق برسالاته والعمل بمقتضى ذلك.

عن أبي هريرة عبد الرحمن بن صخر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله لا ينظر إلى أجسامكم ولا ينظر إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم " [رواه مسلم].

والأحاديث في هذا الباب كثيرة، وبالجملة: كل حظ من حظوظ الدنيا تستريح إليه النفس ويميل إليه القلب - قل أم كثر - إذا تطرق إلى العمل تكدر به صفوه وزال به إخلاصه. والإنسان مرتبط في حظوظه منغمس في شهواته قلما ينفعك فعل من أفعاله وعبادة من عباداته عن حظوظ وأغراض عاجلة من هذه الأجناس.

اللهم اجعل أعمالنا صواباً خالصة لوجهك الكريم، وتقبل منا القليل وبارك فيه يا أرحم الراحمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

ملاحظه: نقلا من كتاب دروس العام لعبدالملك القاسم

السلطانة 27/03/2002 01:56 PM

جزاك الله خيرا

BLUE HOUSE 28/03/2002 08:02 AM

جزاك الله خير

الوليد 28/03/2002 02:09 PM

جزاك الله خيرا

thamir15 28/03/2002 07:06 PM

جزاك الله خير ,,,,,

قول هلالي 01/04/2002 12:23 PM

الله يجزاك خير أخوي


الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 03:32 AM.

Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd