لم أكن اشك قبل المباراة أن (الاتفاق) – وإن طالت خطاه – لن يقف حجر عثرة فضلاً أن يأخذ البطولة من بين أنياب الزعيم في عرينه وبين جماهيره ، كيف والهلال الذي ما اعتاد على ترك البطولات ولا مرت عليه (سنتين) منذ ثلاثين عاماً بلا بطولات !
لم أر دفاع الهلال أحكم سيطرته على منطقة الـ( 18 ) مثل آخر مبارتين .. مباراة الشباب ومباراة النهائي . الكرة .. إن لم تخلّص في وسط الملعب .. فراس الـ( 18 ) يخط نهايتها على قدمي المتاريس تفاريس ، أو البرج العالي المرشدي ، وكان الدعيع حينها يتفنجل قهوة مع رجل الخط . * أرجع الشلهوب جزءً كبيراً من مستواه ، وصرخ بأعلى صوته (الشلهوب يمرض ولا يموت) فكان له دور بارز في إحكام السيطرة على وسط الميدان ، هو .. والبرنس الليبي والفتى القادم بقهوة – إن سلم من داء الغرور – أحمد الفريدي .
* سائني كثيراً تصرف الشلهوب وقرار ابتعاده .. فالوقت ليس وقت الإعلان ، والوقت ليس وقت الابتعاد .. فنحن في فرح ووسط الموسم .. فخاف الله بالهلال لا شلهوب .
* هذه البطولة فرح به الكثير .. فرح بها :
1- كوزمين : الذي اشتد الانتقاد عليه وعلى منهجيته في اللعب ، وأصبحت شائعات الإقالة تطارده حتى (حُسم) الأمر بإجماع شرفيي الهلال المؤثرين على لزوم بقاءه موسماً آخراً .
كوزمين .. كان يبدع في الخفاء ، ويعمل بصمت .. يقدّم الشباب ويحليهم بخبرة الكبار ، فتكون لنا فريقاً محكماً بل فريقين يلعبان بقوة فريق واحد .
2- محمد بن فيصل : الذي اشتد الانتقاد عليه في منهجيته الإدارية ، وتعامله الداخلي .. كان في بعض الإنتقاد صدق .. وفي كثير منه ظلم وحيف ، لكنه في الأخير حقق كأس جده وقال للظالمين (لا يكثر) ! 3- محمد الدعيع .. والذي أعاد في هذا الموسم مستويات حارس آسيا الأول بإصراره وعزيمته ، فتوج هذا المستوى بكأس يرفعه لأول مرة كابتناً للفرقة الهلالية .. بعد أن أخذ قادة الهلال الكبار (يوسف الثنيان – سامي الجابر) الخير كله .
لكني حقيقة (أشره) على الدعيع في حاجة واحدة فقط .. لم يكن هناك أي داعي لإعلان الاعتزال لأمور :
الأول : كانت لحظة فرح ، فلا ينبغي أن (يخربها) الدعيع بهذا الخبر الصاعقة على قلوبنا ، ووالله .. لما رأيت (الشوشرة) التي حدثت بعد المباراة مباشرة قلت لمن حولي (خربها أبو دعيع .. والله شكله أعلن اعتزاله) .
الثاني : حراس المرمى من أطول اللاعبين عمراً في الملاعب ، وكم من الحراس بلغ من العمر عتياً في الملاعب وهو في كامل نشاطه وحيويته ، خاصة أن الحارس ليس كالاعب الذي يحرث الملعب طولاً وعرضاً فيؤثر عمر اللاعب على قدرة تحمله ولياقته .
الثالث : أن الدعيع أعاد للأذهان المستويات الكبيرة التي كان يقدمها ، وهي مستويات لا يمكن أن تعود لولا قدرة الدعيع على العطاء من جديد ، فكيف به يعلن اعتزاله .
لكن .. كان أبو سلطان (محمد بن فيصل) ذكياً مستغلاً وجود الأمير سلمان خير استغلال .. حين (نخاه) و(استفزع به) ليرد الدعيع عن قراره ، فكان الذي أراده .. فالحمد لله .
4- ياسر القحطاني : الذي كثرت عليه الضغوط ، والتهم بأنه (وجه نحس) على الهلال ، وأنه لم يحسم أي بطولة للهلال ، ولم يفز بأي بطولة منذ أن جاءه من القادسية .. رغم أنه ساهم في إحراز بطولتين .
جاء رد ياسر بهدف لا يسجله إلا الكبار مثله ليقول لـ(وجيه الفقر) : افرنقعوا .. فما زلتُ "القناص" !! .
5- طارق التايب : مثله مثل سابقه .. اتهام بعدم إحراز أي بطولة ، وأنه لاعب استعراض لا لاعب بطولات ، وأنه يتهرب من المباريات المهمة (رغم تضحيته بمنتخب وطنه لأجل الهلال) فكان رده بهدف ومستوى كبير أسكت فيها الشامتين الذين أرادوا أن يتراقصوا على جراح الهلال ليلة أمس .. فكن التايب (رقّصهم) على جراحهم الغائرة .
هؤلاء هم أشد الهلاليين فرحاً ..
* فعل الهلال ما كنت اتمنى أن يفعله ، أعلن ولاءه لرسول الله ، وعلّق على صدره (إلا رسول الله) في رد صاعق على أبقار الدنمارك أننا لن ننسى رسولنا في أوج أفراحنا ، وأكاد أحلف غير حانث أن مثل هذا الفعل والإعداد له قبل المباراة كان سبباً في الانتصار الكبير بالمستوى الخطير الذي قدمه الهلال . فالحمد لله ، وجزى الله من ساهم في هذه العمل كل خير .. خير الدنيا والآخرة .
* عجبت حقيقة من هذا الإخلاص الذي نضح به قلب (تفاريس) ، لم ينس سامي رغم اعتزاله وابتعاده عنه الهلال ، ووالله لكم أتمنى أن يعتنق هذا الرجل الإسلام ، فأخلاقه أخلاق المسلمين ، وإخلاصه إخلاص أهل الإيمان .. ولولا أنه برازيلي و(البوهة) بوهة خواجة .. لقت هذا نجدي من وسط نجد ! أخيراً .. كل لاعبي الهلال قدّموا هلالنا الذي نعرف .. وحين لا نذكرهم فإن قلوبنا تذكرهم : تذكر خالد عزيز (الجنرال الأسمر) ، وعمر الغامدي .. والخثران الذي يعمل بصمت ويحترق بصمت .. والمرشدي .. والعنقري ..
يا بني هلال .. افرحوا بهذا الفريق "إلي يوسع الخاطر" !