السلام عليكم...

لعلكم تابعتم ماصرح به وزير الداخلية الألماني فولفجانج شويبله ومطالبته بأن تقوم جميع الصحف الأوروبية بنشر الصور المسيئة لنبي الهدى والرحمة صلوات ربي وسلامه عليه...

هو يطالب بنشرها ومن باب حرية التعبير عن الرأي, وهذه حرية الرأي المغلوب على أمرها يطنطن بها هؤلاء أمامنا وكأننا أتينا من كوكب أخر, لانفهم مايدور حوالينا ولا نعي مايضمره هؤلاء من حقد دفين...

حرية الرأي, ظهرت وتجلت فقط حينما كانت الإساءة للمصطفى صلى الله عليه وسلم..!!

ومع هشاشة هذا الإحتجاج ( أي حرية الرأي) ووهنه أمام الكثير من الأحداث والوقائع, ومع أن جميع مواثيق الإعلام الدولي تؤكد دوماً وأبداً بأن حرية الرأي مكفولة بشرط عدم المساس بمعتقدات الأخر والسخرية من دينه أو رموز دينه..

نقول على الرغم من كل ذلك, فإننا أمام إستغفال صارخ وسمج لعقولنا ومداركنا حينما نرى حرية الرأي هذه كيف توارت وخجلت أمام مايسمى " مذابح الهولوكست"..

هذه المذابح لمن لم يسمع عنها, هي دعاوى يهودية مبالغ فيها بأن " هتلر" لاحق اليهود وإضطهدهم وحرقهم بالأفران( رواياتهم الرسمية تقول أن عدد اليهود المحرقين والمقتولين تجاوز الستة ملايين يهودي..)..!!
وحيث أن البعض من الصحفيين المستقلين في أوروبا وعلى قلة حاولوا ومنذ عقود دراسة وتمحيص حقيقة مذابح الهولوكست, فهبت المنظمات اليهودية بجميع أنحاء العالم منددة ومحتجة بأن هذه " الأحداث" لايرقى إليها الشك وليست عرضة حتى للدراسة العلمية...

بل أن الأمر تجاوز ليس من شكك في حدوثها بالكلية, ولكنه وصل إلى " تجريم" من يشكك حتى في عدد "الستة ملايين يهودي" المزعوم...!!

وهل إكتفى القوم بذلك, بل صدر قانون من الإتحاد الأوروبي بأن من يتجرأ ويكتب أي شبهه حول هذه الأحداث, فهو معرض للعقاب بحجة معاداة السامية...!!

إننا نتحدى أن يقوم هذا الوزير وغيره من كبار وصغار المسؤولين الأوربيين والغربيين بشكل عام, نقول نتحدى أن يوعزوا لصحفهم ووسائل إعلامهم- ومن باب حرية الرأي- بأن تكتب عن مذابح الهولوكست ليس من باب نفي حدوثها, ولكن حتى لو من باب دراسة وتمحيص العدد الحقيقي( بعض الدراسات التي خرجت قبل قانون التجريم تشير الى أن العدد لم يتجاوز المائة والخمسين ألف يهودي, واليهود ضاعفوا الرقم الى أربعين مرة, والويل والثبور وعظائم الأمور لمن تسول له نفسه بحجة حرية الرأي بأن يتجرأ ويشكك بالرقم...!!)..

ياسبحان الله, في أمر سياسي وتاريخي وليس له أي مساس بمعتقدات الأخر, يجبن القوم ويدوسون على حرية الرأي لإن الطرف الأخر هم أبناء عمومتهم...!!

وفي المقابل, نجد أن أمراً عقائدياً ويمس دين الأخر, نجد القوم قد تمادوا وطغوا ومن باب حرية الرأي...!!

مطلب قومي عقدي:
ماذا لو قامت جميع الصحف الصادرة بالعالم الإسلامي وفي يوم واحد متفق عليه بينهم بأن تكون الصفحة الأولى كاملة ليس فيها سوى كلمة " إلا رسول الله" وباللغتين, وتأجيل كل الأخبار الدولية والمحلية الى الصفحات الداخلية..!!
صدقوني لو تم هذا الأمر, لهب الغرب وإتخذ قراراً أو على الأقل لفكر ألف مرة تجاه نشر أي صور أو كتابات تمس عقائدنا..!!
بل أطالب ومن هذا المكان بأن هذا المقترح لو لم تتفق عليه صحف العالم الإسلامي, فليس أقل من أن تقوم به صحف دول الخليج العربي..!ولو لم تتفق دول الخليج على ذلك فليس أقل من أن تقوم بذلك صحف هذه البلاد وهي قبلة المسلمين ومهبط رسالة المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه...!!

ودمتم بخير..