قمة الأسبوع الثاني عشر: روما * اليوفنتوس (صفر/ صفر)
توتي يَقْتُل آمال روما·· وفيرارا يحبس أنفاس الاستاد الأولمبي
القمة: شوط للخطط التكتيكية ··وشوط للعروض الكروية
انشلوتي يراوغ الجميع ويلعب بمهاجمين؟!
كافو يهدي نجومية المباراة لتوماسي!
انزاجي مفقود·· واليوفنتوس بحاجة إلى مهاجم من طراز عال

السيناريو الأحمر·· لعنة تتابع اليوفنتوس أمام روما
لمدة اسبوع كامل عاش جمهور الكرة الايطاليـة منتظرا لمبـاراة قمة الاسـبوع الثاني عشر بين روما واليوفنتوس·· وهي القمة التي استعد لها الفريقان استعدادا جيدا برغم بعض غياب بعــض النجوم المسجل من هذا الجانب أو ذاك، فغاب زانيتي لاعب وسط الميدان في روما وغاب ثنائي الدفاع تيدور ومونتيرو في اليوفنتوس، إضافة إلى اصابة ديل بييرو التي لازالت ستبعده عن الملاعب لمدة ثلاثة اسابيع اخرى.
والحقيقة ان اسئلة عديدة طرحت قبل هذا الموعد المهم ومنها خاصة هل يقدر روما على مجابهة الضغوط المتتالية بسبب مواجهته للكبار تباعا وذلك بعد اسبوع واحد من ديربي العاصمة الذي حسم لفائدته امام غريمه التقليدي نادي لاتسيو؟
سؤال آخر طرح بشأن فريق المدرب فابيو كابيللو وهو هل يخطو روما الخطوة الحاسمة باتجاه السكوديتو إذا ما هزم اليوفنتوس ليبعده على مسافة تسع نقاط من الصدارة فيتخلص نسبيا من منافس عنيد مثلما فعل الأسبوع الماضي مع لاتسيو حينما تركه على بعد عشر نقاط كاملة!؟
أما بشأن اليوفنتوس فكل التساؤلات كانت تتمحور حول مدى قدرة فريق المدرب كارلو انشلوتي على إلحاق الخسارة الثانية بروما وبالتالي اعادة خلط الأوراق في هذا الدوري الذي يتزعمه نادي العاصمة منذ ضربة البدايــة!؟

انشلوتي يلعب بمهاجمين!

وإذا ما توقع اغلب الملاحظين ان يتبع مدرب اليوفنتوس طريقة حذرة نوعا ما فينطلق بخطة تقرأ الحساب لمجابهة نقاط قوة نادي روما صاحب الصدارة على جميع المستويات (احسن هجوم وأحسن دفاع وأفضل هداف باتيستوتا بعشرة أهداف)، فإن كارلو انشلوتي فاجأ الجميع بالاعتماد على مهاجمين منذ البداية وهما انزاجي وتريزيجي في الوقت الذي انتظر فيه اغلب المتابعين للدوري الايطالي اعتماده على خطة 4/5/1 بمهاجم وحيد وهو تريزيجي لايقاف خطورة نادي روما.
ومن خلال هذا التكتيك كانت نية انشلوتي واضحة باعتماد الضغط العالي في مناطق نادي روما وذلك لحرمان لاعبي الوسط والهجوم من الكرات اللازمة.وتجلى هذا الرسم التكتيكي على أرضية الملعب بوجود ثلاثة لاعبين ارتكاز وهم كونتي وتاكيناردي ودافيدز يتقدمهم زين الدين زيدان كصانع للألعاب. وبالنسبة لخط الدفاع فقد تكون من بيستوتو كظهير أيسر وباراماتي كظهير ايمن، بينما كانت مسؤولية محور الخط الخلفي من نصيب كل من يوليانو وفيرارا
وظهر بالكاشف من خلال هذه الخطة وتكريسها على أرضية الاستاد الأولمبي بروما ان المدرب انشلوتي قد اعطى توصية خاصة للظهيرين بيسوتو وباراماتي وذلك بالدخول في العمق الدفاعي ومحاصرة توتي وديلفييكيو كلما تقدما من الخلف لمساندة رأس الحربة باتيستوتا، وكانت هذه العملية تتم كلما كانت الكرة على الجهة المقابلة لأحد الظهيرين الذي يدخل وقتها للعمق الدفاعي للمساندة والتغطية

بداية قوية لليوفنتوس

شهدت المباراة بداية قوية من جانب اليوفنتوس الذي فرض كلمته طيلة العشرين دقيقة الأولى حيث عرف كيف يسيطر على زمام الأمور ليخلق فرصتين خطيرتين، الأولى كانت ضربة رأسية من الكابتن كونتي والثانية توغل وتصويبة قوية من الهولندي إدجار دافيدز·وعاد روما بعد ذلك ليمتص حماس السيدة العجوز وليدخل المباراة شيئا فشيئا وذلك بفضل الدور الكبير الذي لعبه توماسي متوسط الميدان، والذي كان أفضل لاعب في هذه القمة التي حضرها 80 ألف متفرج·ومع مرور الدقائق بدأ روما يخرج من مناطقه شيئا فشيئا وسيطر على مجريات اللعب ولكن كل الكرات انحصرت في وسط الملعب لتغيب الفرص الواضحة امام مرمى فاندر سار وكذلك لوباتيللي·

محاصرة كافو تخدم توماسي

اعتمد نادي روما خلال هذه المباراة على خطة 3/5/2 وهي التي اتبعها الأسبوع الماضي في ديربي العاصمة امام جاره لاتسيو·· وكان التغيير الوحيد الذي شمل تشكيلة المدرب فابيو كابيللو هو الاعتماد على جيجو في وسط الميدان بديلا لزانيتي الغائب· ولعل غاية كل فريق في الشوط الأول كانت أساسا محاولة ايقاف تقدم المنافس في وسط الميدان وهو الأمر الذي جعل الشوط الأول في جانب كبير منه شوط الحوارات الثنائية بين اللاعبين وشوط الفاولات التكتيكية !!
ويبقى الاستنتاج الكبير في الشوط الأول هو أن اليوفنتوس قد نجح في ايقاف خطورة البرازيلي كافو على الجهة اليمنى·· وهو اللاعب الذي ابدع وكان مصدر خطورة روما في الأسابيع الأخيرة وخاصة امام نادي لاتسيو. وكان سلاح اليوفنتوس لايقاف كافو هو تحول الهولندي الأسمر دافيدز الى اليمين لمراقبته كلما كانت الكرة من ذلك الجانب·· لكن هذا الأمر فسح لتوماسي وسط ميدان نادي روما المجال ليصول ويجول ويكون سيد هذه المنطقة الحساسة باعتبار أن لاشيء كان يوقف تقدمه الى الأمام كلما توجه دافيدز، الى اليمين لمراقبة كافو

شوط الفرص الضائعة

وكان الشوط الثاني للمباراة أفضل بكثير من الشوط الأول·· فمع مطلع الفترة الثانية للعّب كاد فيليبو إنزاجي يسجل هدفا من طراز رفيع إثر عملية ثنائية مع زيدان لكن تصويبته القوية من خارج منطقة الجزاء مرت بجانب مرمى لوباتيللي بقليل.وكانت هذه الفرصة بمثابة ناقوس الخطر لنادي روما الذي سيطر فيما بعد على الفترات المتبقية من الشوط الثاني مضيعا فرصا ثمينة للتسجيل
ولاشك ان أول الفرص الخطيرة التي صنعها نادي روما في الشوط الثاني كانت في الدقيقة 84 عندما نفذ الكابتن توتي كرة ثابتة من الجهة اليمنى توجها باتيستوتا بضربة رأسية استوجبت من الحارس فاندرسار استعمال كل مهارته ليتألق في التصدي لها في الوقت المناسب.
ونظرا لاصابته فقد خرج الكابتن كونتي وعوضه رامبروتا في تغيير اضطراري، وجاءت الثلاثون دقيقة الأخيرة للمباراة بسيناريو مخالف تماما لما سبقه·· فقد كان اللعب مفتوحا بعد أن ابتعدت خطوط الفريقين عن بعضها البعض ليجد المهاجمون مساحات كبيرة للتحرك· وفي ظل هذه المعطيات غير انشلوتي مهاجمه انزاجي بالبديل اليوغسلافي كوفاسيفيتش وذلك بهدف اعطاء نفس آخر لهجوم اليوفنتوس وهو الأمر الذي لم يتحقق نظرا لحسن استعداد ثلاثي دفاع روما المتكون من زاجو وصامويل والدايير.

الدقائق المثيرة

وجاءت نهاية المباراة مثيرة بين الفريقين، فقبل ثماني دقائق من نهاية الوقت القانوني توفرت لروما فرصة الفوز من خلال الكابتن توتي الذي استغل تمريرة باتيستوتا التي اطاحت بخطة التسلل المعتمدة من اليوفنتوس·· لكن توتي اضاع الفرصة الثمينة لتسرعه امام مرمى فاندرسار الذي انقذ السيدة العجوز من هدف محقق· وكاد اليوفنتوس قبل ثلاث دقائق من صافرة النهاية ان يعود بالنصر الى تورينو ليعيده الى الاذهان سيناريو ذهاب الموسم الماضي لكن الضربة الرأسية للمدافع فيرارا اصطدمت بالعارضة ليخيم سكون رهيب على الملعب الاولمبي بروما ويختار كابيللو تغيير توتي بمونتيلا

السيناريو الأحمر!؟

وشهدت المباراة في لحظاتها الأخيرة طرد الهولندي دافيدز بعد حصوله على الانذار الثاني ليعاد سيناريو تعود عليه اليوفنتوس كلما واجه روما منذ الموسم الماضي وهو طرد أحد لاعبيه·· مثلما حصل ذلك مع زيدان في مباراة الذهاب للموسم الماضي، بينما كان الكارت الأحمر من نصيب فيرارا في لقاء العودة·.

اليوفنتوس بحاجة لمهاجم ممتاز

والحقيقة ان مباراة القمة أكدت الاستعداد الممتاز للفريقين على السواء وقدرتهما على لعب الأدوار الأولى، لكن هذه المواجهة بينت بالكاشف مرة اخرى حاجة اليوفنتوس الى التعاقد مع مهاجم من طراز عال·· فقد كان انزاجي مفقودا داخل اجواء المباراة، بينما لم تكن تحركات تريزيجي لتقلق دفاع روما الممتاز.






------------------
حكمه وقالهاحكيم غلطان يمعاند زعيم