ليست المسألة أن تتفاءل أو تتشاءم.. المسألة أن تقرأ الواقع والمعطيات بهدوء..

استقراء التاريخ الأزرق و المراهنة على روح الهلال أيام النعيمة وسامي لا يجلب بطولات الموسم الحالي، لأن واقع الحال الأزرق يقول ببساطة أن الهلال لا يملك أوراقاً فنية أفضل من منافسه الاتحاد، ولا يملك لاعبوه روح سامي والنعيمة للأسف لتكون سلاحاً رديفاً يعوض الفارق الفني اللازم لتحقيق مهمة شبه مستحيلة!!

تغنى الهلاليون كثيراً بهدف ياسر الأخير ضد الأهلي وأسموه هدف التاكسي بعد كليب قناة العربية، و لكن حتى التاكسي الذي يراهن عليه بنو الأزرق متعب ومرهق ولم يستطع أن يصنع الفارق حتى ضد متذيل الترتيب رغم ان المباراة على أرض الهلال وبين جماهيره، وفي المقابل نجد فريق الاتحاد يكشر عن أنيابه و يقتحم المسافة المتبقية من تحدي الدوري بأكثر من ورقة وبدفع رباعي لا يمكن ايقافه يتمثل في نور وتشيكو وكيتا والفيس!

هذا هو الواقع الفني ومعطيات المرحلة الراهنة في الهلال والاتحاد ففي الهلال لا يملك الفريق سلاحاً فنياً يراهن عليه في ضوء شخصية زرقاء باهتة سوى تاكسي ياسر و كباريات التايب وسط فلسفة فنية تصر على قتل الفريق باللعب بثلاث محاور(عزيز،الغامدي، الخثران) لا هي حمت ظهر الهلال كما يجب ولا هي قدمت فصاحة هجومية فارقة في لقاءات الهلال، فالهلال لا يفوز الا بشق الأنفس و بمجهود فردي من تاكسي الفريق المجهد (ياسر) أو ببسالة وشجاعة المحارب الوحيد في خط المنتصف وصانع الفرص الأوحد طارق التائب والذي كثيرا ما يحاصر ويخنق بكثافة خطوط منتصف المنافسين!

في المقابل يملك الاتحاد ملكين في صناعة اللعب لا يمكن تعطيلهما معاَ هما نور وتشيكو ويملك سلاحي هجوم لا يمكن ايقافهما معاً هما كيتا الخطير و الفيس الفاتك، وكأن الاتحاد يشق تحدي الدوري الوعر بسيارة دفع رباعي جبار مقابل منافس يتكيء معظم لاعبوه على تاكسي ياسر الذي يأتي ولا يأتي!

ومن الغريب أن ادارة الهلال وجهازه الفني ينكشفون للموسم الثاني على التوالي في قراءة التحدي ومراحل الحسم قراءة صحيحة ففي العام الماضي حين كانت البطولة بنظام المربع تصدر الهلال بفارق خمس نقاط وفشل في اجتياز مباراة واحدة بنظام الكؤوس ليخسر الدوري بسبب فشل ادارة الفريق في تجهيز الفريق نفسياً وبدنياً في مباراة واحدة على أرضه، وهذا الموسم وحين يكون الدوري بنظام النقاط نريح أهم لاعبينا ونفرط بالنقاط وكأنه يكفينا دخول المربع وكأننا سنلعب بنظام المربع الذهبي، ولا أستغرب حقيقة لو ذهب الدوري للاتحاد وفزنا عليه في جدة في مباراة تحصيل حاصل!!

نكذب على أنفسنا كهلاليين لو ألبسنا فريقنا لباس الفريق الذي لا يقهر والذي سيحقق العلامة الكاملة في ما تبقى من مبارياته في الدوري فليس هناك ما نراهن عليه سوى تاكسي ياسر وباص التايب، ولا بد من تنويع الحلول الهجومية ومصادر صناعة اللعب. لا بد من الاعتراف بانخفاض مستوى عدد كبير من اللاعبين مثل الشلهوب والغامدي، وتأثير الاصابات والايقافات على عافية خط الظهر الهلالي، و بأن ليلو ليس كيتا، وبأن الفريق يسير على كف الاجتهادات الفردية التي لا يمكن أن تنقذ الفريق على الدوام.

تكتيكياً لا بد من المغامرة الفنية باللعب بمحورين دفاعيين فقط هما عزيز والغنام والاستغناء عن الخثران والغامدي المبتعد عن مستواه على أن يتم الزج بلاعب وسط مهاجم مثل الفريدي الى جانب التايب لتحريره و مساعدته في صناعة اللعب، ولا بد من تنشيط الهجوم الهلالي بحيوية سلمان المؤشر
ولا بد من تقديم حلول هجومية متنوعة تنهي الاعتماد الكلي على ياسر والتايب المرهقين تماماً واللذين بمراقبتهما تنتهي تماماً الخطورة الهلالية، وكأن الهلال قد تم محو شخصيته بالكامل وتم اختصاره في ياسر وطارق!!

أعيدو شخصية الهلال وهيبته كفريق متكامل و انسوا قليلاً اختصار الهلال في تاكسي ياسر وباص عيون طارق وسيكون الزعيم على الموعد باذن الله.

أما بدون ذلك فعلينا أن نصارح الجماهير ونركز على بطولات النفس القصير مثل كاس ولي العهد كما يفعل الاهلي والاتفاق، وكل الخوف أن نكون قد أضعنا مشيتنا فلا نطول بلح الدوري الشاق ولا عنب البطولات القصيرة!!

ويبقى الجمهور الهلالي العريض عامل حسم مؤثر في المباريات المتبقية قبل مباراة جدة، ولعل صحوة الجمهور واصراره تعيد توهج ما تبقى من روح الفريق البطل و تقوده لحسم اللقب الصعب.