هذه نهاية التزلف للحكام أن يبيع الإنسان دينه بعرض من الدنيا زائل , قد لا يدركه , وقد يدركه ولا يتمتع به , وهذا ما يؤكده ابن الذيب الشاعر المتزلف الذي قال ما لا يسكت عليه وما ينبغي إنكاره سيما وأنه ظهر على الملأ وتقيأ أبياتا تفيض قبحا وخزيا وكما قال الله تعالى (( والشعراء يتبعهم الغاوون , ألم تر أنهم في كل واد يهيمون , وأنهم يقولون ما لا يفعلون )) وهؤلاء الشعراء كالحرباء , أسرع الناس تقلبا , فهم بنبحون خلف من يعطيهم أكثر , وإذا لم يعطوا سخطوا وقلبوا ظهر المجن وذموا وهجوا من كانوا بالأمس يمدحونه خاصة إذا كانوا بمأمن



وهذه زيادة في الحديث غير مقبولة لأنها من متهم ..



المتنبي عندما مدح كافور الإخشيدي فلما لم يعطه شيئا , عاد فذمه ذما لحق به مدى الدهر حيث يقول :



لا تشتري العبد إلا والعصا معه .,.,. إن العبيد لأنجاس مناكيد



وهكذا هم الشعراء إلا من اتقى الله وقليل ماهم , وابن الذيب ليس ببدع من هؤلاء المرتزقة , فها هو يصرح بالشحاذة , طالبا من الأمير محمد بن راشد آل مكتوم أن يعطيه عمارة , فقال الأمير وهو يلقي القصيدة بين يديه ولم ينته بعد قال له : جتك , وليت الأمر توقف عند هذا لكان هينا ولما التفتُّ إليه ولكنه قال قولا عظيما , سأذكر بعض ما قاله وأترك التعليق لكم ..



بدأ القصيدة باللعن فقال ..



اص ولا اسمع نفس .. لعن الله آبو من يقول المرجله ماهي بسموك



وهذه تهون مع ما بعدها ..



يقول ابن الذيب وقد أعماه التزلف للمخلوق الضعيف مثله الذي لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا يقول عن أم الأمير أنها خير من خلق في أمة محمد وكذب والله :



يا أميرة مؤمنين بلاد راشد .. وام أكرم من خلق في امة محمد

ثم يقارنها بفاطمة الزهراء رضي الله عنها أم الحسن والحسين ويفضل أم الأمير عليها فيقول قبحه الله :



تنجب الزهراء احفاد ابي طالب .,.,. الحسين او الحسن والعز منمد



وانتي الله شرفش عمن سواك .,.,. يكفي ان ابنك ...... محمد



ثم يقول متماديا في التزلف وبيع دينه بعرض من الدنيا قليل بعد أن فضل أمه على الزهراء :



يا طويل العمر ماعندك عماره ؟؟



وهذا مربط الفرس و قمة الدناءة وسبحان من أذله ولا عجب فقد فضل أم محمد بن راشد على بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم

من أجل عمارة ؟؟

فسبحان من أذله على رؤوس الأشهاد ..



ثم يأتي بالطامة فيقول عن محمد بن راشد :



وكل دقيقه لك يصلون استخاره .,.,.,. الأرامل والفقارى الزهايد



فأصبحت الصلاة للأمير ولم تعد لله يا ابن الذيب , ألهذا الحد وصل بك التزلف , فأف لك ولما نطقت به شفتاك , أين الله !!! ألم تقرأ (( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ))

نبرأ إلى الله مما يقول هذا المرتزق , اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا ..



ثم يأتي بطامة من طوامه والتي لا تقل خزيا عن سابقاتها :



وكل راس ٍ ينحني لاجلك وقاره .,.,., وكل عين تشتهي لشوفك ودايد



ماذا أبقيت لله يا ابن الذيب !!!

لقد دخلت تأريخ الشحاذة من أوسع أبوابه وحق لنا أن نسميك بعد اليوم (( عميد ماسحي الأحذية )) والله إنك عار على الدولة التي أنت منها والقبيلة التي تنتمي إليها ,, والعجيب هذا الجمع الذي يستمع ويصفق بمن فيهم الأمير وحاشيته ,

ألا يعي ما يقال !!!

ألا يدري ما حكم هذا الكلام !!!

شاعر يقول

أن الناس يصلون للأمير

ويحنون رؤوسهم إجلالا له

وأن أمه أفضل من الزهراء

حيث أن الزهراء أنجبت الحسن والحسين وأمه أنجبت محمد !!!

اللهم إنا نبرأ إليك مما قال

اللهم لاتجعل في رزقنا

بيننا وبينك أحدا سواك

اللهم إنا نعوذ بك من الذلة إلا لك

ومن الخوف إلا منك

ومن الفقر إلا إليك

اللهم هذا جهدي في إنكار المنكر فتقبل مني

اللهم هل بلغت اللهم فاشهد