21/02/2008, 02:59 AM
|
زعيــم مميــز | | تاريخ التسجيل: 31/10/2007 المكان: حيثـَ أريد أنـ أكونـ ...!
مشاركات: 1,509
| |
ازعجتنا هذه العجوز ..!.!.!.!.!.!.!.!.!.!.! هذه العجوز ازعجتنا
أزعجتنا هالعجوز (( الأم )) قصة حقيقية أبكتني
كنا في مجلس شباب .. فإذا بالجوال يرن على أحد الحاضرين
رد على الجوال بوجه مكتئب وعابس:
ايه ايه ايه وش تبين .. ماهو الحين ..
قلت لك خلااااص يابنت الحلال ماهو الحين
بعدين .. إن شاء الله لا جيت بعدين يصير خير
يا الله أنتي ما تفهمين قلت بعدين يعني بعدين !!
وهكذا توالت الكلمات القاسية كالصخر .. الحادة كالسيف ..
فقلنا لعله يخاطب إحدى أخواته أو ممكن يخاطب زوجته
لعله يريد أن يظهر أمام الشباب بحسب اعتقاده أنه قوي الشخصية
تجاه أخواته أو زوجته .. ثم أغلق الجوال بوجهها فجأة وقال بكل جرأة
وبدون أي تردد أو حياء من الله أو حتى من الحاضرين:
(( أففففف .. أزعجتنا هالعجوز ))
صدمتنا جميعًا هذه الكلمة وأدركنا يقينًا أنه يقصد (( أمّه المسكينة ))
يا الله .. ما أقبحها من كلمة ( أف ) وما أبشعه من وصف ( العجوز )
لم يتلطف مع أمه في الكلام ولا حتى في الوصف !!!
جالت بخاطري كالبرق سريعًا فترة الحمل الثقيييييل على أمهاتنا
ثم فترة النفاس والرضاع والمتاعب والمشاق والتربية
كل ذلك وهي تستمتع بي وأنا طفل وتستلذ كل تعب من أجل راحتي
لن أغرق في الكلام الإنشائي لأنكم أخبر مني ولكنها مشاعري ..
سكتَ الابن العاق وسكتنا نحن الحاضرون .. ثم فجأة سمعنا
صوت بكاء خفي يكاد يخنق صاحبه والعبرات تسيل من عينيه
وعبثا يحاول إخفاؤها فالبكاء متنفس الهموم والله ..
وإذا ثار بركانُه في القلب لا بد أن ينفجر أنهارًا على الخدين ..
المهم نظرنا كلنا في زاوية من المجلس فإذا أحد الزملاء الفضلاء
ممن عرفناه بالخير (( تدمع عينه بغزارة ))
لا أخفيكم أننا جميعنا نظرنا إليه بدهشة شديدة جدا
(( لأن دمع الرجال ليس هيّنًا أبدا بأي حال ))
فلما علم أننا حوّلنا النظر إليه قال بصوت سمعه الجميع
قال بصوت ممزوج بعبرة تخنقه وتفت الصخور الصلاب:
ليتني رأيت أمي .. وليتها حية تُرزق (( لتزعجني بصوتها الجميل ))
كي أقول لها: سمي يُمّه .. الذي يرضيك أنا حااااضر
الله أكبر كلمات صادقة جعلتنا ندمع كلنا .. حرك فينا كل شي
حتى اقشعرت جلودنا من هذه الكلمات التي خرجت من قلب صادق
جعلتنا نتمنى أن لو كنا حاضرين للتو أمام أمهاتنا
لنقبّل رؤوسهن وأياديهن الطاهرة التي طالما رفعت عنا الأذى
صاحبنا الأول صاحب الكلمات الساقطة صار في موقف لا يحسد عليه
ولكنه للأسف بدل ما يصلح ما أفسده .. حاول التبرير والدفاع عن نفسه
فتكلم المجلس كله دفعة واحدة وصرخوا بوجهه وقالوا بصوت مرتفع:
اخس واقطع يالعاصي لربك ولوالديك
لا تتكلم ولا بكلمة ما لك أي عذر ولا تبرير مقبول أبدًا بأي حال
اذهب لأمك وقبل رأسها واسترضها حالا
أما صديقنا الذي بكى .. فقد توفيت أمه وهو صغير بعد ولادته فورًا
ربما من آثار وجع الولادة وما تبع ذلك .. يعيش حياته كئيبًا
لأنه يظن أنه السبب المباشر في وفاة أمه، لكنه لا ذنب له
لأن هذه مقادير يقدرها الله وهي في حكم الشهيد بإذن الله ..
نشأ وهو صغير يسمع الأطفال من حوله يقولون:
أمي قالت .. أمي تقول .. أمي تبيني بروح لأمي ..
ولكنه لا يستطيع أن يقول هذه الكلمات
بركان خامد بداخله يتفجر فينزوي في إحدى زوايا البيت
ليبكي بكاء مرًا كبر وكبرت معه آلامه وهمومه
يسمع زملاءه العقلاء هم يقولون ردًا على أمهاتهم في الجوال:
آمري أمر يايمه .. الي تبينه أنا حاضر من عيوني ..
الله يحييك على طاعته ويطول عمرك وأنتِ في أحسن حال
وإذا اتصلت عليه ترك الدنيا من أجلها، عندها يتنفس صاحبنا الصعداء
ويكاد ينفجر من البكاء ...
أخي قارئ هذه السطور .. أختي قارئة هذه السطور
إذا كانت أمك حية ترزق .. وكانت معها الآن في البيت
فاترك النت الآن بسرعة وتوجه إلى أمك وقبل رأسها وقل لها:
هل أنت راضية عني ياأمي؟
وبالمناسبة بعض الشباب يظن أن مثل هالكلام
من تصرفات الأطفال وأنه كان زماااان يوم كنا أطفال
ووالله إن من يفكر بهذا التفكير جاهل غرّر به الشيطان
ونفسه الأمارة بالسوء، لأن الله أمر بر الوالدين مطلقا
ولم يحدد مرحلة دون أخرى، بل حتى لو كانا كافرين
والقرآن يشهد بما أقول .. يقول الله تعالى: (( وإن جاهداك
على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما ..
وصاحبهما في الدنيا معروفًا )) الآية 15 سورة لقمان.
برّهم ( أمك وأباك ) حتى يتوفاهم الله بعد طول عمر
على خاتمة حسنة بإذن الله تعالى، والله إن رضيت عنك أمك
فأنت أسعد الناس .. وإن غير ذلك والعياذ بالله
فابكِ على نفسك بكاءً على غضب والدتك عليك ..
وإن كانت أمك قد انتقلت إلى رحمة الله
فارفع يديك إلى السماء في كل وقت وحين وخاصة بين الأذان والإقامة
وقل: رب ارحمهما كما ربياني صغيرا
وأسكنهما الفردوس الأعلى من الجنة وألحقني بهما يا أرحم الراحمين
أرجوا أن نعتبر جميعًا قبل أن يعتبر بنا الآخرون |