- أرى أنه في هذا الموسم سيعيد التاريخ نفسه بحصول الهلال على بطولة الدوري بعد عودته إلى النظام السابق باحتساب النقاط فالهلال نجح في الحصول على أول بطولة دوري عام 1397 هـ، والآن أرى أن الزمن الهلالي السابق سيعود وستكون بطولة الدوري مرجعها الفريق الهلالي.
* ولكن هناك ثمة اختلافات جوهرية بين جيلكم السابق والجيل الحالي؟
- في جيلنا كان كل شيء يتم ببساطة، كان اللاعب في السابق يكن كل الاحترام والتقدير للمسؤول عنه حينما يناقشه في أمور فنية بحتة، بعكس لاعبي الجيل الحالي الذين لا يعون معنى الاحتراف وكيفية المحافظة على احترام الآخرين وتقديرهم للعاملين داخل المجالس الإدارية، وتغيب عن بعضهم معاني تجسيد الصورة الحقيقية لخدمة المجتمع من خلال الرياضة، ولكن حب الهلال يجب ألا يغيره الزمن وتبدله الظروف، ومع ذلك فإن فترة رئاسة الأمير محمد بن فيصل الحالية للهلال أعتبرها الفترة الذهبية بعد نجاحه في إبرام اتفاقية عقد الشراكة بين الهلال وشركة اتحاد الاتصالات (موبايلي)، وهذا سيساعد الجيل الحالي على إحراز البطولات.
* لن يسمع أحد كلامك كونك من الجيل الذي محتهم الأيام من ذاكرة الجيل الهلالي الجديد؟
-يمكن للنادي أن يعزز حضورنا وتأثيرنا في هذا الجيل والجيل الذي يليه من خلال اللقاءات الشهرية ومشاركة الناشئة في مناشطهم الكروية للتعريف بنا، وبتاريخ كل لاعب صنع الإنجاز للهلال وساهم في بطولاته، والاستفادة من المهارات الكروية التي كان يحملها ذلك الجيل. وكنت أتمنى ألا تتوقف بادرة الرئيس السابق عضو الشرف الحالي الأمير عبدالله بن مساعد في تكريم الرموز الهلالية الإدارية والفنية واللاعبين، وهذه الفكرة انطلقت من عقلية رجل واع ولديه إلمام بظروف اللاعبين والذين خدموا الهلال في الأجيال الماضية، وأتمنى من الأمير محمد بن فيصل مواصلة ما بدأه الأمير عبدالله بن مساعد.
* وبخلاف هذا التجاهل ماذا قدمت للنادي؟
-أحاول أن أقدم له أشياء كثيرة لكن هناك من لا يساعدني على ذلك.
* ماذا تقصد؟
- أحاول أن أبحث عن المواهب الكروية في الأحياء وأقدمها للهلال، ولكن لا أجد من يساعدني في هذه المهمة من خلال التفاعل وتسجيلهم في الكشوفات الهلالية، وهناك العديد من لاعبي الحواري في السعودية مدفونة مواهبهم ويحتاجون إلى من يكتشفها ويصقلها لهم، فالهلال رفض بعض اللاعبين الذي أحضرتهم ولدي لاعبان اثنان لا يبتعدان عن مهارة اللاعب المعتزل يوسف الثنيان ولا أريد أن يذهبا لنادٍ منافس للهلال.
* ومن رفضهم؟ ولماذا لم تقدم لك تسهيلات تسجيلهم؟
- لن أتحدث عن أدق التفصيل فالقريبون من الأمر يعرفون حيثيات ذلك، ولكن هناك نقطة خلل إدارية في نادي الهلال أقولها بصراحة ودون خوف، وهذا الخلل منحصر في أمين عام نادي الهلال أحمد الخميس، إذ يجب أن يكون همزة وصل بين الفئات السنية الكروية والرياضية في النادي، فرئيس النادي الأمير محمد بن فيصل لا يمكن له أن يلم بكل شيء يحدث في النادي فهو يد واحدة تحتاج للدعم والتوجيه، فهو بحاجة إلى تقارير مفصلة أسبوعية تقدم له حتى يقف على كل صغيرة وكبيرة بالنادي.
وسأضرب مثالاً على كيفية التعامل مع اللاعب المستجد فرئيس نادي النصر الراحل الأمير عبدالرحمن بن سعود - رحمه الله - كان يراقب اللاعب إذا حضر للنادي لإجراء التدريبات، فالمهاجم السابق محمد سعد العبدلي جاء للهلال، ومن ثم رحل للنصر بسبب قلة المتابعة والاهتمام في الهلال.
* ولكن أعمال الإشراف الكروي ليست من صميم عمل أمين عام النادي عضو مجلس الإدارة حسن القحطاني وهو المسؤول على الإشراف على الفرق الكروية والعضو إبراهيم القناص هو المشرف على الألعاب المختلفة؟
- حتى لو أوكلت تلك المهام إلى هؤلاء الأعضاء يجب أن يقف أمين عام النادي عليها ويتابعها عن قرب، ويجب أن يكون ضابط كل شيء في النادي، والذي أعرفه عنه أنه لا توجد لديه خلفية رياضية.
* ليس مهما أن تكون لديه الخلفية الرياضية في تيسير أعمال النادي المهم أن يقوم بدوره على النحو الذي يلبي رغبات الرئيس؟
- هناك تنظيم للوقت لأجل القيام بأعمال أمانة النادي بالشكل المرضي، كأن يخصص عمل النهار للأعمال الإدارية وفي المساء يقوم بالأعمال الفنية ومتابعة ما يدور في ألعاب النادي وتدريباته، وينقل انطباع الجهازين الفني والإداري لرئيس النادي.
*هناك من يرى تطابقا في بعض السمات بين الإدارات التي تولى الرئيس الراحل الأمير عبدالله بن سعد رئاستها وبين الإدارة الحالية بقيادة الأمير محمد بن فيصل؟
- الأمير عبدالله بن سعد ( رحمه الله) حافظ على كيان النادي وكان جامعا الأندية في حب الهلال ويقربها من النادي، ومازال الرياضيون الذي عاصروا إداراته يتذكرون ذلك جيدا، فمن سمات إدارته رحمه الله أنه كان يقبل النصح والتنبيه، ويأخذ المفيد منها ويعمل بها، وكانت إدارته خلية نحل بالأفكار الدائمة وكيفية التعامل مع المواقف، والقريبون منه يعرفون كيف كان يتعامل مع اللاعب المعتزل يوسف الثنيان عندما كان في ذروة شبابه، إذ إنه كان (يرحمه الله) يحل الكثير من مشاكل اللاعبين دون أن يعرفها زملاؤهم بالفريق بطرق سلسة، وكان يرحمه الله يلقى الدعم الكبير في حل مثل هذه المسائل من قبل الأمير فهد بن بدر بن عبدالعزيز.
بينما اليوم لم يستطع أحد إيجاد آلية تعامل مع المهاجم عبدالله الجمعان الذي يحمل براءة الأطفال بحسب قول مدرب الفريق الهولندي السابق أديموس، إذ إن اللاعب يحتاج إلى تعامل خاص جدا وإلى التوجيه، ولفقدان ذلك خسرت الكرة السعودية لاعبا قل ما يوجد مثيلا له، كون النادي يصرف النظر عن اللاعب الذي أخطأ دون أن يبحث عن العلاج.
* كأنك تلمح إلى ضرورة وجود مستشارين للرئيس الحالي؟
- نادي الهلال بشكل عام يحتاج إلى لجنة استشارية، وإذا حرص مسيروه على ذلك عليهم أن يعودوا إلى الأب الروحي للهلال ومؤسسه عبدا لرحمن بن سعيد ـ شفاه الله ـ وكل من خدم النادي وذي فكر إداري وفني كبير, فهناك أسماء هلالية كثيرة يمكن أن يستنار بها كرئيس هيئة أعضاء الشرف الأمير هذلول بن عبدالعزيز والأمير عبدالله بن مساعد والأمير عبدالرحمن بن مساعد والأمير نواف بن محمد والأمير تركي بن محمد والأمير الوليد بن طلال والأمير فيصل بن يزيد الأمير عبدالعزيز بن سعود وفيصل الشهيل وعبد الرحمن الحمدان، فالرئيس الحالي الأمير محمد بن فيصل يحتاج إلى كادر استشاري ليس بالكادر الذي يعتمد عليه في الوقت الحالي مع احترامي الشديد، ولو كان هناك مستشارون يمتلكون الخبرات الكافية لما وقع معسكر العين الإماراتي الذي سبق نهائي كأس دوري خادم الحرمين الشريفين الموسم الماضي والذي خسره الهلال أمام الاتحاد مع احترامي الشديد لمن اقترح فكرة ذلك المعسكر.
* كيف ترى تحقيق مهاجم الفريق الكروي وقائد المنتخب ياسر القحطاني لقب أفضل لاعب آسيوي لعام 2007؟
- ياسر القحطاني يستحق هذا اللقب وهو دافع له في أن يواصل عطاءاته الكروية وأن تكون بداية الانطلاقة إلى البوابة الاحترافية الخارجية، في الوقت نفسه أحذر ياسر من استهداف المقربين له، وزرع المغريات أمامه بعد هذه النجومية وصيته الكروي الذي جاوز الحدود, على ياسر أن يتنبه جيدا للمرحلة المقبلة بما فيها حياته الخاصة والاجتماعية، فأمنيتي ألا يتأثر ياسر بما حوله من مغريات, وثقتي كبيرة به، فهو يعرف ذلك ويعي أهمية وخطورة المرحلة المقبلة.
*وجهت العديد من الانتقادات للاعب النصر المعتزل الدولي فهد الهريفي حول تدخله بشؤون ليس له علاقة بهما من خلال تحليلاته للمواقف الإدارية والكروية عبر إحدى القنوات الفضائية؟
- يجب على الهريفي أن يتبع الحياد في آرائه, وألا ينزلق في مسائل وقضايا ليس له دخل فيها، فهو يدلي بدلوه دون أن يعرف صغائر وأسرار القضايا الإدارية التي يتحدث عنها خاصة الأوضاع التي لا تخص ناديه وتخص نادي الهلال على وجه التحديد، وعليه ألا يتجاوز حدوده تجاه من ألبسه ثياب الشهرة وقدمه للرياضة السعودية والعربية.
* ما الذي ينقصكم كلاعبي الجيل السابق في الوقت الحالي؟
- ما ينقصنا هو تفعيل صندوق اللاعب الذي قررته الرئاسة العامة لرعاية الشباب منذ عهد الأمير فيصل بن فهد (يرحمه الله), فهناك لاعبون من الجيل الماضي والمعتزلون خصوصاً الذين لم يعاصروا الاحتراف يعانون من بعض المشكلات التي لا تعد ولا تحصى ولديهم أزمات مالية، وكانوا يتلمسون جهود أمين عام الاتحاد السابق عبدالرحمن الدهام معهم، وكان الرابط القوي بينهم وبين مسؤولي الرئاسة الآخرين ومن يتولى رئاسة هرمها، وأنا أريد أن أعرف معايير صندوق اللاعب هل يلجأ إليه بعد الوفاة أم بعد الاعتزال، أم في حالة العجز عن العمل وكسب لقمة العيش؟ فلاعبو العصر الحالي لا يعاني جلهم مثلما نعاني ويعاني من هم في جيلنا ومن سبقنا أو أتى بعدنا قبل نظام الاحتراف الذي ساهم في تقليل تلك المشكلات.
* هل هناك نماذج تعاني من أزمات صحية ومالية؟
- نعم ولكن أصحابها يريدون الستر على أنفسهم، وأنا أحد تلك النماذج والحمد الله أن أبواب المسؤولين في الرئاسة مفتوحة، ومعاناتي لن أبوح بها إلا للرئيس العام الأمير سلطان بن فهد أو لنائبه الأمير نواف بن فيصل، ولدي ثقة بأن الرئاسة العامة لرعاية الشباب لن تقصر مع لاعب خدم وأعطى الرياضة السعودية في يوم من الأيام. ويجب أن تتلمس الاحتياجات الأسرية لبعض هؤلاء اللاعبين الذين منعهم الحياء من عرض ظروفهم على المسؤوليين في الرئاسة.
الوضع العادي
