07/02/2008, 06:29 AM
|
زعيــم متواصــل | | تاريخ التسجيل: 19/10/2007
مشاركات: 144
| |
-------------( 6 )---------------
اثناء جلوسي للتشهد الاخير .. في تلك الصلاه
احسست بأن كل جوارحي ترتجف
وان نبض اوردتي يزداد قوة ..
والعبرات الخانقه تزيد من احكام قبضتها على حنجرتي ..
وشعرت برغبة جامحة في البكاء ..
فقد اسمتعت لآيات من كلام الله
لو أيقنتها صخور الجبال لتفتت
فكيف بقلب غض ٍ وقد افاق من غفلته ..
انتهى الامام .. صاحب ذلك الصوت العذب الرخيم المؤثر .. من صلاته ..
واستدار بوجهه الى المصلين مستغفرا" و مسبحا" ..
فرفعت بصري اليه .. وفي القلب له دعوه ..
جزاء ما اسمعنا من آيات يذوب لها الفؤاد من كمد .
واذا بي بوجه صاحبي
ذلك الشاب الشهم الطيب .. عبدالاله الـ ........
كأن هو الامام الذي يقرأ
لحظتها .. كم فرحت به ..
وكم تمنيت احتضانه !!
رمقني من بين الصفوف .. وانا اسبره بمقلتاي
فرد علي ّ بابتسامه صافيه ، نقيه ، صادقه ، منحتني شيء من اطمئنان .
لله هو .. ما اروعه !!
بقيت في ذلك المسجد.. اسمع المصلين يسبحون بنسق اجهله ..
وما كنت اعلم ان تلك اذكار مخصوصه ومسنونة بعد كل صلاه !!
كل مااشتقت اليه في تلك اللحظات ..
هو السجود ..
أي وربي .. هو السجود .
اشعر وانا ساجد .. براحة لم اعدها في نفسي من قبل
كاني قريب من ربي .. لاحجاب بيني وبينه ..
صليت سنة العشاء .. وانا اشعر بشيء من الاعياء والارهاق
ودعوت ربي .. ان يفتح لي ابواب فضله ..
خرجت من باب المسجد ..
و اخذت اتفحص وجوه اولئك الرجال الخارجين من بوابته
فوجدتهم مابين طبيب وممرض .. مريض وزائر .. موظف وعامل
كلهك سواسيه ..
قرات في وجوههم السعادة التي كنت انشدها .. وابحث عنها سنين طويله .
رايتهم يتهامسون بموده
ويتبسم كل منهم في وجه الاخر وكانهم اخوة ..
شعرت بأن لهم عالم غير العالم الذي اعيش فيه !
تحاملت على نفسي .. واتجهت صوب سريري في طوارىء المستشفى
وما ان دلفت الى تلك الغرفه ..
الا وبشقيقي .. يحمل في وجهه كل ايات القلق
اخذ بيدي واقعدني على السرير ..
سلامات .. سلامات مابك ؟ سألني ..
اجبته :
لاشيء مجرد عارض سيزول بأذن الله ..
رويت له ماحدث لي .. وبعد ان اطمأن عليّ ..
غادر الى حيث الطبيب المعالج .. ليستجلي منه حقيقة الامر .
وفي هذه الاثناء ..
التفتُ الى زاوية المكان البعيده ..
فاذا بها واقفة هناك ..
عرفها قلبي .. قبل بصري
وحين ادركت ْ بأنني قد شاهدتها ..
اقبلت ْ ..
واتجهت صوبي ..
وهي تحمل بين يديها .. نتاج رباطنا ..
قراتُ في خطواتها الانهيار والوجل .
وما ان وصلت الي ّ .. حتى احاطتني بالستار
وكشفت عن وجهها .. وهي واقفه ..
واذا بدموعها وقد تحدرت على وجنتيها
وبقيت صامته .. !
عيناها تطرح الاسئلة ..
اما لسانها فصامت !!
امعنت النظر في ملامح وجهها ..
فشعرت حينها بأنها من اجمل نساء الكون ..!!
لم اكن اتحسس ذلك الجمال فيها .. قبلا"
وما ادركته الا الان ..
ربما لاني كنت ابحث عنه في زينة زائفه .. تنتهي بمجرد ازالتها
اما الان .. والان فقط
فقد لمحت جمالها ..
حين تذكرت ..
قنوتها في بيتنا وتلاوتها لكتاب الله .. اناء الليل واطراف النهار
وحين جال بخاطري ..
دثارها الذي تتلحف به حين وقوفها بين يدي ربها ..
ايقنت انني ابصر مالم تبصره اشهر دور الازياء العالميه .
برز جمالها في ناظري
يوم تذكرت لحظات افطارها بعيد اذان مغرب كل اثنين وخميس
وتذكرت يوم ان كانت تبحث عن سعادتي وانا في لهو ٍ عنها .. وما زحزح ذلك ايمانها .
وبدون شعور مني ..
اخذت ُ كفها .. ووضعته بين راحتي يداي
قائلا" : حيا الله زوجتي الغاليه
فاجهشت بالبكاء ..
( طهور لابأس تمحيص باذن الله ) ..
قالتها مصحوبة بحشرجه ..
واردفت .. سلامات يا ابا( ...... ) مابك ؟
طمأنتها .. وطلبت منها التوقف عن البكاء حتى لاتشعر البنيه .. بشيء من خوف .
قالت وكانها تريد ان تصدق خبرا" لم يتأكد في ذهنها .. :
حين حضرت الى المستشفى .. وجدت ابنتي بين يدي امرأه لا اعرفها ..
ولحظة اخذتها منها .. وسألت ابنتك عنك .. شرحت لي تلك المرأه أمرك مع زوجها جزاهما الله كل خير .. وانك تتلقى العلاج ..
الا ابنتك قاطعهتا قائلة بفطريتها .. :
( لا .. ابوي صار يصلي مثلك يايمه .. قال لي بيروح المسجد )) .
هل كنت هناك بالفعل .. ؟ سألتني ..
هززت رأسي بالايجاب .. وانا اشعر بشيء من دوار ..
واللهِ .. مامرت ليلة اقف فيها بين يدي ربي ..
ولا لحظة افطار .. بعد نهار صيام ..
الا وسألته ان يتوب عليك ويهديك ..
فلربما استجاب الله لدعائي ..
فابشر بالخير ولا تقلق ..
هكذا قالت لي ..
فاخترق قولها ذلك .. كل جدارات كياني.. واستقر في فؤادي كصك امان .. وهبتني اياه
احست هي باني متعب .. وسألتني اين مكان آلآمك .؟
اشرت الى مؤخرة رأسي ..
فوضعت يمينها .. حيث الالم وابتهلت :
(( اسأل الله العظيم .. رب العرش العظيم ان يشفيك ))
ورددتها مرارا .. ومع كل مره كان الاطمئنان يتسلل الى قلبي ..
عاد شقيقي .. ونادى بصوت مسموع
اذنت له بالدخول ..
وقال : الطبيب يريد ان يحضر للكشف عليك .
طلبت من زوجتي ان تأخذ البنت وتنتظر في صالة الانتظار ..
بعد مغادرتها .. قال لي اخي بشيء من قلق محاولا اخفائه ..
الطبيب يريد منا ان نأخذك الى الاشعة المقطعيه .. !!
حسنا .. اجبته .
نزلت من سريري وأُركبت ُ على كرسي ذو عجلات
وحين هممنا بالمسير طلبت من شقيقي الانتظار
جلت ببصري في ارجاء المكان بحثا" عن ذلك الرجل الطيب الشهم .. عبدالاله الـ ...
واذا به يقف بالقرب من الباب .. ناديته وعرفته بشقيقي .. الذي اثنى على كرمه وحسن خلقه ونبله
وطلبنا منه الذهاب وعدم الانتظار .. لكي لانشغله ..
فاخجلنا بكريم ايثاره .. واصر على البقاء حتى يطمأن علي ّ
حاولت في عدم بقائه .. الا انه اصر .. ورضخنا لرغبته .
يواصل اخي حفظه الله . سرده لقصته .. قائلا" :
تحرك بي الكرسي الى حيث غرفة الاشعه
ومع شعوري الشديد بالارتباك المنهِك
توقف سؤال حائر في ذهني ..
لماذا المقطعيه ؟
وصلت الى حيث يكون جهازها .. وانا لم اصل الى اجابة بعد ..
لأول مرة في حياتي اشاهد ذلك الجهاز الاسطواني الابيض ..
استقبلي احد العاملين عليه ..
وطلب مني الاستلقاء على ظهري ووضع يدي على الجانبين
والثبات على هذه الوضعيه دون حركه ..
كدت اجن وافقد صوابي ..
فرأسي متجه الى حيث سيدخلونني .. في ذلك الجهاز الذي يشبه ( القبر )
تخيلت انه فعلا" ( قبري ) ..
وبدأت اسأل الله اللطف ..
اطفأت الانوار .. وعم الظلام
وبدأ السرير الذي انا ملقى عليه يأخذ طريقه اليا" نحو جهاز الاشعه المقطعيه
وبدأت اسمع اصوات طنين الاشعه .
لم تساعدني قواي على فتح عيني ..
اظن ان الطبيب منعني من ذلك .. لم اعد اذكر ..!
وبعد لحظات اخرجت منه .. وكأنني بعثت من جديد
عدنا الى حيث كنت .. بأنتظار نتيجة الاشعه ..
وبعد وقت ليس بالقصير ..
حضر الينا الطبيب الذي طلب اجراء الاشعه ..
وقال نحن بـأنتظار استشاري المخ والاعصاب ليعطينا رايه في النتائج !
سقط قوله ذلك على راسي كبرق خاطف ..
ماذا تعني بقولك هذا يادكتور .. سألته .
قال :
لاتقلق هذا امر روتيني .. فلكل اختصاصه ..
مرت ثلاثون دقيقه .. كأنها ثلاثون عام .. حتى حضر الاستشاري المختص
وبعد اجتماعه بالطبيب وبطبيب الاشعه
تأكد لهم وعبر الصور الاشعاعيه وجود شيء ما .. في منطقة الالم .
اخبروني وشقيقي بذلك .. وأكدوا لنا ان الامر لايستدعي القلق
وان الامر يحتاج الى تنويمي .. لاجراء المزيد من الفحوصات
ازدادت مخاوفي .. بعد هذا القرار
وقلت لهم لابد ان في الامر شيء هام .. طالما انه يحتاج الى مزيد من الفحوصات
وشرحت للطبيب انني انسان مؤمن .. ومقتنع بما كتب الله لي ..
ويهمني ان اطلع على حالتي .. وتحت مسؤليتي ..
نظر الطبيب الى شقيقي .. نظرة طالب المشوره ..
فقاطعته قائلا" .. انا صاحب الشأن ما الامر .. ؟
اجابني .. :
الاشعه المقطعيه بينت لنا وجود شبه ورم في مؤخرة الرأس ..!!!
اسقط في يدي .. فاحتضنني شقيقي .. واقعدني على السرير ..
شعرت بأن الكون الفسيح .. اصبح اضيق من سم الخياط ..
استرجعت اعمالي .. فما وجدت فيها مايشفع لي .. فضاقت عليّ الارض بما رحبت
واستذكرت فلذة كبدي .. بنيتي .. فجادت مدامعي .
وشقيقي يذكرني بالله وبالايمان بالقضاء والقدر .. وان الامر هين اذا اوكل الى الله ..
في هذه الاثناء ..
وبينما انا ادس وجهي بين كفي ّ .. واذا بيد حانيه تمسح على كتفي
نظرت فاذا هو وجه عبد الاله .. ولا زالت الابتسامه تعلوه ..
سأل مالامر ؟ اجابه شقيقي .. عارض بسيط ان شاء الله ..
قلت له .. قال لي الطبيب بوجود اشتباه وجود ورم في مؤخرة الرأس
شعر بفداحة همـّي ..
فسمعت منه كلمات والله انها لتزن الارض راحة وطمانينه .
اذكر مما قاله لي :
وهل تظن ان المؤمن لايبتلى .. !! ؟
ابشر بان الله يصلي عليك اذا استلهمت الصبر لوجهه الكريم وقلت انا لله وانا اليه راجعون ..!
وتذكر ان ذلك تكفير لذنوب ..
ومن ثم الطبيب يقول اشتباه ..
واخذ يطمأني .. حتى استكانت نفسي الى امر الله ..
*
*
*
طال الحديث بأخي ..
وشعرت بأنه قد انهك .. وصدمني بخبره هذا ..
نظرت اليه .. وكلي ذهول .. استسرعه الاجابه .
وهل تبين مرضك ؟
اجابني ..
نعم ثبت انه ( ورم ) في الرأس ..
وسأسافر قريبا" الى خارج البلاد لاجراء عمليه جراحيه استكشافيه لماهية ذلك الورم..
ان كأن ورما" حميدا" او خلافه .
هنا انتهى سرده لقصته ..
وشعرت انني انا الذي بحاجة الى من يواسيني .. فما زلت حديث عهد بهذه الصدمه
استرجعت قواي وثباتي ,, وهونت عليه الامر ..
واخبرته بما عاناه غيره من امراض اعظم من هذا .. وهاهم الان يتمتعون بعافيه
نظر الي نظرته الحاذقه .. تلك التي اعهدها منه .. وارفقها بأبتسامه
وقال :
لاعليك .. فثقتي بالله .. اعظم من كل المخاوف ..
فالحمد لله الذي قضى لي بهذا وقد عرفت من نفسي العودة اليه .
الكارثه .. لو استفحل الامر وغادرت وانا على ماكنت عليه من حال . والعياذ بالله .
*
*
*
احبابي الكرام ..
لن افضح سرا" .. اذا نثرت بين ايديكم هنا .. اعترافا"
بان ما أخرني عن الاستمرار في سرد باقي احداث القصه خلال الاسابيع الماضيه .. هو انشغالي بالمساعده في ترتيب امور سفر اخي وصديقي وزميلي الى خارج المملكه لتلقي العلاج .. وقد غادر في نهاية الاسبوع الماضي ..
هاتفته هذا المساء وطمأنني .. بأنه لازال تحت اجراء الفحوصات ..
وكانت روحه المعنويه عاليه بفضل الله .. وسررت لذلك
واخبرته بأنني في طور طرح الجزء الاخير من قصته عبر منتداكم ..
فحمـّلني اليكم سلامه .. ودعائه .
وطلب دعائكم وابتهالكم .. بأن يشفيه الله ويعيده سالما" معافى ..
وان شاء الله .. وبحوله وقوته .. سأنقل لكم قريبا" اخبارا" سارة عنه .
فقط لاتنسونه من دعائكم .. فهو بامس الحاجة اليه .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
محبكم ( المرقب العالي )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــ انتهت القصة .. وقد أتيت بها حرفيا .. حتى النهاية .. وأسأل الله أن يشفي مرضانا ومرضى المسلمين .. أخوكم / أبوعبـ الله ـــد ..، |