يعلم الله أني لست محبا لمقالات المدائح والثناء .. ولست حتى مجيدا لها .. أقول هذا لمن سيقرأ مقالي هذا ثم يفهم أني أمتدح وأثني .. وهي والله ليست سوى أسطر متواضعة .. أقر فيها أمورا واقعية .. وأقدم من خلالها شهادة نقية .. فإن كان في قول الحق مدح .. فنعم المديح ونعم الثناء

عجيب أمر هذين الأميرين الإنسانين الشقيقين .. عبدالرحمن وعبدالله أبناء مساعد وأحفاد عبدالعزيز.. وغريب مايقدمانه من أفعال في زمن .. الأقوال .. ومن وعد ووفاء .. في زمن الكلام المفرغ والإنشاء !!

أميرين هلاليين عاشقين .. أفعالهم .. تسبق أقوالهم .. فهم لم يطلقوا الوعود في الهواء ... بل فعلوا وتركوا الآخرين يتكلمون مثلما حدث في صفقة الشلهوب .. حيث لم يطلب منهم أحد ذلك .. بل لم ينتظر هذان الأميران أن يطلب منهم أحد ليتلذذوا بعبارات الاستجداء والاستغاثة ثم يظهروا بمظهر الملبي المغيث المنجد .. بل حسموا بصمت صفقة الشلهوب دونما وعود مسبقة ودونما أن يستجديهم أحد!!!

وإن حدث ووعدوا تجد الوفاء منهم متوقعا بل أمرا مسلما به .. وكأنهم مدينين لمن قطعوا له الوعد .. تربطهم كلمة .. في زمن ندر فيه أن تربط المرء .. كلمة !! حدث هذا في اعتزال يوسف الثنيان عندما أعطى الأمير عبدالله بن مساعد كلمة ليوسف بأن يتكفل بحفل اعتزاله .. فأوفى بعهده رغم أنه ابتعد عن رئاسة الهلال وكان بإمكانه أن يتنصل .. وكأن الأمر لايعنيه .. ولكنه ابن مساعد .. وعد وأوفى .. وعشنا مع النمر الأزرق ليلة تاريخية بحضور فالنسيا .. وقلنا وداعا لأبي يعقوب وفي أعيننا امتزجت غصة الحزن .. مع فرحة الوفاء والحب .

وحدث ذلك في اعتزال الذئب الذي نشهد صخبه هذه الأيام .. فحالما أعلن الذئب موعد الرحيل .. كان العزاء حاضرا من أبناء مساعد .. بوعد بتنا نعتبره حقيقة واقعا كما عودونا .. وأعلن الأمير عبدالله تكفله وشقيقه الفاعل بصمت عبدالرحمن .. بحفل اعتزال أسطورة الكرة السعودية بالقلم والمسطرة وإن شئت فلك أن تستعين بالآلة الحاسبة لكثرة إنجازاته ... سامي عبدالله الجابر ... فعلم الجميع أنهم موعودون بسابقة على مستوى الوطن العربي .. فالمحتفى به .. هو سامي .. والمتكفل بالاحتفاء .. هما الرجلان .. عبدالرحمن وعبدالله .. وهاهو مانشستر يحضر لأول مرة للمنطقة .. بكامل نجومه العالميين !!

اعتزال يوسف واعتزال سامي .. هل تصور أحدكم ما الذي كان سيفعله المتربصون بهلالنا ونجومه .. لو لم يقم حفل اعتزال لهذين النجمين أو أحدهما .. كم كان أولئك يمنون النفس بأن يحدث ذلك ليشبعوا شماتة ويفرغوا ماتكبته نفوسهم من شحنات ولدها .. رؤيتهم لحال نجمهم الذي غدر به الأقربون وتخلوا عنه بعد أن أفرحهم سنوات طويلة .. وودوا لو تخذلون نجومكم مثلهم .. فتطيب خواطرهم وتهدأ نفوسهم قليلا !! لكن الفارسان ( المساعدان ) خلصوا كل الهلاليين من همي وأبدلوهما للهلاليين .. بفرحتين أسطوريتين .. فما أجمل الوفاء .. من أهل الوفاء .. وهل بعد ذلك .. يُستنكر الثناء ؟!!

وهاهو الأمير الكريم عبدالرحمن بن مساعد يصر على ألايعكر فرحة الهلاليين أي معكر .. بعد سخط وعتاب على الأسعار التي فرضتها الشركة الراعية للمهرجان فيسارع دونما وعود ودون أن يطلب منه أحد أو يستجديه أويناشده .. يسارع إلى شراء قيمة نصف التذاكر ليتم تخفيض الأسعار إلى النصف .. ويابلاش ياسامي .. والهلال .. ومانشستر .. ليتحول كل معاتب إلى ممتن وكل ساخط إلى راض .. فأي كلمة شكر تلك التي تكفي هؤلاء الرجال الذي تسبق أفعالهم أقوالهم .. رجال لاينشرون الكلام في الهواء ثم ينسحبون بهدوء .. ويتنصلون بخوف من وعودهم !!!!

هنيئا لنا نحن الهلاليين .. كل الهلاليين .. بأمثال هؤلاء الرجال .. فلأمثالهم يجب أن يكون المديح والثناء .. إحقاقا للحق .. وإنصافا للحقيقة .. وإقامة للعدل .. ومن لايشكر الناس لايشكر الله