أمٌ وأبٌ.. اعذروني لم أستطع أن أضيف لهما ياء المتكلم!! أتدرون لماذا لأني لا أعرفهما اسماً ولا شكلاً!! أمٌ أقدمت على تلك الخطورة الشيطانية من أجل لذة عابرة وشهوة محرمة وعاقبة ذلك كله (ابن زانية!!) حملتني في رحمها تسعة أشهر وهي تتمنى موتي وتتحسب على أبي، وتدعو الله أن يستر عليها ولا يعلم أحدٌ بالأمر، وأنا في رحمها لا أشعر بالأمن مع العلم أني في رحم أمي!! ولكني قذفت في تلك الرحم المنتنة قسراً وكرهاً!! وكان أبي حينها لا يبحث عن أي شيء إلا الشعور بالسعادة المحرمة المؤقتة التي صلاحيتها تنتهي بخروج ذلك الماء المهين والضحية (أنا ابن زانية). أماه... اعذريني إن عققتكِ أو دعوتُ عليكِ لأن الله يقول: {وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا}أنتِ لم تربيني صغيراً بل رميتيني في مكان وأنت تخافين أن ينظر إليك أحد من الناس ولم ترحمي صرخاتي ولا بكائي ولا دموعي ولا وحدتي ولا ضياعي ولا حتى تغير اسمي في المجتمع إلى لقيط أو ابن زانية!! كيف تريدين مني أن أدعو لكِ كابن صالح وأنت جعلتني ضمن هامش المجتمع! أماه.. اعذريني أن قسوت عليكِ فلن أكذب على الله وأقول ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا! ولن يعذبني الله بسبب عقوق الوالدين لأنه ليس لي والدين بل لي دار أيتام وإخوة في نفس المصير. أما الجنة التي تحت قدميكِ فلا تظنين أني لا أبحث عنها ولا أريدها! بل إني أسعى إليها وأدعو الله أن يدخلنا إياها ولكن يا أمي أين أنت حتى أقبل قدميكِ؟!
ألا تعلمين يا أمي أني تزوجت من زوجة صالحة من نفس الدار، ورزقنا الله بنتاً عمرها الآن بضعة أشهر وبدأت تنطق كلمة (أب) وبعد حين سوف تنطق كلمة (أم) ولكني لن أرميها عند بوابة مسجد ولا قارعة طريق أتدرين لماذا؟ لأنها ابنتي ومن صلبي وهي قرة عين لي ولأمها الطيبة - إن شاء الله - ونحن الآن نرعاها بقلوبنا ونترقبها بأعيننا ونستمتع بكلماتها ونظراتها وابتسامتها، اعذريني يا أمي إن كنت قاسياً عليكِ قليلا! فلقد كنتِ أقسى من الحجر حينما رميتيني، لأن الحجر يهبط من خشية الله أما أنت!! فلقد هبطتِ ولكن ليس من خشية الله بل في مستنقع آسنٍ.. سامحك الله! ألا تعلمين يا أمي أني أتضايق جداً حينما يأتي موضوع عن بر الوالدين، ألا تعلمين أني أسرح في خيالي حينما نتناول تفسير آية تتكلم عن الوالدين أو حديث نبوي فيه فضل البر بالوالدين!! عفواً يا أمي إن كنت قاسياً.. وأخبركِ أني أسميت ابنتي (حنين) وكم كنت أتمنى أن أعرف اسمكِ!!
ولكني أطلقتُ عليها ذلك الاسم الجميل لأنه يحمل معنى أجمل وهو الحنان الذي قد لا تعرفينه!! ولكن يعرفك أكثر من خلال قسوتك حينما رميتيني على أعتاب ذلك المسجد، الذي كل عتبة فيه تعرفني وتُشفق عليَ وترحمني! أماه.. ماذا سوف أقول لابنتي حينما تلتحق بالمدرسة وتختلط بزميلاتها في الصف وتبدأ كل واحدة منهن تتكلم عن برنامجها في إجازة نهاية الأسبوع وأنهن يقضينه في الذهاب إلى جداتهن وخالاتهن وعماتهن ويجتمعن مع بعض!! هل أقول لها أنكِ مُتِ؟! وهل أقول لها أن خالاتكِ مُتنَ أيضاً؟! وهل أقول أن أعمامك ماتوا؟! أسئلة جداً مزعجة تجعل إجاباتها حياتي مُغلقة في الكذب والخداع، ولكن ما حيلتي أرجو الله أن يرحمني ويلطف بي وبأسرتي.. آمين.
ختاماً.. أقول أن كل أم في هذا البلد الحبيب هي أمي (ولي الشرف في هذا) لأنهن أمهات شريفات عفيفات يستحققن أن يُنادينَ بكلمة أمي.
سبحان الله .. قلوب رزقها الله بـ نبض الابوهـ فـ ركلت ذلكَـ بـ ارجل العقوق وتناست ارقا من حنانهما وقلوب تمنت بصيصا من ضوء يحتضنها لـ تنطلق في افق الامان .. مقال مؤثر يستحق الوقوف عنده كثيرا .. لكَـ كل التحيه عزيزي على هذه النافذة التي ابكت قلبا وادمعت عينا ..
(( وقل ربي أرحمهما كما ربياني صغيراً )) ربي ارحمهما كما رمياني صغيراُُ ،،، لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ,, كان الله في عون ابو حنين وكل طفل يتيم يقبع في دار الايتام .. التفكير في الماضي يخلف حزناً ... فالحمد لله اللذي وهبه حنين واسره حنونه مترابطه شكراً أخي ابراهيم على هذه القصه المحزنه .. دمت برعاية الله ورده
(( وقل ربي أرحمهما كما ربياني صغيراً )) ربي ارحمهما كما رمياني صغيراُُ ،،، لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ,, كان الله في عون ابو حنين وكل طفل يتيم يقبع في دار الايتام .. التفكير في الماضي يخلف حزناً ... فالحمد لله اللذي وهبه حنين واسره حنونه مترابطه شكراً أخي ابراهيم على هذه القصه المحزنه .. دمت برعاية الله ورده
هلا باختي ريري ..
الله يكون بعونه وعون الجميع ان شاء الله ..
والله يوفقه ويبعد الحزن عنه .. والله يصلحه حنين ويخليه لهم يارب
جزاك الله خير اختي ريري وماقصرت عالمرور وتشريفك لموضوعي ..