حول العالم (برنامج حماية الشهود) للكاتب " فهد بن عامر الأحمدي - نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم

мя.ħάίţħάм · #1 28/12/2007, 01:45 PM

حول العالم
برنامج حماية الشهود

فهد عامر الأحمدي
شاب سعودي شجاع اتهم جده وأخواله بقتل والدته بعد حبسها وتعذيبها طوال ثلاث سنوات. فقد كانوا يحاولون إجبارها على التنازل عن أموالها الخاصة بعد طلاقها من زوجها وحبسها في منزل الجد. وحين يئسوا من تنازلها هددوها بالقتل فسربت الأمر الى ابنها خالد (17عاما) وأخبرته أنه لن يراها بعد اليوم وأوصته على أخواته وطلبت منه التبليغ عن جريمة قتل في حال وفاتها وحذرته من الاقتراب من أخواله بعدها.
وبعد خمسة أيام ماتت المرأة فعلا (بدعوى غرقها في خزان مياه) ودفنها أشقاؤها خارج المقبرة الرسمية في وادي الدواسر.. وحينها تأكدت شكوك الابن فتقدم ببلاغ لشرطة المحافظة التي تحركت لنبش قبر القتيلة وفحص جثتها.. وسرعان ما كشف تقرير الطب الشرعي عن "وفاتها مقتولة نتيجة طلق ناري وطعنات وإصابات في منطقة الرأس والظهر مع وجود شق في البطن تم رتقه بخيط بطول 7سم".
وبموجب هذا التقرير أوقفت السلطات والد الضحية وخمسة من أشقائها وبعض الأقارب ممن ساعدوا على نقل الجثة.. وبعد القبض عليهم هدد أقارب المتهمين أبناء المرأة وطليقها السابق بالقتل والانتقام في حال صدر "حكم شرعي" ضد المتهمين. وفي حين تبدو التهمة مؤكدة - وحكم الشرع واضح - يبقى التساؤل عن مصير أبناء وبنات القتيلة بعد صدور الحكم الشرعي !
وهذه القضية مجرد نموذج يثبت حاجتنا لبرنامج يحمي الشهود بطريقة فعالة وسرية - أسوة بكثير من دول العالم.. وهذا البرنامج (الذي ظهر في أمريكا أولا) يكفل حماية الأفراد الذين ثبت تهديدهم أو تعرض حياتهم للخطر بسبب شهادتهم أو مشاركتهم في كشف الجرائم الخطيرة... بل يمكن القول إنه البرنامج الوحيد الذي كسر (قانون الصمت) المطبق في عصابات المافيا منذ عقود طويلة.. فعصابات المافيا تأخذ على أفرادها تعهداً بعدم الشهادة ضد زعيمها أو أي فرد آخر من العصابة. وكسر هذا "التعهد" يعني قتل عائلة الشاهد - بما في ذلك أطفاله ووالداه - ثم قتله هو حال إطلاق سراحه.. وفي عام 1967اعتقلت الشرطة رجلاً من المافيا يدعى باربوزا مع ثلاثة من أصدقائه بتهمة بسيطة.. وفي حين خرج الأصدقاء بقي باربوزا في السجن بانتظار دفع الكفالة (التي طلبها من زعيم المافيا رايموند باترياركا).. غير أن باترياركا - بدل دفع الكفالة - قتل أصدقاءه الثلاثة فأدرك باربوزا أن دوره سيحين فور خروجه من السجن. وهكذا عرض على الشرطة الفيدرالية فضح المافيا من الداخل - والشهادة ضد باترياركا - بشرط حماية أسرته في الخارج. وبالفعل وافقت السلطات ووضعت حراسة مشددة لحماية أسرة باربوزا وظلت تنقلهم من مكان لآخر طوال عامين استغرقتهما المحاكمة.
وبعد تفكيك العصابة - وإدانة زعيمها باترياركا - دخلت السلطات في مشكلة حماية باربوزا وعائلته.. إذ ليس من المعقول أن تستمر بنقلهم من مكان لمكان - أو تحيطهم طوال الوقت بهذا العدد الكبير من رجال الشرطة.. وحينها اقترح أحد المحامين في وزارة العدل منح الشهود وعائلاتهم أسماء جديدة وهويات مزيفة ونقلهم الى منطقة لا يعرفهم فيها أحد. وفي عام 1970تحول الاقتراح إلى قانون يمنح الشهود أسماء وهويات مختلفة مع ضمان العمل وتوفير السكن في منطقة جديدة تماما!! وقد شجع هذا القانون على كشف قضايا خطيرة وجرائم قديمة تجاوز عددها 12.000قضية (في حين اختفى تحت جناحه 7000شاهد و 9000من أفراد عائلاتهم). وفي حين لم يتعرض للاغتيال أي شاهد انضم للبرنامج (الذي يظل اختياريا) تم اغتيال 30شاهداً اختاروا الخروج منه طواعية والعودة الى حياتهم السابقة - بمن فيهم باربوزا الذي اغتيل فور عودته الى نيويورك بعد ست سنوات!!.
@ والآن ؛ هل ترون أن من حق خالد وشقيقاته الانضمام لبرنامج حماية مماثل!؟. - الجواب يبدو بدهياً بعد اغتيال "الأم" من أقرب الناس إليها.