منذ نهائيات كأس العالم عام 1994 في أمريكا، وهو الحضور الدولي الأول والأكبر والأهم لكرة القدم السعودية، ونحن نمني أنفسنا باحتراف لاعب سعودي واحد في الدوريات الأوروبية، على غرار وجود مجموعة اللاعبين العرب المحترفين هناك.
حتى آسيوياً، هناك لاعبون من دول شرق آسيا، كوريا واليابان والصين، بالإضافة إلى أن تايلند دخلت لعبة تصدير لاعبيها إلى أوروبا، وهي لم تكمل السن القانوني لها على مستوى المنافسة قارياً ومازالت رقماً هامشياً في القارة الصفراء، عدا حضورها الجيد في النهائيات الأخيرة، وربما السبب يعود لكونها استضافت إحدى المجموعات على ملاعبها.
علينا أن نعترف، أن جيراننا وأشقاءنا من حولنا، وأقصد عرب أفريقيا، وشركاءنا وأصدقاءنا في البطولات القارية من دول شرق آسيا يتقدمون علينا كثيراً، ويتجاوزوننا بشكل لافت في كيفية صناعة النجوم، وتسويقهم بصورة مكنت بعض لاعبيهم من فرض نفسه في الدوريات الأوروبية، رغم أن بعضهم قد لا يتفوق في مستواه على أحد لاعبينا أمثال مالك، وياسر، ونور.
أسوق هذه المقدمة، وأنا أتابع بحزن بالغ آراء بعض من لازالوا يعيشون في عصر الهواية، وهم يرفضون خوض ياسر القحطاني تجربة احترافية مع النادي الإنجليزي الكبير (مان سيتي)، بحجة أن الهلال بحاجة للاعب أمام الطائي، حتى ولو أدى الأمر إلى توقيع اللاعب للفريق الإنجليزي.
وهنا أقول، هل من مصلحة ياسر أن يتدرب لفترة أسبوع أو أسبوعين مع كوزمين في الهلال، أم يتدرب تحت إشراف مدرب المنتخب الإنجليزي السابق أريكسون، المدرب الحالي لمان سيتي، الذي تدرب تحت إشرافه نجوم الكرة الإنجليزية الكبار أمثال بيكهام، وروني، وجيرارد، وغيرهم..؟
لنفترض جدلاً، أن الصفقة لم تتم، وأن ياسر سيعود إلى الهلال، فهل نعتبر أن ياسر خسر من هذه الرحلة، أم كسب، في تصوري أن مكاسبه ستكون كبيرة، وكبيرة جداً، لأن وجوده في إنجلترا وضعه تحت عيون المدربين هناك، وأصبح خبر تدريباته ينشر جنباً إلى جنب مع خبر كريستيان رونالدو في الصحافة الرياضية الإنجليزية.
علينا أن نترك ياسر يقرر مصيره بنفسه، بدلاً من وضع العراقيل في طريقه، وكم أتمنى لو تفعل إدارتا الأهلي والاتحاد ما فعلته إدارة الهلال، وتخوض تجربة عرض اللاعبين المميزين مالك معاذ، ومحمد نور على فريقين أوروبيين مماثلين، بعد أن فشلنا في تسويق لاعبينا.
وللأسف، فإننا كثيراً ما نخسر لاعبينا، بسبب أنظمة وقوانين، يمكن أن يتم تعديلها وتحويرها، إذا كان الأمر يتعلق بمصلحة اللاعب، كما يحدث الآن مع أحد نجوم الكرة السعودية في الموسمين الماضي والحالي أسامة هوساوي، الذي حرم من إتمام صفقة انتقاله إلى فريق الاتحاد، بحجة أنه معروض على قائمة الانتقال.
ما أخشاه، أن تقضي قصة المظاريف على اللاعب، فيتحول من عرض تكاد حصته فيه تصل إلى 8 ملايين ريال، إلى عرض لا يتجاوز الـ800 ألف ريال، فيكون اللاعب قد خسر مستقبله، والكرة السعودية خسرت أحد مواهبها ووقتها لن نغفر للجنة الاحتراف اعتراضها، ووقوفها في طريقه.
دعاء:
"ربّ واجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي، ربنا وتقبل دعاء".

عبدالله الشيخي - الوطن