الكاتب الكبير عادل التويجري ومقاله المميز اليوم في أفضل لاعب في اسيآ
 

ياسر " العقربية"
- عادل التويجري - 25/11/1428هـ
" فتش عن ياسر" .. ذاك هو الشعار الذي أتمنى أن تشرع أنديتنا في البحث عنه. فتشوا في جنبات المدارس والجامعات عمن يمثلنا ويشرفنا كما "ابن سعيد" ذي الملامح البدوية الأصيلة. فتشوا في الأزقة والطرقات عن "شبيه ياسر" علكم تجدون من يوازيه، لنبني معه تاريخ أمجاد لا أظنه ينسى. فتشوا عن الصفات والأخلاق والتربية الحقيقة للنشء، فلربما نجد نسخاً من ياسر، لنحصد أكثر من جائزة، ولتتزين رياضتنا بأبطال جدد، بمواصفات تواكب العصر ومتغيراته. فتشوا عن معاني الرياضة الحقيقة وأسس التنافس الشريف التي يثبتها لنا ابن قحطان هذا يوماً بعد يوم.
يبقى السؤال: كيف التعامل مع ياسر " الآسيوي"؟ هل نكيل له المديح في كل مقام ومقال، ونغرقه في بحر الزهو، و نتعذر له في كل شاردة وواردة، ثم نجلده بسياط النقد القاتلة مع أول إخفاق ( طبيعي ) له؟! هل نتسمر معه "ونسمره" عند جائزة سيحقق مثلها إن نحن تجازونا وإياه مرحلية الفرحة وتعاملنا معه ومعها باحترافية الكبار؟! هل نخطه كقصيدة " نرجسية " فوق النقد لا تقبل إنسانية اللاعب وتعرضه لصروف الظروف (الكروية ) ومتغيرات الأحوال الميدانية؟! هل نتعامل معه كتعامل (بعضنا) مع منتشري الاتحاد يوم أن حقق الجائزة واختفى عن الأنظار لأي سبب كان! أفلا ننظر إلى أسماء كخلفان قطر وغيره ممن قطفوا الجائزة، وكانت بداية النهاية! هل نحرقه بغزير الإطراء في كل محفل، ونختزل الأفراح والأتراح في جسمه النحيل؟! هل نكبل قدميه بكثرة الألقاب ونجمد عقله بنجومية ستنضب إن لم نحافظ عليها بعقلانية.
لا أطالب بإيقاف الفرح مع ياسر ولياسر، لكن عليه هو قبل غيره أن يعي أن النجومية طريق لا نهاية له، وعليه أن يقرأ سيرة صنوه جابر العثرات الهلالية، وكيف بنى له تاريخاً ذهبياً يستحيل على أحد تجازوه أو تجاهله أو التشكيك فيه، إلا من كان جاهلاً ( بالفطرة ) أو متجاهلاً (بالوراثة). ليقرأ ياسر سيرة من شارك في أربعة نهائيات في كأس العالم ليدرك معنى النجومية الصرفة، وأنها لا تأتي إلا بالجهد والعرق. ليتوقف ياسر عند الأشواك التي زرعت في دروب تلك القامة السعودية، وليأخذ منها العبر. صناعة النجم تحتم علينا الفرحة المتعقلة مع النجم، وغرس قيم أخرى في نفسه قبل الآخرين.
إن ما تحقق لابن الوطن لم يكن جهد ياسر لوحده. كان توفيق المولى عز وجل العامل الأول والأخير في رسم ملامح ذاك البطل وتربعه على عرش آسيا. كان البيت ورضا الوالدين شركاء أساسيين في معادلة النجومية، ومن استمع لحديث أبي الفارس أيقن أن صناعة النجم تبدأ في أصغر وحدة من مكونات المجتمع. كان الحي شريكاً في ذلك، وكان المدربون الذين مرنوه شركاء أيضاً. كانت القادسية الخيمة الأولى لرواق النجاح، وكان الهلال الحلقة المفصلية في صناعة (فتى العقربية ). كانت مشاركته في كأس العالم منعطفاً مهما في مسيرته الكروية، ومحطة تاريخية على طريق النجومية. كان العلم، والقراءة، وتوسيع المدارك، وخصوصاً اللغة الإنجليزية، والسفر " المنضبط " مفاتيح دلف منها ياسر لأبواب الجائزة. كان التواضع، وحب الآخرين ونبذ الذات أهم ما يميز (شبل) قحطان. كان التعاون مع زملائه في الملعب، والذكاء في المستطيل الأخضر وخارجه، والحرص على التمارين، والالتزام بأوامر المدربين، والبعد عن كل ما قد يسهم في اختلال موازين النجومية هي التي أوصلت ياسر للجائزة. هذه هي مفاتيح النجاح، وعلى ابن "سعيد " أن يعي أن اختلال أي منها، سيعيده " للعقربية".. وسيعود فتى يمارس (طقوس) النجومية وحده.
نوافذ
شكراً للزعيم .. شكراً للعميد .. على تلك المباراة التي اختفت فيها كل معالم الاحتقان، وعاد التنافس كما كان.
أبدع تيسير في التصدي لركلة الجزاء، لكنه تحرك بشكل واضح، وخالف النظام، فهل وصلت الرسالة !
لو كنت مكان ياسر، لاعتذرت عن تنفيذ الركلات الجزائية المقبلة، على الأقل لفترة من الزمن!
جاء حديث الرئيس الهلالي عن أعضاء الشرف ليثبت أن الهلال ما زال حياً بأعضائه!
شرب الاتفاق من الكأس ذاتها، فأسقط في أيديهم ، لدرجة أنهم لم يستطيعوا ولا حتى الاعتراض ، أو التعبير عما في صدورهم !

مشكورررررررررر ياعاشق الزعيم

تشرفت بمرورك