
13/02/2002, 01:08 PM
|
زعيــم متواصــل | | تاريخ التسجيل: 30/11/2001 المكان: الرياض
مشاركات: 126
| |
قـــــــصه قصيره ومعبره سألته ما أخبار صاحبك الذي ارجعنا بسيارته الشبابية (كوبيه) فلم اره
منذ فترة طويلة؟ قال لي: او ما علمت بخبره؟! تفجاءت..تأملت وجهه
لعلي أقرأ فيه الخبر, واذا به يقول كان شابا من الشباب الذين من الله
على اباءهم بالثروة, والجاه, فأصبح بنعمة الله يمنة ويسرة دون أن يعرف
لنعمة حقها, ولمنعم شكره كحال كثير من شباب اليوم. وذات مرة قال لي:
لم تصلي بالناس إذا غاب إمامهم؟! ثم قال بلغة جادة ألا اقدر ان اصلي
مكانك؟ قال صاحبي: فما اردت ان اجرح مشاعره, وقلت له إن الإمامة
صعبة, ولا يقدر عليها كل احد, وأنت بحاجة إلى حفظ القرآن كي تؤم
المسلمين. ذهب الشاب متأثرا. يقول صاحبي: ومن وقتها بدأت الحظ عليه
التغير, وظننت أنها فترة من الزمن ثم يعود كما كان, إلا انه جاءني
بعد فترة وأخبرني أنه حفظ خمسة أجزاء, ثم سبعة, ثم امتنع أن يخبرني
أين بلغ. أخيرا سلمني المصحف وقال سلني من أي جهة شئت من المصحف.
مرت الأيام وأصبح مطلوبا من عدة مساجد ليصلي بهم بعد أن حفظ القرآن,
وكان صوته جميلا مجودا, إلا انه سافر إلى مكة ليكمل دراسته الجامعية
في جامعة أم القرى وقد اخذت جماعة أحد المساجد عهدا منه أن يرجع
إليهم في رمضان ليصلي بهم التروايح. انقطعت أخباره عنا فترة من
الزمن, ثم جاءنا الخبر ان صاحبنا في غرفة الإنعاش, تساءل الجميع ما
الخبر؟! سافر إليه بعض الشباب الذين يعرفونه, دخلوا عليه سلموا
عليه, إلا انه في واد غير واديهم. سألوا عن السبب, فقيل لهم انه ذات
مرة كان برفقة مجموعة من الشباب الصالحين, خرجوا للنـزهة, وفي
المساء تأهبوا للنوم في الخيمة..قام يسامر خلانه, ويذكر لهم قصص عن
الزواج والمتزوجين, فقال أحدهم: لعلك بنيت أو نويت. قال: أما في
الدنيا فلم يحدث حتى الأن, لعلي مع الحور العين إن شاء الله. قام يصلي
بعد ذلك ماشاء الله له من الليل, وقرأ من القرآن ما تيسر, ثم نام
الجميع بأمن وأمان.
قام أحدهم آخر الليل يجهز لإخوانه ماء دافئا للوضوء, فالطقس شديد
البرودة, حاول ايقاد الغاز فما استطاع, بذل جهده إلا انه عجز عن
اقناع النار الظهور..فجأة وفي محاولة يائسة اشتعلت النيران من فوهة
قارورة الغاز بشكل مخيف, أطار عقل هذا المسكين الذي لم يعد يعرف
كيف يتصرف, فما كان منه إلا ان رمى القارورة اتجاه باب الخيمة حتى لا
تؤذي اخوانه, ولكنها مرت بطريقها على مجموعة من الشباب من ضمنهم
صاحبنا الذي كان أشدهم إصابة, فنقل للإنعاش, وهناك زاره من زاره وهو
لا يعبأ بأحد جاءه ولا يحس به. ظلا ثلاثة أيام رافعا سبابته إلى السماء
دون أن يحادث احد, وكأنه يودع الدنيا وزخرفها, وينظر من خلف أستارها
إلى الحور العين.
===============
مجلة الأسرة.
===============
لكم تحياتي,,, |