نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي

نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي (http://vb.alhilal.com/)
-   منتدى الثقافة الإسلامية (http://vb.alhilal.com/f55/)
-   -   شرح أركان الإسلام ( الدرس الثاني ) (http://vb.alhilal.com/t49629.html)

طالب العلم 13/02/2002 11:20 AM

شرح أركان الإسلام ( الدرس الثاني )
 
بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .. أما بعد:

سأنقل لكم في هذه الحلقات شرح فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين لكتاب الثلاثة الأصول عند أركان الأسلام:

ومن المعروف بأن أركان الإسلام خمسة: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله(1) وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج بيت الله الحرام.

والدليل على ذلك حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (( بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوة رمضان، وحج بيت الله الحرام )).

وفي هذه الحلقة سنتكلم عن شهادة أن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، وصوم ومضان وحج بيت الله الحرام.

ودليل شهادة أن محمداً رسول الله قوله تعالى: (( لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ(1) عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ(2) حَرِيصٌ عَلَيْكُم (3)بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ))(4) [سورة التوبة، الآية:128].

ومعنى شهادة أن محمداً رسول الله: طاعته فيما أمر، وتصديقه فيما أخبر، واجتناب ما عنه نهى وزجر، وأن لا يعبد الله إلا بما شرع (5).

ودليل الصلاة، والزكاة (6)، وتفسير التوحيد قوله تعالى: (( وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ(7) وَذَلِكَ(8) دِينُ الْقَيِّمَةِ ))(9) [سورة البينة، الآية:5].

ودليل الصيام (10) قوله تعالى: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ))(11) [سورة البقرة، الآية: 183].

ودليل الحج (12) قوله تعالى: (( وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ )) (13) [سورة آل عمران، الآية:97].

(1) قوله (( مِّنْ أَنفُسِكُمْ )) أي من جنسكم بل هو من بينكم أيضاً كما قال تعالى: ((هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ )) [سورة الجمعة، الآية:2].

(2) أي يشق عليه ما شق عليكم.

(3) أي على منفعتكم ودفع الضر عنكم.

(4) أي ذو رأفة ورحمة بالمؤمنين، وخص المؤمنين بذلك لأنه صلى الله عليه وسلم مأمور بجهاد الكفار والمنافقين والغلظه عليهم، وهذه الأوصاف لرسول الله صلى الله عليه وسلم تدل على أنه رسول الله حقاً كما دل قوله تعالى: (( مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ )) [سورة الفتح، الآية: 29]. وقوله تعالى: (( قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ )) [سورة الأعراف، الآية: 158]. والآيات في هذا المعنى كثيرة جداً تدل على أن محمداً رسول الله حقاً.

(5) معنى شهادة " أن محمداً رسول الله " هو الأقرار باللسان والإيمان بالقلب بأن محمد بن عبد الله القرشي الهاشمي رسول الله - عز وجل - إلى جميع الخلق من الجن والإنس كما قال تعالى: (( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ )) [سورة الذاريات، الآية: 56] ولا عبادة لله تعالى إلا عن طريق الوحي الذي جاء به محمداً صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى: (( تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً )) [سورة الفرقان، الآية:1].

ومقتضى هذه الشهادة أن تصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما أخبر، وأن تمتثل أمره فيما أمر، وأن تجتنب ما عنه نهى وزجر، وأن لا تعبد الله إلا بما شرع، ومقتضى هذه الشهادة أيضاً أن لا تعتقد أن لرسول الله صلى الله عليه وسلم، حقاً في الربوبية، وتصريف الكون، أو حقاً في العبادة، بل هو صلى الله عليه وسلم عبد لا يعبد، ورسول لا يكذب، ولا يملك لنفسه ولا لغيره شيئاً من النفع أو الضر إلا ما شاء الله كما قال الله تعالى: (( قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ )) [سورة الأنعام، الآية: 50]. فهو عبد مأمور يتبع ما أمر به، وقال الله تعالى: (( قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلا رَشَداً * قُلْ إِنِّي لَن يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَداً )) [سورة الجن، الآيتين: 22،21]. وقال سبحانه: ((قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ )) [سورة الأعراف، الآية: 188].

وبهذا تعلم أنه لا يستحق العبادة لا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا من دونه من المخلوقين، وأن العبادة ليست إلا لله تعالى وحده. قال تعالى: ((قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ )) [سورة الأنعام، الآيتين: 163،162]. وأن تنزله المنزلة التي أنزله الله تعالى إياها وهو أنه عبدالله ورسوله، صلوات الله وسلامه عليه.

(6) أي أن الصلاة والزكاة من الدين قوله تعالى: (( وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ )) [سورة البينة، الآية:5]. وهذه الآية عامة شاملة لجميع أنواع العبادة فلابد أن يكون الإنسان فيها مخلصاً لله عز وجل حنيفاً متبعاً لشريعته.

(7) هذا من باب عطف الخاص على العام، لأن إقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة من العبادة ولكنه سبحانه وتعالى نص عليهما لما لهما من الأهمية فالصلاة عبادة البدن، والزكاة عبادة المال وهما قرينتان في كتاب الله عز وجل.

(8) أي عبادة الله مخلصين له الدين حنفاء، وإقامة الصلاة ، وإيتاء الزكاة.

(9) أي دين الملة القيمة التي لا إعوجاج فيها لأنها دين الله عز وجل ودين الله مستقيم كما قال الله تعالى: (( هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )) [سورة الأنعام، الآية: 153].

وهذه الآية الكريمة كما تضمنت ذكر العبادة والصلاة فقد تضمنت حقيقة التوحيد وأنه الإخلاص لله عز وجل من غير ميل إلى الشرك، فمن لم يخلص لله لم يكن موحداً ومن جعل عبادته لغير الله لم يكن موحداً.

(10) أي دليل وجوب الصيام قوله تعالى: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )) [سورة البقرة، الآية: 183]. وفي قوله (( كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ )) فوائد:

أولاً: أهمية الصيام حيث فرضه الله عز وجل على الأمم من قبلنا وهذا يدل على محبة الله عز وجل له وأنه لازم لكل أمة.

ثانياً: التخفيف على هذه الأمة حيث إنها لم تكلف وحدها بالصيام الذي قد يكون فيه مشقة على النفوس والأبدان.

ثالثاً: الإشارة إلى أن الله تعالى أكمل لهذه الأمة دينها حيث أكمل لها الفضائل التي سبقت لغيرها.

(11) بين الله عز وجل في هذه الآية حكمة الصيام بقوله: (( لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )) أي تتقون الله بصيامكم وما يترتب عليه من خصال التقوى وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى هذه الفائدة بقوله: (( من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه )).

(12) أي دليل وجوب الحج قوله تعالى: (( وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ )) إلخ.

وهذه الآية نزلت في السنة التاسعة من الهجرة وبها كانت فريضة الحج ولكن الله عز وجل قال: (( مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً )) ففيه دليل على أن من لم يستطع فلا حج عليه.

(13) في قوله تعالى: (( وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ))دليل على أن ترك الحج ممن استطاع إليه سبيلاً يكون كفراً ولكنه كفر لا يخرج من الملة على قول جمهور العلماء لقول عبدالله بن شقيق: ((كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئاً من الأعمال تركه كفر غير الصلاة )).

تم بحمد الله شرح أركان الإسلام ويليه باذن الله شرح أركان الإيمان.
سبحانك اللهم وبحمد، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.

طالب العلم 09/05/2002 05:20 PM

للرفع


الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 11:09 AM.

Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd