بدون مجاملة
مباراة سياسية!!
محمود معروف
E-mail:
[email protected]
بكل تأكيد جاءت مباراة المنتخبين السعودي والمصري مخيبة للآمال أشبه بتدريب مشترك أو تقسيمة وأسوأ ربع ساعة رأيناها في آخر المباراة حيث وقف لاعبو كل فريق في نصف ملعبهم يتبادلون الكرة فيما بينهم ولو كنت حكماً للمباراة لأطلقت الصافرة وألغيتها واعتبرت الفريقين مهزومين.. فالمنتخب السوداني لعب آخر عشرين دقيقة أمام ليبيا أفضل مما لعب الفريقان المصري والسعودي معاً وفيما يبدو أن النتيجة شبه سياسية ومتفق عليها.. فالسعوديون فضلاً منهم أرادوا ألا يفسدوا فرحة المصريين ب"طن" الميداليات وأرادوا أن يجاملوهم بميدالية كرة القدم وطالما أنهم خرجوا من المنافسة والميدالية الذهبية ستذهب حتماً إما لمصر وإما إلي ليبيا ففضلوا إهداءها لمصر باعتبارها منظمة الدورة ولا داعي لضرب كرسي في الكلوب.
والمصريون من جانبهم أرادوا رد الجميل بجميل مثله وبنفس مبدأ أنا وأخويا علي ابن عمي فاكتفوا بنتيجة 2/1 التي تضمن للمنتخب السعودي الميدالية البرونزية ولو سجلوا هدفاً ثالثاً تذهب البرونزية إلي منتخب الإمارات ولهذا اختاروا إهداءها للفريق السعودي علي اعتبار أن "زيتنا في دقيقنا".
هذا باختصار ملخص المباراة المملة التي جاءت يوم إعلان قرعة تصفيات كأس العالم ووقوعنا في مجموعة تضم الكونغو ومالاوي وجيبوتي ومصر وعلينا أن ننسي حكاية مجموعة قوية ومجموعة ضعيفة ونحسن الإعداد ونرفع اللياقة ونثبت التشكيل لأن الميدالية الذهبية لن تخفي العيوب وأهمها نقص اللياقة.. افتقار الانسجام.. سوء إنهاء الهجمة. ولن يشفع الهدف الجميل لحسام غالي أنه بعيد تماماً عن مستوي المنتخب وأن إشراكه مجاملة علي حساب الفريق وعليه أن يلعب كثيراً في انجلترا أو في غيط العنب ليعود إلي المستوي الذي كنا نعرفه قبل خمس سنوات.. وليتخلص محمد أبوتريكة من عملية السقوط كلما لمسه لاعب أو مر بجواره وإن كان لا يتحمل ينبغي البحث عن بديل لأن أجسام لاعبي أفريقيا قوية ويتعاملون برجولة اعتماداً علي بنيانهم القوي.
خط الدفاع حقيقة لم يصب مرماه بأية أهداف باستثناء هدف السعودية الوحيد الذي جاء من ضربة جزاء.. لكن الدفاع شوارع وميادين وأتمني البحث عن أربعة بدائل لمن لعبوا المباراة الأخيرة.
من الآخر الفريق كله في حاجة إلي دعم وترميم. ولابد من ضم خمسة أو ستة لاعبين غير الذين شاهدناهم في الدورة العربية إن شئنا المنافسة في كأس الأمم الأفريقية في غانا وتصفيات كأس العالم.
لم يكن فريقنا وحده المتواضع بل شاركه التواضع وسوء الحال المنتخب السعودي.. فهذا ليس الذي تأهل لنهائيات كأس العالم 4 مرات ووصيف بطل آسيا وواحد من أقوي المنتخبات العربية.
لفت الأنظار خلو المدرجات من الجماهير ولولا وجود جنود القوات المسلحة بالملابس الرياضية في المدرجات لكانت فضيحة ولا أدري من المسئول.. وفي الغالب هو اتحاد الكرة الذي لم يحسن تسويق التذاكر وأغلب الظن أن الجماهير لا تعرف شيئاً عن الدخول.. هل بدعوات أم بتذاكر مطروحة للبيع في الأسواق.. مستحيل أن تبحث الجماهير عن تذكرة في مباراة الأهلي والنجم الساحلي.. والمدرجات تبحث عن متفرج في مباراة مصر والسعودية في نهائي الدورة العربية.
ملحوظة أخري أن أرض ستاد القاهرة هي الأسوأ بين كل ملاعب الدورة.. هل يرجع ذلك للتدريبات اليومية لبروفات حفل الافتتاح التي هلكت أرض الملعب والنجيل.. أم لأن نوعية شتلة النجيل رديئة.
في كل الأحوال انتهت الدورة علي خير وكانت الأفضل في تاريخ العرب إعداداً وتنظيماً ونتائج والأكثر عدداً من كل الدورات السابقة.. مبروك للجميع.. فالكل فائز كما قال حسن صقر!!
منقول عن صحيفة الجمهوية المصرية
واليكم هذا الرابط
http://www.algomhuria.net.eg/algomhu...s/detail05.asp
محمود معروف ناقد كبير جدا
وعضو في البرلمان ولا يتكلم من فراغ
الوضع العادي
