تخرج من المستشفى .. و الدموع مكبوتة في عينيها ..
و كأنها تخاف الخروج .. لكي لا تلامس وجه لامس الحرام
تمضي و يداها ترتعشان من لا شيء
و خطواتها مساحتها صغيرة جدا لا تستطيع أن تزيد عن تلك المساحة خوفا من الوقوع ..
تمضي .. حتى لا تدري إلى أين إلى الضياع الذي كانت فيه
أم إلى الطهارة التي عاشت فيها ..
وكل خطوة تجسد لها أحدات الضياع
الخطوة الأولى .. الحقيقة القاسية ..

تستيقض في الصباح ع صراخ أمها فتهرول إليها
أزمة قاتلة تفتك بها داخلا ..
كانت تأتيها سابقا لكن بشدة أقل بكثير ..
إرتكاب يصيبها .. ماذا ستفعل .. أخيرا تتصل بالإسعاف ..
...
أمها في العناية المركزة و هي تنتظر خروج أحدهم ليخبرها ما بأمها .. إرتباك وقلق و خوف .. يسيطران عليها تماما
فجأة يخرج طبيب ..
بلهفة كبيرة تسأله ماذا هناك ..
و بأسف شديد يخبرها
أزمة قلبية حادة و تحتاج إلى عملية ضرورية و في أقرب وقت عملية
ثمنها لو باعت كل ما لديها لن تصل إلى ربعه ..
الخطوة الثانية .. صدمة ..

تدور و تدور الدنيها في عينيها .. من إثر الخبر ..
من أين .. و كيف ستجلب المال .. عائلتها لا تسطيع فكلهم في وضعية متشابة
أبوها متوفي و تعيش هي و أمها و أختها في بيت صغير يكاد يجمعهما .. وضعية صعبة جدا .. تعجز الكلمات عن تعبيرها ..
يشتد الدوران عليها ليريحها أخيرا من كل شيء فتسقط مغمية عليها
بـــــــــــــــــدون وعـــــــــــــي
الخطوة الثالتة .. بداية الضياع ..

تخرج من المستشفى .. ع أمل أنها حينما ستعود إليها سيكون في يدها مبلغ العملية ..
تمضي في طريقها و عقلها لا يفكر إلى بكيف و أين ستجلب هذا المبلغ ..
و كثرة التفكير لم تحسسها بالوقت .. فسواد الليل أعلن وجوده و هي مازالت في الطريق .. تفكر .. في أمها .. في حياتها بعدها ..
في الموت .. و الفقدان .. و المال .. و الوسيلة ..
فتقابل بالصدفة تلات فتيات .. ملامحهن و ملابسهن و تصرفاتهن كلها تدل ع أنهم (( ::::: بنات الليل :::::)
الخطوة الرابعة .. ليس هناك حل أخر ..

يتكلمن معها .. و شيء فشيء تحكي لهن عن المشكلة التي تواجهها .. المال ..
فتقول لها واحدة ..
إن أردتي تستطيعي جلب كل هذا المبلغ في 4 ليالي فقط
لم تظهر أي علامة إستغراب ع وجهها
كانت تفهم قصدها جيدا من 4 ليالي ..
لم تعرف ماذا ستفعل
هي من عاشت طيلة حياتها و رغم كل الظروف التي واجهتها ع أن تكون طاهرة لأبعد حد في كل شيء ..
تضطر الأن للإختيار بين هذه الطهارة و بين أمها ..
هكذا فكرت و هكذا كانت نتيجة الإختيار :::::: أمها ::::::
الخطوة الخامسة .. تنفيذ و أسى ..

تمضي معهم في طريقهم .. بدون إعادة تفكير و لا مراجعة
و تقضي 5 ليالي ( في الحرام ) .. لتكون مجرد تافهة و حقيرة في نظر كل شخص .. مجرد واحدة تعطي بمقابل ..
كل هذا لم تعر له إهتمام .. المهم أنها بعد هذه 5 أيام حصلت ع المبلغ الذي كانت تريده لأمها
الخطوة السادسة .. الصدمة الكبرى .. ضياع مقابل لا شيء ..

ما إن أمسكت المبلغ في يدها إلى أن ذهبت إلى المستشفى بسرعة
و بفرحة أيضا لأنها ستعيد لأمها الأمل في الحياة ..
فتدخل و تلتقي ذاك الطبيب الذي أخبرها مرض أمها فتقدم له المبلغ للعملية ..
فيفاجئها بأن العميلة قد تمت و دفع المبلع من طرف جمعية تساعد مثل هذه الحالات ..