:: رحـــ(( 9 ))ــــيـــل الـــقـــمـــ(( 9 ))ــــر :: - نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم

20alqnas · #1 04/11/2007, 06:43 PM

:: مـدخـل ضـبـابـي ::

مـنـذ مـتـى كـانـت اروقـة الـعـالـم تـتـسـع لـسـقـوط الـمـجـرات؟
.. ومـذ مـتـى بـاتـت الـمـاده تـشـكـل الـذرات ..
هـي فـي ذات الـعـلـم والـمـنـطـق كـانـت مـسـتـحـيـلـه ..
لـكـن بـاتـت الـيـوم عـيـن الـيـقـيـن ..
فــ هـل لـنـا ان نـؤمـن يـومـاً بـأنـه سـيـرحـل .؟

هـل مـا زال فـي الأفـق نـجـم يـضـيـء ..
مـن يـبـعـث مـن خـلالـه بـمـشـرق جـديـد ..
هـل هـي شـمـسـاً قـلـنـا يـومـاً انـهـا لا تـغـيـب ..
ام كـان قـمـراً بـلـوريـاً لـن يـكـتـب لـه الـرحـيـل ..

سـامـي ..

أقـسـم انـهـا لـن تـغـيـب ..
وأن لـن يـأذن لـهـا بـالـرحـيـل ..
نـريـد مـجـداً يـعـتـلـي مـجـدك ..
نـريـد دمـاً يـقـدح بـدمـك ..
نـريـد جـابـراً يـجـبـر عـثـرات أمـة تـديـن لـك بـراً وإخـلاص ..
تـديـن لـك حـبـاً وعـشـقـاً ..
تـديـن لـك بـركـب حـضـارة .. أوصـلـتـهـا لـقـمـم الـمـجـد بـإقـتـدار ..

لا تـرحـل يـا سـامـي ..

فـمـن بـعـدك مـن يـصـدح بـالـنـشـيـد ؟
بـمـن نـفـخـر ؟
بـمـن نـتـوعـد ؟
بـمـن نـقـتـدي ؟
وبـمـن نـبـاري الـخـصـوم ؟
عـلـى مـن سـنـجـمـع؟ وعـلـى مـن سـيـخـتـصـمـون ؟
ومـن يـا تـرى مـن بـعـدك سـيـجـمـعـنـا كـشـظـايـا الـبـلـلـور الـمـكـسـور ؟

سـامـي ..

ايـهـا الـقـدوه والـرمـزوصـانـع الـحـضـارات ..
ومـن جـٌبـلـت بـيـن قـدمـيـه كـل مـعـانـي الـبـطـولـه ..
بـدخـان الـبـارود وغـصـن الـزيـتـون ..
بــ مـبـادىء الـثـوار و سـخـط الـمـلـوك ..
بــ حـمـاسـة الـمـتـمـرديـن وأخـلاق الـنـبـلاء ..
بــ عـمـق أصـحـاب الـفـكـر وبـسـاطـة الـفـقـراء ..
قـد مـلـكـت شـمـوخ عـانـق الـعـلـيـا وبـنـيـت عـرشـاً فـي الـقـلـوب لا يـزول ابـداً ..
يـا أجـيـال تـوحـدت فـي جـيـل .. بـربـك هـل آن لـك الـرحـيـل ..؟

سـامـي ..

لا أصـدق مـا تـقـول ..
فـالـبـشـر يـكـذبـون ..
ارجـوك قـل لـي انـك تـكـذب ..
قـول لـي بـأنـك لـن تـرحـل ..
وبـإن سـنـون الـعـمـر تـنـسـخ بـعـضـهـا لـتـعـيـدك لـنـا مـن جـديـد ..
قـل لـي أنـك تـكـذب وسـتـبـقـى ..
ولـكـن هـل بـاتـت الأسـاطـيـر بـشـراً لـتـكـذب .. ؟
تـريـد ان تـرى مـقـدار الـحـب وعـشـقـنـا لـك ..؟
وكـم مـن الـهـيـام لـم نـصـل ..
فـحـد الـنـهـايـه إلـيـك مـسـتـحـيـل ..
لا حـدود لـعـشـقـي وجـنـونـي ..
فـمـنـك أسـتـقـي كـل حـالات الـنـرجـسـيـه ..
وبـك أسـتـيـقـظ عـلـى أجـمـل نـسـيـج أحـلام ..
تـرسـم بـنـزفـٍ ..
حـتـى بـاتـت تـجـري فـي الـعـروق حـروفـاً مـن تـشـكـل إسـمـك ..
مـضـى الـيـل والـنـهـار يـتـسـابـقـان بـحـسـاب ..
كـل فـي فـلـك يـسـبـحـون ..
و لـكـنـك لـم تـأتـي .. يـقـتـلـنـا الـوقـت ولـم تـأتـي ..

سـامـي ..

عـلـى اي ارض هـي قـدمـك .. وتـحـت اي سـمـاء تـسـتـظـل ..
لـم أعـد اسـمـع ذاك الـكـروان يـغـرد ..
تـوقـف عـن لـحـن الـوفـاء الـعـذب ..
ولـكـن مـا زال صـدى الـصـوت جـرسـاً فـي أذنـي ..
ومـالـبـثـت أتـرنـح .. والـفـكـر ثـمـلـُ جـائراً ..
يـتـزنـدق عـلـى كـل مـعـانـي الـوداع والـرحـيـل ..
فـأسـكـب الـهـم تـلـو الـهـم عـلـى صـدراً مـا عـاد لـي يـُطـيـق ..

سـامـي ..

يـا أجـمـل قـصـيـده كـُتـبـت ..
وأعـذب لـحـنـاً فـيـروزي عـُزف ..
وأسـمـى مـا فـي الـحـقـيـقـه مـن مـعـنـى ..
بـربـك هـل آن لـك الـرحـيـل ؟

سـامـي ..

عـلـمـنـي حـبـك الـهـذيـان ..
وعـلـمـنـي كـيـف مـر بـك الـعـمـر ولـن تـأتـي ..
وكـيـف بـاتـت مـلاعـب الـدنـيـا مـمـلـكـتـي
وكـنـوز الأرض تـحـت قـدمـي ..
و بـات الـخـصـوم أسـرى حـربـاً ..
و كـيـف أصـبـح جـمـيـع الـحـراس رقـيـقـاً فـي الـمـرمـى ..
رأيـت مـعـك الـصـيـن قـريـة مـهـجـوره ..
وبـك ذابـت جـبـال الـثـلـج فـي أوزبـك ..
وبـاتـت إنـجـلـتـرا مـسـتـعـمـرة لـك ..
ولـم تـعـد تـسـمـى تـونـس بـالـــ الـخـضـراء ..
وشـاهـدت تـمـثـال الـحـريـة يـومـاً مـكـلـومـاً مـكـبـلاً بـالأصـفـاد ...

سـامـي ..

ذهـبـت لـلـمـلاعـب فـوجـدتـهـا غـارقـة فـي الأحـزان ..
كـانـت كـئيـبـه يـكـتـنـفـهـا ظـلام دامـس ..
و تـتـوشـح سـاريـة الـعـلـم فـيـهـا بـالـسـواد ..
الـمـدرجـات تـحـتـضـن بـعـضـهـا حـزنـاً ..
وشـاهـدت مـواسـاه الـمـقـصـوره لـلـبـسـاط الأخـضـر ..
تـقـول لـهـا بـحـرقـه والألـم يـعـتـصـرهـا :
رحـل فـارس مـيـدانـك

صـانـع إنـجـازاتـك ..
رحـل أعـظـم مـن وطـىء بـقـدمـيـه عـلـى عـشـبـك الأخـضـر ..
سـمـعـت الـنـحـيـب يـعـتـلـي الـمـنـصـات ..
وأرهـبـنـي صـوت تـصـادم الـذهـب بـالـفـضـه بـالـمـاس ..
ولـمـحـت مـقـاعـد الـجـمـاهـيـر الـعـريـضـه ..
شـكـلـت فـوجـاً نـاصـريـاً يـتـدفـق مـن الـقـاهـره الـى سـامـراء ..
حـتـى غـرف الـمـلابـس أنـشـقـت عـن الأرض وغـاصـت فـي الـقـاع تـذمـراً ..
وكـانـت الـكـره تـحـتـضـر داخـل مـنـطـقـة الــثـمـانـيـة عـشـر ..
وتـنـفـث بـالـهـواء دمـاً .. لـتـكـتـب وصـيـة سـيـد مـنـطـقـة الـجـزاء

سـامـي ..

لـقـد أبـكـانـي رثـاء الـرايـات ..
وتـنـهـدات الـشـبـاك ..
وركـوع أعـمـدة الأضـواء ..
وخـشـوع نـقـطـة الـبـدايـه ومـواكـب فـرح الأعـداء ..
وهـل أصـعـب الـلـحـظـات تـسـاوي تـلـك ..
تـسـاوي غـربـة ذاك الـطـفـل ..
الـذي قـد عـاد بـه الـزمـان والـمـكـان ..
يـجـلـس والـرقـم الـتـاسـع مـغـروس فـي ظـهـره ..
يـعـبـث بـيـن يـديـه بـشـعـار أزرق ..
يـلـوح بـه بـإتـجـاه الـسـمـاء ويـنـتـظـرك ..
تـرقـب عـيـنـاه ذاك الـمـمـر الـضـيـق ..
يـتـشـوق الـى تـلـك الـغـرفـه ..
أعـتـاد رؤيـتـك تـخـرج مـنـهـا ..
وتـسـيـر عـلـى الـمـسـار الأول فـي الـمـضـمـار ..
لـتـأخـذ مـكـانـك فـي الـقـيـاده ..
قـيـاده جـيـش أزرق ..
وشـعـب مـخـلـص ..
وأمـم تـوحـدت فـي أمـة ..
وحـضـارات عـنـوانـهـا الـمـجـد والـبـطـولات ..

سـامـي ..

أيـن أنـت ..
الـيـوم لـم تـظـهـر ..
وبـات الـطـفـل يـعـرف الـقـلـق لأول مـره ..
ومـا زالـت نـظـراتـه تـرقـب كـل مـحـيـطـه دون جـدوى ..
مـضـى الـنـزال وذلـك الـدمـع الـطـاهـر يـسـكـب ..
والـطـفـل يـلـجـُ بـالـسـؤال ..ايـن سـامـي ..؟
ويـأتـي الـجـواب مـن بـعـيـد ..
لـقـد رحـل

رحـل ولـن يـعـود ثـانـيـه ..
حـٌبـسـت دمـوع نـازفـه ..
أطـفـئت الأضـواء .. وعـاد الـجـمـيـع أدراجـهـم ..
ومـا زال يـنـتـظـر وحـيـداً ..
يـعـيـش عـلـى ذاك الـفـجـر الـبـعـيـد ..
فـمـا أصـعـبـهـا مـن لـحـظـه تـلـك .. تـُقـتـل بـهـا الأحـلام ..

يـا هـلالـيـون .. بـربـكـم لا تـمـسـوا رقـمـه الـتـاسـع ..
لـيـنـجـي بـه مـن يـحـتـرم أحـزانـنـا ..
و لـيـكـون قـمـيـصـه فـخـراُ لأجـيـال قـادمـه ..
لـتـرى مـا صـنـع مـن تـضـحـيـات ..
أتـركـوه حـتـى يـبـلـغ عـبـدالـلـه سـامـي الـجـابـر أشـده ..
فــ هـو مـن يـحـتـوي دمـائه .. ويـتـنـفـس هـوائه ..
ويـهـيـم بـفـكـره و وجـدانـه ..

سـامـي ..

إلـيـك بـحـزنـي أغـطـي بـه الأرض قـاطـبـة ..
ولـم تـرتـوي مـن دمـوعـاً سـكـبـنـاهـا دمـاً نـقـيـاً ..
قـسـمـاً يـا سـامـي لـن تـغـيـب ..
وسـتـبـقـى فـي الـقـلـوب والـوجـدان ..
ولـن نـنـسـاك أبـداً ..

وداعـاً يـا أجـمـل مـا فـي كـرة الـقـدم ..
وداعـاً يـا مـن أحـبـبـنـا الـريـاضـه لأجـلـه ..