22/10/2007, 02:21 PM
|
زعيــم متألــق | | تاريخ التسجيل: 20/03/2006 المكان: في قلب الزعيم
مشاركات: 1,399
| |
¤¨¨° ثقافـة العيب وقانونه العجيب °¨¨¤ بسـ‘ـمـ اللهـ الرحمـ‘ـنـ الرحيـ‘ـمـ يرتبط مفهوم العيب كثيرا بالعادات والتقاليد والأعراف..والموروثات..وربما الأساطير وما خلفته الأمم البائدة..وحتى لو كانت من أيام الجاهلية الأولى..وزمن وأد البنات..واستعباد المرأة..وطبقات السادة والعبيد..وعصور الاقطاع..والقوانين القبلية والتي لا تجيز للأتباع الكلام.. أو أبداء الرأي في حضور السادة..والنظرة الدونية للمرأة..وإبقائها رهينة الخدمة الجبرية في بيت سيدها الزوج..دون أن يسمح لها بمرافقته أو الخروج معه إذ يعد هذا التصرف في حال حدوثه عيباً لا يغتفر. وفي المقابل فإن مفهوم العيب لايمت إلى الدين بصلة في كثير من تفاصيله وتفسيراته..وقوانينه وما يتفرع عنه..ولا يرقى بحال ليكون له مساس مباشر بثوابت أو أسس الدين الإسلامي الحنيف..فالدين واضح حلال أم حرام..مباح وغير مباح..واجب..فرض..سنة..نفل..ولم يرد هذا العيب ضمن ما جاء به الشرع المطهر..فالأعرابي الذي بال في المسجد لم يقف أمامه ما يسمى بقانون العيب..وهو موقف يجسد سماحة الدين..وتعامله الراقي مع كافة المستجدات. لقد ساد قانون العيب فيما مضى نتيجة لرواج ثقافة العيب وتأصيلها كموروث يتم نقله تلقائيا من الأجداد إلى الآباء ثم إلى الأبناء..وكثير من الملابس..أو حتى طريقة التحدث أو الإيماءات أو طرق الجلوس..أو ركوب الزوجة بجانب زوجها ..أو الأطفال الصغار كلها وغيرها يتم إدراجها قسراً ضمن ما يسمى بقانون العيب الاجتماعي. وكنا نظن أن هذا القانون قد اختفيى نتيجة لجملة المتغيرات المجتمعية..وشيوع قيم الحرية الشخصية في إطار الدين..والمساواة في الحقوق والواجبات..وتطور المجتمعات نظير زيادة أعداد المتعلمين والمثقفين..وإيمان المجتمع بمبادئ الحوار الفكري.. لكننا نصدم حينما نجد أن كثيرا من الممارسات التي تحدث في إطار قانون العيب لازالت ماثلة للعيان..وإلى يومنا هذا نسمع كلمات "أسكت يا ولد" تقال للشباب المتواجدين في مجالس الكبار والذين يفرض عليهم هذا القانون "التعيس" الالتزام بمضمونه البالي والسكوت حتى عن الكلام المباح. ويفرض القانون "العيبي" على ابنة الأسرة المرموقة العيش مع زوجها وعدم التفكير بالطلاق حتى ولو كانت تسام سوء العذاب خشية الفضيحة وإلا فقانون العيب الأسري سيتدخل ويقف لها بالمرصاد ويطبق هذا القانون "البغيض" في حالات كثيرة..فتواجد عدد من النساء في مكان معزول ومخصص لهن وحدهن لا يتاح لهن مثلا ممارسة أي نوع من أنواع الرياضة المباحة لأن قانون العيب سيكون حاضرا..وقد يصل الأمر في النهاية إلى الطعن فيهن ووصمهن بالسفاهة وقلة العقل.. ولا يكتفي هذا القانون العجيب بذلك..فالعمل في بعض المهن البسيطة عيب..والنطق باسم المرأة أماً كانت أم أختاً أم زوجة عيب قد يصل إلى حد الكارثة..أو الذنب الذي لا يغتفر.. والخوض في مسائل وأمور تتعلق بالثقافة الجنسية وتبصير الشباب والشابات بها للولوج إلى علاقات زوجية مثالية تعتبر من الأمور المحظورة..أو قلة الحياء..ناهيك عما يسمى بخصوصية المجتمع والسياج القوي المحيط بها والذي لا يسمح لأحد باجتيازه أو الخوض فيما داخله من تفاصيل. ثقافة العيب وما يتصل بها من قوانين ما هي إلا الملاذ الأخير لكل عاجز عن إيجاد دليل من الكتاب والسنة يسند ويدعم ما يرى ويعزز سلطته وسطوته على الآخرين ويفرض ثقافته الأحادية كي يسير الناس حسب ما تهواه نفسه. والله الموفق. الذيـــــ9ـــــب |