#1  
قديم 05/10/2007, 04:34 AM
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 11/09/2006
المكان: الرياض
مشاركات: 690
الفتاة المهمومه


الحمد لله ساتر المعائب، وغافر الشوائب، وراحم التائب، موقظ الغافل، ومجيب المُّضطَر السائل، أحمده سبحانه وتعالى حمدَ عبدٍ معترفٍ بتقصيره، خائفٍ من ربه ومن مصيره، وطامعٍ في عفوه ورحمته وتيسيره.
جعل الدنيا معبر اعتبار، وممرَّ ابتلاء واختبار، ولم يرضها لأوليائه فبنى لهم غيرَ هذه الدار، إذ هي دار الاغترار المزينة للناس بالشهوات من النساء والبنين، فسقط فيها من لم يجد له اصطبار.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده، يغفر الزلل، ويستر الخلل، ويقدر الأجل، ويرفع العمل.
وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، ذو الأخلاق الزكية الطاهرة، والنفس الطيبة الصادقة، صلوات الله وسلامه عليه. وعلى أصحابه وأتباعه ومن سار على نهج الصلاح والسرائر الصالحة.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران:102].

أيها الإخوة..
الاعتراف بالخطأ بداية التقويم الصحيح، والتشخيص السليم، والخطوةُ الأولى لعلاج المرض، وتصحيحِ الخلل.
وكلَّما كانَ الوضوح والمكاشفة مع النفس كُلَّما فُتحت أبوابُ العودة الصادقة، والأمل المرتقب.
والاعترافُ بالخطأ في أوله أيسرُ في المقاومة، وألينُ في المعاملة، وأسرعُ في الفيئة، وأرجى للقبول، وأدعى للمغفرة، وأفضلُ للصيانة والستر.
والإقرار بالخطأ لابد أن يُمازجه شعور بالندم والتقصير، والتوبةِ والإحساسِ بالذنب، وهما شرطان لقبول توبة العبد. يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه: "إن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب، تاب الله عليه".
"إن العبد إذا اعترف بذنبه" وهذا هو الشرط الأول "ثم تاب" وهذا هو الشرط الثاني "تاب الله عليه" وهذه هي النتيجة.
فهي مصارحةٌ مع النفس بكلِّ جلاء، مع تحريكٍ للقلب، لكي يُبصر الحقيقة، ويرى بنورِ البصيرةِ ما أصَابه.
ومن غير مصارحةٍ مع النفس لن تكون المحاسبة، ومن غيرِ الاعترافِ بالخطأ لن تكونَ العودةُ الصحيحة، ومن غيرِ الندمِ والتوبةِ لن تكون العاقبةُ الحسنة.
ويومَ يستهينُ الإنسان بخطئه، ويداومُ على زللـه، وينفكُّ من مراقبةِ ربه، ويرى عافيةً في بدنه، وهناءةً في بعض عيشه، حينها فقط يترقَّبُ الإنسانُ بداية السقوط، ودوامَ التعب، واستمرارَ القلق، وقلَّة العافية، وتجرَّع الآلام، ويدركُ حينها تماماً أنَّ دقائق اللذة تلك ما كانت إلا سراباً أو خيالاً:

نصيبكُ في حياتك من حبيبِ*** نصيبكُ في منامك منْ خَيالِ

ووقْتَها يجرُّ معه سيولَ الألم، وألحانَ الحزن، ويلعنُ دقائقَ الغفلة، وعين الخيال!!
إنَّه في هذه اللحظة يكونُ اللعبُ في الوقت الضايع كما يقال ...
في الوقت الذي يريد أن يقول لنفسه: لا، في الوقتِ الذي يقرِّرُ فيه أن يتوقف، في الوقت الذي يتمنى فيه أنْ لم يَخُضْ تلَك الأوحال.
في هذه اللحظةِ تَصعبُ العودةُ، َوتنْشُبُ المعركة، ويشتدُّ العَدْو الشيطاني، وتزدادُ النفسُ شراسة، ولا ينفكُّ إلا من عصمه الله، أو رأى برهانَ ربه!
والبشر يا عباد الله كلُّهم معرَّضون للبلاء والاختبار، والغفلةِ والنسيان، إلا أنه أيها الإخوة يوجد صنفٌ من الناس لهم وضعيةٌ خاصة، وصفاتٌ مختلفة، وطبائعُ صعبة، تجعلُ وقوع الخطأ منها أكبر، وبليَّتها أعظم، ومداراتها أخطر!
إنَّ هذا الصنف البشري المحزن والمسكين هم صنف الفتيات في بيوت المسلمين.
إن وقوع الخطأ من هذا الصنف ليس كبقية أصناف البشر.
فهم في مجتمعنا يكتنفهم الذلُّ والعار، والمذلَّة والصغار. هذا من ناحية نظرة المجتمع.
أما من ناحية الفتاة نفسها فإنَّ ظروفها، وطبيعةَ البيئةِ التي حولها تضطرها إلى ألوانٍ من المحنة، والعيشِ بين جدرانِ القسوة أياماً لا تُطاق!
إنَّ الرجل أو الشاب إذا أخطأ فله ألفُ طريق يخرجُ من صمته إليه، بينما الفتاة إلى من تبثُّ شكواها، وما اقترفته يداها ؟!
ومن هنا أيها الإخوة .. فإنَّ الحديث عن خطأ الفتاة في مثل ظروف العولمة اليوم، التي تآمرت على الفتاة المسلمة، وجعلت قضية إغوائها هي القضية الأولى، تجعلنا أكثرَ واقعيةً، وأجرأَ في إيضاح وإضاءة الطريق للحقيقة.


أيها الإخوة ...
وبين يديّ الآن قصة تُكتب بسطور الدمع، أرسلتها إحدى الفتيات، والتي رجت الإعانَة في حل مشكلتها وأزمتها منذ بضع أشهر، وَبقيتْ هذه القصة دفينةً في القلب، إلا أن أَذنتْ الفتاةُ بنشرها، ليعتبرَ منها غيرُها، على أن أكتمَ سرَّ المكان والزمان، سترنا الله جميعاً بستر العافية. تقول الفتاة المهمومة صاحبة القصة:
"قبل الست سنوات كنت من محبي التلفزيون والفيديو بشكل جنوني، كنت أعشق الأفلام ، كنت أعيش أغلب الوقت بينها وبين أحلامي الخيالية.
لم يكن يعرف أحد بما أفكر به ولا كيف كانت نظرتي للأمور ، فقد كنت بين صديقاتي الصامتة الهادئة، وفعلا لم يكن يعجبني كلامهم أبداً، ومع الأيام أصبحت لوحدي أعيش عزلة غريبة ، فالكل يبتعد لأني لست مثلهم فأنا مختلفة.
تمنيت أن أكون معهم كثيراً وأحياناً أتمنى أن أكون مثلهم، مع أنه لا يعجبني حالهم أبداً ولا اهتماماتهم, فأنا في نظري مختلفة.
ولكن ومع متابعتي لقصص الحب والغرام ومناظر تبادل القُبَل وغيرها من الأمور أصبح لديَّ مُحفِّزٌ غيرُ طبيعي لأطبق ما أراه أمامي.
فقد كنتُ أتخيلُ في كل ليلة قصةَ غرام أنا بطلتها وأفعلُ كلَّ ما تعلمته من الأفلام، كنتُ أشعر بنشوة غريبة.

تعرفت على إحدى الصديقات، كنتُ أتوقعها مثلي في طريقة تفكيرها وأسلوبها، ومع الأسف كانت تتصنع هذا، حتى تكون على وفاق معي ولست أنا لوحدي بل مع أي شخص تكون معه، كانت تعطيه ما يريد.
دارت بيننا نقاشات كثيرة جداً إلى أن وصلنا إلى سؤالٍ أثارت به في داخلي الكثير ، ليش ما عندك حبيب ؟!
أعطيتها أسبابي وكانت مع كل سبب تثبت لي أنه ليس سبباً حقيقياً, إلى أن توصلنا إلى أنني بحاجه لشخص.
ولم تُقصِّر فأوجدت لي هذا الشخص, كنت سعيدة وفي نفس الوقت حاقدة على نفسي, كنت في تلك الأيام أعيش تناقضاً غريباً أهلكني, لم أكن أتحدث معه كثيراً، كانت هي تحاول أن تفهم تصرفي، يعني تقرّبنا لبعض، فاقترحت أن أراه في البداية، خِفْتُ وما بيّنت لها، لكن قلت أنه صعبٌ عليَّ أن أفعل شيء مثلَ هذا لأني لا أستطيع أطلع لأي مكان ولا أعرف أصلا كيف أفعل؟

فسهلت عليَّ الأمور ورتبت كلَّ شيء لأراه، ويزول ما بيننا من وحشه، وأنه لن يحصل شيء لا أريده، وإن حصل شيء لن يتعدى القبل والعناق!، وهذا ما كنت أحلم به فشجعتني. ذهبتُ لها في البيت، وجاء، وتم اللقاء، لم أكن سعيدة فالخوف كاد يقتلني.

جلس وحاول تهدئتي، لم يلمسني, كان يتعامل بكل هدوء وذوق إلى أن اطمأننت، حاول التقرب لي ولكن الخوف كان حاجز بيننا، مع أني في قرارة نفسي كل ما يهمني أن أعيش لحظات العناق والتقبيل، لا أعرف من أين كان منبع هذا الخوف الذي سرعان ما تحول لغضب!

فأردت أن أخرج ، فلم يسمح لي! حاول أن يقترب مني فزاد خوفي وبدأ التوتر بيننا، وفي لحظاتٍ تحولَ ذلك الهادئ إلى بركان ثائر، لم يعلم في أي مكان تقع حممه ، فبدا بلمسي بطريقة مخيفة وأخذ يقبلني بقوة لدرجة أنه آلمني.

اقترب مني ولكني أبعدته وأخبرته أني أريد أن أخرج فقط، ويبدو أنه عندما رأي مني الجد علم أنه على وشك أن يخسر فريسته، فانقضَّ عليَّ بقوة، أبعدته، لم أعد أريد تلك القُبل، لم أعد أريدها، أريد الخروج والنجاة.

دارت في رأسي الكثير من الأسئلة والكلمات التي قذفت بها لنفسي وألومها على الوضع الذي أنا فيه، تمنيت الموت.
حاولت الهروب فلم أستطع، حاولت الصراخ، اختنقت عباراتي، كان قاسياً مجرماً، لم يرحم عبراتي ولم يرقَّ قلبه لدمعاتي، ولم يخف من أحد!

كنت قوية في البداية، واستطعت أن أقاومه وأبعده، فلم يجد إلا أن يستخدم يده ليغرزني في أرض الرذيلة!
ولكن خارت قواي وبدأت أتعب، فمن شدة الخوف وآلام الضرب وإحساسي المكتوم تعبت، سقطت بين يديه، لم يعد هنالك صوت أطلب به النجدة، ولم تعد هناك قوة أدافع بها عن نفسي المسكينة!

هناك اُغتيلت الطفلة، وماتت الأم بداخلي. انتهى وقضى ما كان يريد وذهب، وأنا ماذا أفعل, حملتُ ألمي وهمي، لم أناقش صديقتي لأني أنا من وضع نفسه في هذا الموضوع، وهذا ما كنت أبحث عنه!
عدت للبيت بكل حزن، دخلت لغرفتي، وما إن أغلقت بابها عليَّ سقطت، إنهرت، كرهتُ نفسي، بكيتُ حتى جفت الدموع، ومع مرارة بكائي إلا أن هناك صرخات تأتي من أعماقي تؤنسني، لم أعرف ماهي ولكنها طمأنتني.
نمت وصحوت في اليوم الثاني وأنا لست الطفلة، تغيرت حياتي تماما!!

دخلت في عالم الوحدة الحقيقي والاكتئاب والحالات النفسية السيئة، وحالات الانتحار المتكررة إلى أن كتب الله هدايتي. بعد هذا كله استمريت أتخبط بين الماضي والحاضر والمستقبل الذي كنت أحاول أن أرسم طريقه، ورغم تحقيق الكثير من الأهداف والأحلام إلا أني لم أكن أشعر بتلك السعادة التي أبحث عنها لأني قد قُيّدت بالماضي.
حاولت الخلاص منه بالكثير من الطرق والحمد لله، خفَّ خوفي من الماضي و ألمه الذي عذبني".

أيها الإخوة:
وهكذا أغلقتْ هذه الفتاةُ الستارَ عن آخر فصل درامي حقيقي في نفس الوقت. فصلٌ ولا كلُّ فصول حياتِها السابقة. فصلٌ إن لم تتداركها فيه العناية والرحمة، فستبقى زهرةً ذابلةً إلى أن تموت!
أنا أعلم أيها الإخوة أنَّ هناك مئاتٌ، بل آلافُ القصص الشبيهة بذلك. تزدادُ يوماً بعد يوم، في كل مدينة، بل في كل حي!

وأعلمُ يقيناً كذلك أن أيادي المصلحين لم تكفَّ عن الكتابة والتذكير، وأن الصيحات العالية لم تقف عن النصيحةِ والتوجيه، حتى كلّت الأقلام، وملّت الألسنة، ولا يزال الفساد يستشري والمشكلة تتوسع، وبصورٍ إبداعية متطورة!، وما أظنُّ إلا بيوتَ القلائل من المسلمين والتي ما دخلتها قنوات التحرر، واستجلاب الهوى، ومجالس الفسق!

لنكن الآن أكثرَ واقعية أيها الإخوة، ولنعش همَّ الفتاة اليوم. فهي إما أختك أو ابنتك أو قريبتك أو هي على الأقل من بنات المسلمين .. أليست جزءاً من المجتمع؟

أمَّا هم الفتاة الأول فهو: ضعف التربية الأسرية الصحيحة في واقع اليوم:

إن هذه الفتاة وأمثالهَا لم يسمعوا من يوعيهم بوضوح لما عليه شباب اليوم، لا يكفي أن نقول للفتاة أنت جوهرة مصونة، وأنت درة مكنونة. هذا طيب وجميل، ولكنَّ هذا الكلام يقوله لها الشاب الغِرُّ بشكل أجمل وبعبارات أرق!

لابد أن يتحدثَ الأب الحصيف، والأم الواعية والأخُ النبيه مع الفتاة بطريقة واعية بصيرة، لا تَجرحُ ولا تُسيء الظن، ولا تضخِّمُ الأمر، ولا توضِّح الطريقة، بل توعيةٌ رشيدة بطريقة القصة، أو المحاورة عن الحال الدراسي والواقع المدرسي وأمثال ذلك.

يجب أن تُوعى الفتاة المسكينة بخطورة سوءات الحرام، ولحظات الغفلة، ويُقال لها في الوقت المناسب: الذئب يريد منك أعز شيء عليك: عفافك الذي به تتشرفين، وبه تفخرين، وبه تعيشين، وحياة البنت التي فجعها الشاب بعفافها، أشد عليه بمائة مرة من الموت على النعجة التي فجعها الذئب بلحمها.. إي والله، ما رأى شاب فتاةً إلا جرّدها بخياله من ثيابها ثم تصوَّرها بلا شيء!

ولا تصدّقي ما يقوله بعض الشباب، مِن أنهم لا يريدون في البنت إلا خُلقها وأدبها، وأنهم يكلمونها كلام الرفيق، ويودُّونها ودَّ الصديق، كَذِبٌ والله، ولو سَمعتْ أحاديثَ الشباب في خلواتهم لَسَمِعتْ هولاً مرعباً، وما يبتسم لكِ الشاب بسمةً، ولا يلينُ لك كلمةً، ولا يُقدِّم لكِ خدمة إلا وهي عنده تمهيدٌ لما يريد.. فكري يا بنتي، لو حصل الخطأ وحلَّ العار، يغفر المجتمعُ الظالمُ للشاب ويقول له:

شابٌ ضلَّ الطريق ثم تاب، وتبقين أنتِ في حمأة الخزي والعار طول الحياة، ولا يغفرُ لك المجتمع ولا يَنسى ذلك أبداً.
لو أنك زويتِ بصرك، وأريتِ كلَّ من أبصرك الحزم والإعراض لما تجرَّأ فاجرٌ على ذات سِوار، ولجاءك إن كان صالحاً تائباً مستغفراً، يسأل الصِلة بالحلال.
هكذا يجب أن نقول الحقيقة بقالبها المناسب الصحيح للفتاة.

وأمَّا هم الفتاة الثاني فهو: أنها لا تحاور:

من أعظم المشكلات في مجتمعنا وللأسف أن فتياتنا لا يُحاورن ولا يُتحدث معهن حديثاً لطيفاً رقيقاً، حديثاً يُراعي مشاعر الأنثى، ويُشاورها في جوانب متعددة في حياتها، وأن يُسمح لها بإبداء رأيها، وسماع اعتراضها في شئونها التي لها الحقُّ فيها، كاختيار تخصصها الدراسي، ولون غرفتها، وشخصية من تَقدَّم لاختيارها. فلها حق الرأي والاعتراض، وليس هذا عيباً ولا عاراً!

لقد اعترضت امرأة على أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، فاعترف بخطئه وقال: أصابت امرأة وأخطأ عمر. ونحن ندمِّر باسم القِوامة والرجولة كلَّ رأيٍ أو تعبيرٍ من حق الفتاة أن تعبِّر عنه.

إن المنهج العُمَري رحلَ إلى بريطانيا ليقولَ رئيس بلدية لندن "كين لفنجستنون" لوسائل الإعلام في يوم زيارة الرئيس الأمريكي لبريطانيا في وجهه: "إنَّ لندن اليوم تستقبل أخطر رجل على أمن وسلام العالم، لـمْ تصادف البشرية مثله قط". قال ذلك بدون أن يثير هذا التصريح والرأي غضب الملكة ولم يُعزل من منصبه.

اعترفُ نيابةً عن كثير من الفتيات أن هناك ديكتاتوريةً في قرارات الفتاة في البيت والذي هو من كامل حقها، وأنا قطعاً لا أقصد كلَّ بيوتِ المسلمين.
إن مصادرةَ الرأي، وعدم السماح لها بالكلام والحوار، يفتحُ الفرصة للأوغاد في عالم الفضائيات الواسع، والرأي والرأي الأخر، وللنساء فقط، في عالم الإنترنت، والصحف والمجلات والأندية النسائية، الذين يحاورون الفتاة ويدللوها ويعطوها قيمتها الإنسانية والمغلّفةِ بمطالبهم المعروفة. إنَّ حوار الفتاة بالأسلوب الإنساني الإسلامي الراقي أمر مهم.

ولا يعني هذا أبداً فتح الباب لكل ما تحلم به من غير وعي أو خبرة أو عُرْف أو منهج شرعي.
وعصر اليوم يطالب الأم الواعية بشكل كبير أن تشاركَ ابنتها وتقفَ معها، وتُضحي ببعض وأحياناً بكثير من وقتها لصالح ابنتها، كما يجب على الأب أن يعين زوجته وأم عياله لتؤدي رسالتها مع بناتها، وأن يَشيعَ الحنانُ في البيت، ليتم احتضان الفتاة، ويجعلَ وجهتها وغاياتها وحلمها لا يخرج عن مشورة أهلها.
ومما يجب التنبيه عليه، أنه ثبت بالتجارب العلمية أن الوالدان اللذان يتعاملان مع الفتاة بحسن التوجيه، والصبر على ذلك، دون الصياح أو الضرب، يعود أثره الإيجابي عليهما قبلها هي. وكلما كان الرقي في التعامل والتفنن في النصح والتوجيه الجيد كلما سهل الطريق مستقبلاً للفتاة حتى تخرج لبيت زوجها وهي أم متميزة بإذن الله.

على أن عامة الفتيات تغلب عليهن العاطفة والحياء والخجل، وهذا أسهل في التربية الأسرية الداخلية الراقية الصحيحة، إذا استخدمت الحكمة مع التنبيه والضبط المعقول.

الهم الثالث من هموم الفتاة: إهمال مشاركتها المحاضن التربوية:

إن عصر اليوم عصر مفتوح، تتعلم فيه الفتاة العصرية مالا يتوقع، فإغلاق الباب للتعلم وشغل الفكر والوقت بالمفيد أمر خطير، وفتح الباب دون انضباط أخطر بكثير.
والمتابع لما يجري بين الفتيات في المدارس والجامعات، أو في المحافل العامة أو عبر الإنترنت، يجعلنا أكثرَ وعياً وإدراكاً لأحاسيس وتوجهات الفتاة.

وينبغي أن ندرك أن حسن توجيه الفتاة للمحاضن التربوية المفيدة، كحلقات القرآن الكريم، والمراكز النسائية المفيدة، والتي يديرها مشرفات موثوقات بتوجههن الديني العظيم، وحسن تعاملهن.
أو إشراكهن في مراكز التعليم اللاصفية الموثوقة، كمراكز الكمبيوتر واللغة الانجليزية وأمثالها، مع المتابعة الجيدة، والسؤال والتشجيع، كل ذلك كفيل بإذن الله بإعداد فتاة صالحة في نفسها، معينة لأهلها، نافعة لمجتمعها وبنات جنسها، وليس مجرد الطيبة في نفسها.

وفي هذه المراكز والمجالس الموثوقة، تتوزع الطاقة، وتستمد الفتاة عافيتها، وتتلقى الخبرة الصحيحة، وتتمتع فيها بالأنشطة الترفيهية والمسلية التي تراعي أنوثتها.

وبهذا التنوع الثقافي والاجتماعي والتربوي والترفيهي المناسب، تُحتضن الفتاة، وتَكُون الأسرة هي اللَّبِنَةُ الأولى والأخيرة للإشراف الراقي والتوجيهي للفتاة. ليتجدد لنا جيل فتيات ونساء الإسلام المتميزات، والأمهات المربيات، والقدوات الصالحات.

للشيخ الدكتور علي العمري
اضافة رد مع اقتباس
  #2  
قديم 05/10/2007, 05:05 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ الـذهـبـي
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 22/03/2005
المكان: طـــيــــبــة الطيبة
مشاركات: 3,673
جزاك الله خير
اضافة رد مع اقتباس
  #3  
قديم 05/10/2007, 01:30 PM
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 11/09/2006
المكان: الرياض
مشاركات: 690
وياك ياخوي بس وش القصه مايرد على المواضيع إلا أنت
وين الردود
اضافة رد مع اقتباس
  #4  
قديم 05/10/2007, 09:33 PM
في انتظار تفعيل البريد من قبل العضو
تاريخ التسجيل: 22/07/2007
المكان: في بيتنا
مشاركات: 1,247
إي والله إنك صادق ما أحد يعطينا وجه بس والله للأمانة أخوني الله لا يخليني منهم
محترميني أشد احترام يا ليت كل الأخوان كذا بس هذا ما يمنع من أسلوب السيطرة اللي فيهم

تحياتي وتسلم على الموضوع
اضافة رد مع اقتباس
  #5  
قديم 11/10/2007, 08:50 PM
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 11/09/2006
المكان: الرياض
مشاركات: 690
الله يسلمك وياليت يردون علينا بعض الأخوات عشان نعرف وجهات نظرهم
اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد

أدوات الموضوع
طريقة عرض الموضوع

قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML غير مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 05:04 AM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube