السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


مقال جميل للكاتب المبدع الأستاذ صالح الورثان

صحيفة الشرق الأوسط - عالم الرياضة - العدد 10534 - الاثنين 1/10/2007م




اتركوا الزعيم وارحلوا .. !!


إلعب يا أزرق

أوه يا هلال

أهازيج ماتت في حناجر السبعين ألف متفرج

وتاهت في عيون الملايين من عشاق الزعيم الكليم

هلال ذبحوه وعودًا

وسلخوا جلده تغييرًا

عينوا وأقالوا

غابوا وفي ليل بهيم عادوا

يتحدثون عن هلال الغد وأمل المستقبل بينما قمصانه الزرقاء صارت لباسًا لرجيع اللاعبين الذين أتاحت لهم الأيام اللعب باسم الهلال

تمزق الهلال فرقـًا وعانى شتاتـًا فتدثر ألمًا وراء ألم

مدربون بالجملة

وفريق بات موعدًا للتجارب في المهمات الصعبة

فمرة كليبر .. وأخرى بيسيرو

وعلى ذلك يكون العدّ والقياس

راح الهلال في سمسرة "برونو"

واحتجب خلف الإقالات والاستقالات الأغرب والأسرع ما بين فرّ وكرّ !

ابتزاز واضح لمشاعر الجماهير الزرقاء التي رمقت العالمية وهي الأحق بها عبر الجسر الآسيوي

لكن الأماني قتلت بعمل إداري عشوائي لا نظام فيه ولا هدي لطريقه

إدارة تتمسك بالبقاء أكثر من تمسكها بالعمل الجاد والمنظم

ولذلك كان الحصاد غبنًا أزرق سيطول أمده لأن الجميع في نظرهم لم يقصر

عجبي إن كان التفريط في البطولات كمالاً وعملاً يشكر ، فماهو التقصير إذن ؟

ذرّ للرماد في عيون جماهير الهلال

وأقاويل عارية من الحقائق كما تعري الريح رمال الصحارى

كلام في ليل يمحوه نهار العمل الارتجالي فيصرع الهلال من الوحدة الاماراتي على مسمع ومرأى من جماهيره المغلوبة على أمرها !

يالك من هلال تمنحهم الشهرة والبروز ثم يبخلون عليك بعمل يعيد زعامتك ويبقي هيبتك التي حطمتها أقدام لا تعرف سوى الركض والركل !

آه هلال النجوم والمبدعين وعباقرة كرة القدم السعودية ..

آه أين أنت ؟

لو كنت موجودًا بأرطبونك سامي الجابر أو فيلسوفك يوسف الثنيان لما سخر منك مدّعو الوطنية ومرجفو الصحافة

لو كان الهلال ذاك موجودًا لشبعت شباك الوحدة لطمًا واهتزازًا

ولو كان هلال النجوم حاضرًا لملأ الحجر أفواه الناعقين والشامتين بهلال الوطن الذي رغم أخطاء إدارته قاتل بروحه وشرّف بلاده

وإن كان هناك من عار فهو لأولئك المتربصين الذين سخروا من خروج الهلال في تمثيل وطني

ومع ذلك يزايدون على الوطنية عندما يتعلق الأمر بانتماءاتهم المتعصبة وأفقهم الرياضي الضيّق !

ولكي يعود الهلال مُلجمًا للأفواه لاطمًا لهامات الحاقدين والمبغضين يجب على إدارته أن ترحل وتترك لغيرها فرصة قيادة مستقبل الزعيم

فقد أدت ما عليها فيما مضى ويجب أن تكون ماضيًا في تأريخ الهلال

وصدقوني: لن يعود الهلال فارسًا بطلاً إلا بإحياء مدرسته الكروية للناشئين لتقدم مواهب كموهبة الثنيان والجابر وغيرهما

حيث أسقط الهلال حينها أعتى فرق آسيا وأقوى فرق العرب

بل ولقـّن حكام قارة آسيا دروسًا في الانتصار ساعة الظلم والقهر

هلال جندل فرق آسيا

وروّع الفرق العربية وأطاح بها فلم يقف في طريقه الصناديد

ولم يعترض مسيرة زعامته الكبار

هلال كتب في وجنة الشمس بطولة الزعامة وزعامة الأندية

ودوّن نجومه وفرسانه الأوائل قصة مجد لم تسعفها هبة أو منة من أحد

هلال لم يستجد العالمية أو يهمس في أذن قارتها بالإهداء والإغراء

بل هو هلال عالمي ببطولاته واسمه المدوّن في سجلات "الفيفا"

فاصمتوا أيها الشامتون

وتقهقروا أيها المحبطون

فالهلال عالمي رغم أنوف حساده ومبغضيه !

والعالمية يا هؤلاء : مجد وكؤوس وذهب وليست مشاركة تنتهي بالفشل والإحباط !

وسيبقى الهلال في عريجائه شامخـًا رغم أنوف حسّاده ومبغضيه !


صالح الورثان


-------------------------------------------------------


استاذي صالح .. كثـّر الله من أمثالك أيها الكاتب الغيور