أبعاد
بالعمل لا الجدل نتقدم

م. طارق التويجري
خرج الهلال من الآسيوية.. وماذا بعد؟
البعض مهتم ومهموم بهذا ال(بعد).. والكثير مشغول ومنشغل بال(قبل) ولاغير (قبل)..!

وهكذا راوح وغدا حال الوصف والتحليل والانتقاد.. آراء متلاطمة صاحبت الخروج.. فأصبح (هباس على دباس) هو عنوان المضامين والنصوص إلا ما رحم ربي..!!

نتفهم واقع هذا النزوح عن المسار إلى حيث التوهان.. ونتقبل هذا الجنوح إلى حيث النزاع والصراع.. فواق الخروج مرّ وقاس لاشك في ذلك..

ولكن البعض لايعرف (الا) أن المطرقة القوية وحدها من يحرك الوتد، لايتصور أنها ربما تثنيه.. أو حتى تكسره..

البعض يؤمن بأن القصف العشوائي هو الحل المضمون والوحيد لضرب الهدف الضار أيا كان هذا الهدف مختبئا.. لايتصور أنه ربما يتظلم.. أو قد يتجنى..!!

أما من يتعمد الضجيج ويستهويه لمآرب عدة وأخرى فلن أتحدث عنه.. ولا شأن لي به.. لأن ما يعنيني أكثر هو ذلك الهلال بجميع تشكيلاته كانت إدارية أو شرفية أو جماهيرية أو فنية..

الهلال الذي كان طرفا ثابتا في المنافسات المختلفة صغرت أم كبرت وبمدة زمنية ناهزت الثلاثين عاماً.. تجده يتقهقر قليلا فيعود وثبه من جديد.. هذا التوهج الذي طال زمانه وأسعد عشاق الأزرق مديدا أتى بعد توفيق الله ثم بفعل صنائع (تتواءم) مع الواقع وجهد كبير يفرضه الحال، كان ذلك غالب (ما يسبغ) الحراك الهلالي حتى لو اعترى الوهن والفتور بعض فتراته.

إن الهلال لم ولن تدم منافسته المميزة والدائمة على البطولات المتتابعة إلا بفعل عملية (الإحلال) المتناغم لخطوط الفريق ما بين الحين والآخر وهذا لايتأتى الا بعاملين اثنين ولاغير.. الأول وهو الاعتماد (الغالب) على الإنتاج الذاتي للمواهب الكروية وهذا هو الأجدى والأثمر.. أما الثاني هو الاعتماد (الغالب) على انتقالات اللاعبين كانوا محليين أو أجانب..

ووضع هلالنا اليوم.. يحتاج في أحوج ما يكون اليه إلى التشخيص المتزن والمتعقل.. فالمشكلة التي تعرض بطريقة جيدة هي مشكلة تم حل نصفها ولاشك.. وقبل أن نتجه إلى مدرب أو الى لاعب أو الى إداري وننصبه مذنبا مجرما يجب أن نسأل هل حاضر الهلال وبتركيبته (الفنية) كان قادرا على المنافسة الآسيوية فضلا عن المونديالية.. بمعنى أوضح هل كان الفريق بحاجة ماسة لإعادة تأهيل (خاص) تجعله قادرا متمكنا على مجابهة الفرق الآسيوية والعالمية؟

لاحاجة لأن اخوض أكثر عمقا في هذا الأمر ولكن يجب أن أنوه على حقيقة أراها ومؤمن بحتمية تطبيقها ذلك من خلال مشاهداتي ومن خلال إفادات المدربين الذي عملت سويا وإياهم وهي أن الفريق (كان) بحاجة ماسة إلى عملية التدعيم والتعزيز قبل الخوض في منافسات آسيا.. وبحاجة أكثر إلى عملية الإحلال والغربلة بعد مرحلة آسيا.. أما والمتطلب الأول قد تعذر تحقيقه لأسباب متعددة أهمها معضلة المادة في الصيف الماضي بوجود التزامات متراكمة أهمها الرواتب وتجديد عقود اللاعبين فإني أرى لزاما أن تتم غربلة الفريق الآن بشكل فني مدروس بعيد النظر.. وهذا الأمر قد قلته تماماً في لقاء تلفزيوني سابق مع الأستاذ سليمان المطيويع في القناة الرياضية السعودية بعد اجتماع اعضاء الشرف نهاية الموسم الماضي وأعلنت أن ذلك المشروع هو جدول عملنا واستراتيجية (آن) و(وجب) تحقيقها ولكن حالت الظروف دون فعل ذلك.

باختصار الفريق يملك نجوما.. نعم... ولكن الكثير منهم متشابهون في الأداء.. فالذي يفعله زيد يفعله عمر وهكذا حدث.. لاتجد التنوع في الأداء والميزات بين اللاعبين بالشكل الذي تتطلبه خصائص فريق مكتمل القوة و(متكامل) الصفات.. فعنصر السرعة مثلا لانجده الا في لاعب أو اثنين.. وعنصر المباغتة والمكر الكروي لانجده الا في لاعب واحد وأحيانا في آخر.. الفريق مثلا لايسجل الا بطريقة واحدة وهي العمق لا لشيء إلا لأنه لا يملك خصائص لاعبي (الأطراف) بالشكل القوي والمطلوب إلا في لاعب أو اثنين لم نرهما بعد بشكل كبير..برأيي أنه لا عيب ولابأس أن تعير أو تبيع عقد (نجم) إذا كان الفريق لايحتاج خدماته بالشكل المطلوب والمأمول.. بل هذا هو الفكر الجديد والذكي.. النادي يستفيد من قيمته واللاعب يستفيد كذلك.. متأكد أن الإدارة الحالية تملك الشجاعة لعمل ذلك وتدعم ذلك.. ولكن الأمر يحتاج إلى (تحرك) أكبر وقناعة (عليا) لا تغيرها المؤثرات.. كل ذلك يتم (وفق) رؤى فنية متحررة.