مفكرة الإسلام: حث سياسيون بريطانيون رئيس الوزراء توني بلير اليوم الأحد على ضمان معاملة إنسانية لأسرى طالبان والقاعدة محذرين من مواجهة خطر تشقق التحالف العالمي المناهض لما يسمى الإرهاب.
وحذر برلمانيون ينتمون لمختلف الاتجاهات السياسية بلير والرئيس الأميركي جورج بوش من أن الصور قد تخسرهم ميزة الموقف الأخلاقي في الحرب على "الإرهاب". وفي هذا السياق قال توني لويد وزير الدولة السابق بالخارجية وعضو البرلمان عن حزب العمال الذي يتزعمه بلير في تصريحات تلفزيونية إن معاملة الأسرى لا ترقى إلى مستوى المعايير المطلوبة.
ونشرت صحف الأحد صورا لعدد منهم مقيدين خلف أسلاك شائكة. وتساءلت صحيفة "ميل" في صفحتها الأولى قائلة "أبهذه الطريقة يدافع بوش وبلير عن حضارتنا؟!" بعد أن أشارت إلى صورة للأسرى يجثون فيها على ركبهم في خضوع مقيدي اليدين والقدمين.
وقال المتحدث في الشؤون الخارجية لحزب الأحرار الديمقراطيين منزيس كامبل متسائلا "أي تأثير ستحدثه هذه الصور في عواصم مثل القاهرة أو عمان؟!". واستطرد قائلا "لا أعتقد أننا سنخوض حملة ناجحة على الإرهاب إذا عاملنا أناسا بالطريقة التي تشير إليها تلك الصور".
و تعيد معاملة الولايات المتحدة لأسري القاعدة وطالبان ونقلهم إلى قاعدتها العسكرية في كوبا، صورة ممارسات السلطات الاستعمارية في افريقيا وآسيا في تعاملها مع اي حركة معارضة علي انها عصيانا وتمردا والمشاركين فيها علي انهم متمردون يجب نفيهم الي معسكرات العمل الجماعي في جزر دخلت الوعي الاستعماري من جديد. فالانكليز نفوا رجال الحركة الوطنية الفلسطينية والعراقية الي جزر السيشل ، كما نفوا ابطال حركة عرابي الي سريكلانا او سرنديب كما كانت تعرف في السابق. اما الفرنسيون فقد قاموا بنفي رجال المقاومة في الدول التي استعمرتها الي جزر البحر الباسيفكي وتلك في البحار الجنوبية. ومن هنا فان صور الاسري الذين خدرهم الجيش الامريكي ونقلهم من قندهار الي غوانتانامو، والزنزانات التي نصبت لهم بطريقة تشبه حديقة الحيوان ، وكل ما قامت به السلطات الحارسة للسجن الكبير، بتقديمه للعصاة الجدد هو وجبات حيادية ، علي الطريقة الاسلامية، فيما ستتم محاكمتهم بعيدا عن الاعراف والقوانين الدولية ودون ان يتمتعوا بتمثيل قانوني وبلا احترام لأبسط قواعد حقوق الإنسان. وبعيدا عن قوافل الأسرى الجدد عبرت منظمات حقوقية عن قلقها من ان التصرف الأمريكي مع الأسرى قد يشجع دولا أخرى لإساءة معاملة معارضيها.
وتشير منظمات حقوق الانسان ان المعاملة القاسية التي تقوم بها امريكا ضد اسري الحرب في افغانستان، تمنح الدول العربية، رخصة لمعاملة وقمع معارضيها بدون رقابة او خوف من الدول الغربية التي طالما انتقدت سجلات الدول العربية الفقيرة في هذا المجال. وسجلت الصحافة والمنظمات الغربية عددا من مظاهر هذا الاستخدام.
وفي الواقع فان دولا عربية تستخدم الرد الامريكي العنيف علي الهجمات علي نيويورك وواشنطن في ايلول (سبتمبر) الماضي لتضييق حرية التعبير واستصدار تشريعات مضادة تقمع المعارضة.
ففي الاردن صدرت تشريعات جديدة تحد من حرية الرأي والاعلام، فيما اعتبرت دولا كسورية حربها ضد النشاط الاسلامي حربا ضد الارهاب، والمعلومات عن ناشطين اسلاميين سوريين فتحت بابا للحوار مع الادارة الامريكية، وقام الاعلام السوري بتقديم صورة مفادها ان سورية كانت اول دولة تقوم بالتصدي للارهاب الاسلامي، في اشارة الي الحركة المعارضة التي قامت بها جماعة الاخوان المسلمين ضد نظام الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد في نهاية السبعينات وبداية الثمانينات والتي ادت لاحداث حماة التي قتل فيها الالوف من الضحايا واعضاء حركة الاخوان المسلمين.
وحسب تصريحات قدمها مسؤولون سوريون للاعلام الامريكي فان سورية لها باع طويل في مراقبة ورصد الحركات الاسلامية والعمل الاسلامي، حتي ذلك العمل الذي ليس له علاقة بسورية، حيث اعتمدت سورية علي معلومات امنية جمعها عملاء لها في المهجر والتجمعات التي يعيش فيها سوريون، وحسب احدي الصحف الامريكية فان المعلومات التي قدمتها سورية للمخابرات الامريكية وان لم تكن لها اثر علي التحقيقات الامريكية في عمل تنظيم القاعدة، الا ان البعض يشير الي اعتقال احد الناشطين السوريين في المانيا ممن اتهمتهم السلطات الالمانية بعلاقتهم مع القاعدة .
وسورية ليست وحدها في مجال التعاون الامني وتقديم معلومات عن الاسلاميين، وتذكير الدول الاوروبية التي منحت للاسلاميين ملجأ في السابق بانها حذرت من خطورتهم، فمصر طالبت بريطانيا اكثر من مرة تسليمها ناشطين اسلاميين يعيشون علي اراضيها، وتصف مصادر صحافية غربية التواجد الاسلامي في بريطانيا علي انه يشبه لندنستان . كما قام السودان بعرض خدماته علي الامريكيين، وحسب التصريحات الرسمية السودانية، فقد عرض نظام الخرطوم علي امريكا تسليمها لبن لادن، كما تفاوض مع السعودية حول هذا الامر. وبنفس السياق ذكر تقرير امريكي نشر في بداية الاسبوع الحالي ان ليبيا التي تتطلع لاعادة العلاقات الطبيعية مع واشنطن، قدمت معلومات حيوية لامريكا عن ناشطين اسلاميين في الخارج.
http://www.islammemo.com
--------------------------------------------------------------------------------
جميع الحقوق محفوظة © 2001 لـ مفكرة الإسلام