
13/09/2007, 01:58 PM
|
كاتب مفكر بالمجلس العام | | تاريخ التسجيل: 22/11/2005 المكان: في زمنٍ حياديّ
مشاركات: 1,847
| |
شقيقتي.. التي لا أحبها..! يقول أبو الطيب: وزائرتي كأن بها حياءً فليس تزور إلا في الظلام ِ تعجبت من حال زائرته.. فزائرته بها حياء.. وزائرتي فليس بها حياءُ ٌ تزور على الصباح وفي الظلام ِ !! .., زائرتي أنا.. تحلو لها زيارتي مرة أو مرتين كل أسبوع.. وأحيانا أكثر من ذلك.. فيحلو لها مرات أن توقظني من نومي.. وتقسم ألا أعود إليه إلا بعد أن أجالسها ساعات وساعات! يحلو لها أن تأتيني قبل النوم.. علنا نسهر معاناة ً.. فتنتشي فرحا.. وأنثني ألما..!! تحب أحيانا أن تتدرج في القدوم.. فتمشي بشيء من الحياء.. من ساعات الصباح إلى أن تكسر الباب ساعة العصر بلا هوادة! فما كان حياءً.. ولكن.. جميل في مسمعها أن أقول في نفسي: "لعلها تعود أدراجها.. لعلها.. لعلها.." حتى إذا تشبثت بذلك الخيط.. قطعته..! تعشق أيام الضغط.. فإذا عرفت أنني أمر بضغط في عملي.. أو ضغط نفسي.. تأتي تظن أنها تسليني.. 14 عاما.. وهي تهوى أيام الاختبارات! .., قالوا لي: هي الشقيقة! شقيقة لم تلدها أمك.. ولا يعرفها أبوك! .., شقيقتي.. وليست أختي! شقيقتي التي لا أحبها! شقيقتي.. تشق الرأس شقا..! تزور في عرق خلف عيني اليمنى.. فتقول لي: "ما أجمل وجهك وأنت مغمض عينا وفاتح أخرى" "ما أجمل وجهك وفيه مزيج من العبس والضعف" "ما أجمل وجهك عندما تصبح الابتسامة عندك كالعنقاء عند العرب" "ما أجمل صوت التأوه وهو يخرج منك.. أجمل من عود زرياب" "وسنا النجوم على خديك.. أجمل من بساتين فينّا.. في النهار" .., دموعي؟! لماذا؟! ألست أنا من يعلم الناس الابتسامة؟ ألست أنا من يسألني الجميع: "لماذا أنت تضحك كل اليوم"؟ ألست أنا من كان يضرب إخوته الصغار عندما يبكون: "كن رجلا!!" أبكي؟! أتأوه؟! .., "فيصل.. بسم الله عليك! شفيك حبيبي؟!" لا ترأفي بحالي وارأفي بحالها.. فهي من 22 سنة تزرع بذرا صالحا في أرض.. ما كانت تتمنى أن ينخر في جسد ثمره السوس! حرام عليك.. أن تري دموعها تهطل.. وأنت تنحتين عيني نحتا.. لا تزوريني في حضورها.. أعيش أسابيع ولا أراها.. زوريني فيها كل يوم.. ولكن.. بالله عليك لا تزوريني يوم لقائها.. فإن بكاءها أشد ألما منكِ.. وارفقي بذلك الرجل الطيب.. لا أريد أن أرى الضعف في عينيه وهو يحمل ابنه لغرفة الطوارئ.. دعيه يعمل على مشاغله.. فهو يحمل أعباء وهموما أكبر.. .., IMIGRAN و RELPAX صديقاي العزيزان.. تعالا أهمس في أذنيكما.. تعبت منها.. ومنكما! هل يجب أن أعيش ساعتين من ارتفاع الضغط.. ويتجولني ارتفاع الحرارة الشديد.. حتى تنقذاني منها؟! لماذا هذا الابتزاز؟! ثم تعالا.. هل يجب أن تضحكا علي أحيانا؟! آكلكما فكأنني آكل الحلوى؟! أذكر آخر مرة ودعت فيها البنادول.. كم كان لطيفا.. لا غثيان.. لا آلام في المعدة.. ولا أضرار جانبية.. لكن زائرتي تفوقت عليه.. فما عاد إلا كالأطرش في الزفة! إميقران وريبلاكس.. يا نافخي الكير.. أسأل الله أن يخلصني من زائرتي.. فلا أراكما أبدا..!! .., زائرتي.. شقيقتي.. كلانا بنفس الطريق.. فأحمل طوبا.. وتحملين معولا.. ولكن.. خطاي تسير إلى المجد واثقة.. (ولا بد لليل أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر) فماذا تحبين فيني؟! *** أكتب هذه السطور الأخيرة في أول يوم من الشهر الفضيل.. بحضور شقيقتي! وفي زيارة للمرأة الصالحة والرجل الطيب في الرياض.. فهما على بعد خطوات مني.. وقد كان لي موعد مع إبرة الفولتارين هذا الصباح حتى لا أفطر.. ولكن الشقيقة تشق طريق عودتها بثقة لرأسي.. فادعوا لي بجلائها عني.. فأنا أريد أتم صوم هذا اليوم..! |