في مقاله اليوم الاربعاء في جريدة الجزيرة كشف الأستاذ صالح السليمان عن أسباب تنافس الشركات الاستثمارية على توقيع العقود مع نادي الهلال و عن دور الهلال القيادي في سبيل تحسين مستقبل الأندية الأخرى ماليا واستثماريا....لا أطيل عليكم أترككم مع المقال
الصراع على الكعكة الهلالية
الصراع الكبير بين الشركات على الاستحواذ على الهلال واستثماره دليل عملي على الاسم الكبير للنادي، والشهرة، والجماهيرية الواسعة للفريق..هكذا تكون الجماهيرية الحقة وليست تلك التي تفرض عنوة بالنفخ الإعلامي، والصور المدبلجة، والحركات التلفزيونية، وخداع المخرجين!..
هذه الشركات تنزل للميدان وتجري دراساتها وبحوثها واستطلاعاتها.. وينزل باحثوها وخبراءها للملاعب.. ليشاهدوا كيف تتمكن جماهير نادي سعودي من ملء كامل مدرجات استاد الملك فهد الدولي وبكل سهولة بعيداً عن الخداع التلفزيوني وتعتيم المخرجين.. ولتأتي (جوالات الأندية) وحتى المنتديات الرياضية لتكون لها كلمة الحسم بهذا الشأن.
مايزيد الصراع بين هذه الشركات ويشعله حرصها على التمسك بالهلال والاستثمار من خلاله.. لذا ترفض التعويضات المادية ليقينها أن فقد الهلال ضربة موجعة لاستثماراتها والترويج لخدماتها.. وفي نفس الوقت تقع بين المطرقة والسندان، فهي لا تستطيع التنازل عما ترى أنه من حقوقها وتصر على استعادة عقودها وفي نفس الوقت هي حذرة من الدخول في خصام ونزاع مع الهلال أو ما يؤدي للإضرار به.. لأن هذا قد يولد رد فعل غاضب من الجماهير الهلالية فتدفع الثمن من خلال خدماتها.
وحتى لا يقول قائل: إن التعليق السابق يتجاهل الإشكاليات القانونية جراء العقد مع موبايلي.. فأنا أؤكد أن إدارة الهلال طرف في الإشكالية وقد تكون أخطأت في التوقيت.. وهي لها حججها ودفاعها.. وهذه إشكالات ستفصل فيها الجهات المسؤولة.. نحن لا نناقش هذه النقطة؛ لأن كلامنا لا يقدم ولا يؤخر.. نتناول هنا القضية من جانبها الإيجابي كون الهلال كعادته فتح آفاق استثمار جديدة ورفع مستوى القيمة والسقف الاستثماري للأندية السعودية..
الزعيم كعادته يؤدي دوره القيادي ويقف في فوهة المدفع ويتلقى الضربات نيابة عن الأندية الأخرى في سبيل تحسين مستقبلها الاستثماري والمالي.. وهو استمرار لمسيرته القيادية في الموسم المنصرم الذي شهد توقيع العقود الاستثمارية للأندية وتدشين جوالات الأندية بدءاً ب(جوال الزعيم).. وأصبحت الأندية تنتظر وتترقب لتعديل ميزانها الاستثماري بما يتناسب مع مكانتها وعدد مشجعيها.. حتى صرح مسؤول في أحدها أن ناديه جاهز لاستقبال العقود الاستثمارية التي تتناسب مع حجم شعبية ناديه!.. وهكذا يأخذ الزعيم بأيدي الأندية إلى آفاق استثمارية أرحب.. لتتحول عقود الأندية من ملاليم إلى (ملايين مملينه)!..
(الأمية الرياضية) والخوض في العقود والاستثمار!!
كما قلنا العقد الذي أبرمه الهلال مع شركة موبايلي عقد ضخم يفتح آفاقاً جديدة للاستثمار الرياضي.. هذا العقد تحيطه اعتراضات من بعض الشركات.. وفي العرف القانوني البسيط.. إن عدم الالتزام بالعقد أو أي تجاوز عليه يعالج بتطبيق الشرط الجزائي والذي يحرص كل طرف على إدراجه ضمن بنود العقد لحماية حقوقه.. هكذا تعالج العقود والمسائل القانونية بعيداً عن الهذيان والضجيج الإعلامي.
عرابجة الكتابة الرياضية تحولوا إلى خبراء قانون وتسويق واستثمار.. يصدرون الفتاوى القانونية ويتباكون على حال الاستثمار الرياضي ويذرفون دموع التماسيح.. يملأون بها زواياهم اليومية التي شقت وابتليت بهم.. يناقشون عقوداً لم يشاهدوها ويتحيزون ضد ناد رياضي تآكلت قلوبهم حسداً منه.. بكل غباء يتناولون هذا الشأن القانوني على طريقة (عليهم عليهم).
يتعاملون معها كما لو كانت إشكالية رياضية يمكن توجيهها والتحكم بمسارها من خلال التهيج الإعلامي.. وهي عقود تعالج قانونياً وقضائياً لدى الجهات المسؤولة وليس على طريقة الرعاع والجهلة.. هذه الشركات الغنية لم تكن بحاجة لمن يدق الطبول خلفها ويمنحها وبكل بلاهة مساحات كبيرة كإعلانات غير مدفوعة الثمن يوجهها دافع الحسد والغيرة.
هذه الغوغاء الإعلامية الذي يتزعمها إعلام بلوي الاتحاد يفسره البعض أنه مجرد غيرة وحسد بسبب العقد الخيالي الذي حظي به الهلال مقارنة بعقود ناديهم الزهيدة والمتناسبة مع شعبيته المحدودة.. ما يجعلهم في حرج مع مشجعي ناديهم في تفسير صراع الشركات على الهلال وتهميش ناديهم.
ويقدم تفسير آخر لهذا (الحراج الصحفي) وهي الخشية أن تتقلص الفرص الاستثمارية المتاحة لناديهم خصوصاً أنهم اعترفوا أن فوز موبايلي بعقد الهلال جعلها تكتفي وتتراجع عن توقيع وتجديد عقود ثمان من أندية الممتاز!.. فيخشون أن تزهد الشركات الأخرى بناديهم.. وأن يكون الهلال أكل الأخضر واليابس ولم يترك لبقية الأندية إلا الفتات.
وهذا تخوف في غير مكانه.. لأن الشركات التي لن تفوز بعقد مع الهلال ستضطر للتوقيع مع أندية أخرى.. صحيح ستوقع مع هذه الأندية بدء من الصاعد الوطني إلى الاتحاد بمبالغ أقل بكثير عن عقد الهلال ولكن ستكون بالنسبة لهذه الأندية أفضل من العقود الحالية.
الدوليون يدعمون الهلال
ينتظر أن ينخرط لاعبو المنتخب في معسكر يستمر لعشرة أيام تأهباً لأداء مباراة ودية مع منتخب غانا.. نشير إلى أهمية بقاء دوليي الهلال الأربعة مع ناديهم وهو يتأهب للمواجهة الآسيوية المهمة مع فريق الوحدة الإماراتي.. والمتوقع من سمو الأمير سلطان بن فهد وسمو نائبه أن يوجها ببقائهم مع فريقهم دعماً له في مشاركته الآسيوية.. خصوصاً أن اثنين منهم (الشلهوب والغامدي) هما عملياً منقطعان عن المشاركة منذ مدة بعيدة بسبب الإصابة.
وسبق أن أ وضح سمو الأمير نواف إلى أحقية الأندية بمشاركة لاعبيها خارجياً ما لم تتعارض مع مباراة رسمية للمنتخب.. وهذه المرة لا يوجد أي مشاركة رسمية قريبة للمنتخب.. وسبق أن أعفي لاعبي الاتحاد الدوليين من المشاركة مع المنتخب في بطولة غرب آسيا.. وسمح لهم بالانضمام لمعسكر فريقهم قبل بطولة أندية العالم بأسبوعين..
والهلال من الضروري إزالة العقبات من أمامه ودعمه خصوصاً أنه خرج من بطولة آسيا الماضية بسبب منع الدوليين التسعة من مشاركته في بعض المباريات ما كبده خسارة خمسة نقاط كانت كفيلة بتأهيل العين ممثل الإمارات.. ونتمنى أن لا تمنح الفرصة مجدداً لفريق إماراتي آخر ليتأهل على حساب الهلال السعودي.
عدنا للبذخ والبطر والوعود البراقة!!..
يقول الخبر الصحفي: إن الرئيس وعد بمكافأة كل لاعب بنصف مليون إذا حقق الفريق البطولة الآسيوية.. وفي خبر ثان: إن الإدارة رصدت 15 مليون مكافأة للفريق.. هذه المبالغات المادية والوعود الضخمة هي أحد أسباب إخفاق الفريق في الموسم المنصرم.. وهي تكرس الاعتقاد الخاطئ (أحشي جيوب اللاعب بالأموال يأتي لك بأي بطولة).
اللاعب محترف بعقد يستلم رواتب شهرية ومقدم عقد جيد مقابل أن يسخر كامل إمكاناته الفنية والبدنية لمصلحة الفريق.. ورأينا كيف سار الفريق بالخليجية دون وعود براقة ومكافآت.. وعند التأهل تم تقديم مكافأة مجزية للفريق.
والسؤال الذي يطرح نفسه (مكافأة النصف مليون) هل هي تبرع شخصي أم من استثمارات النادي؟!.. لأن الجماهير تخشى أن تعود نغمة إفلاس الخزينة و(التشره) على أعضاء الشرف والتلويح بالاستقالة.
هذه الوعود الثقيلة تلزم أصحابها؟ فهل تم الإيفاء بالوعود السابقة؟ هل تم إكمال مكافأة فريق الكرة الطائرة؟.. أو فريق درجة الشباب ومكافأة الربع مليون؟ وقبلها أليس الأولى دفع رواتب ومستحقات الموظفين والعاملين بالنادي والتي تقول الأنباء الصحفية أنهم لم يستلموا رواتبهم لعدة أشهر مضت.
أيضاً من ناحية أخرى رصد مكافأة خاصة لمن يسجل هدفاً، هذه لها أضرارها السلبية والتأثير على جماعية الفريق وافتقاد روح الإيثار والميل للعب الفردي.. لو تقدم مثل هذه المكافأة للاعب مقابل تطور مستواه أو الانضباط في التمارين لكان معقولاً ومحبذاً.. لكن مقابل هدف!.. هل سنلوم الحارس لو غادر مرماه وتقدم لتسجيل هدف؟.
وكثير ممن سيقرأ هذه الفقرة سيقول أنت وش دخلك وهل ستدفع ريال من جيبك؟ أقول هذا لمصلحة النادي واللاعبين أيضاً.. فالتوازن والاعتدال بالصرف سيحافظ على حقوق اللاعبين وانسيابية رواتبهم ومكافآتهم.. واللاعبون يفضلون مكافأة مجزية مضمونة الوصول خير من مكافأة خيالية قد لا تأتي!.
ضربات حرة
- طبيعي اختلاف ردود الفعل الجماهيرية والإعلامية على قرار الاعتزال بين لاعب ولاعب.. إمكانات وتاريخ اللاعب وإنجازاته ومكانة ناديه وشهرته وشعبيته تحدد أهمية القرار.. لا يمكن مقارنة اعتزال لاعب في نادي سوبر مع الاعتزال في نادي أقل مكانة كروية وجماهيرية.
- أمام الكويت لاعب المحور نال كرتاً أصفر وواصل ارتكاب الأخطاء بكل سذاجة معرضاً نفسه للطرد.. وكان على المدرب سحبه من الملعب لكنه لم يفعل فأخرجه الحكم!.
- من خلال زاوية (من القلب) استعرض الكاتب الفاضل صالح رضا بعض الأحداث والسلوكيات الخارجة عن الروح الرياضية.. وتساءل متى تعالجها لائحة الاحتراف؟
- الأستاذ صالح شخص طيب ومعتدل ودافعه المصلحة العامة وليس استهداف أحد.. لهذا لم يشر إلى أن تلك الممارسات غير الرياضية مصدرها شخص واحد.
- لأنهم يرون أن القناة الرياضية حكراً عليهم.. شنوا هجوماً على القناة ومديرها؛ لأنها خالفت العرف وخرجت عن خطها المعتاد وقدمت تقريراً عن اعتزال سامي الجابر اللاعب الدولي الذي خدم الكرة السعودية على مدار عشرين عاماً.
- من باب فرض الوصاية انتقدوا القناة الرياضية؛ لأنها كتبت (السعودي) بجانب المنتخب الأولمبي!.. هو فعلاً منتخب سعودي أم يعتقدون أنه أتى من أدغال كينيا أو بلاد واق واق!
- قناة ال art بعد نجاح الهلال ممثلاً المملكة في الفوز على الكويت والتأهل لدور نصف النهائي لم تقدم أي تقارير، أو لقاءات ميدانية، أو حتى تحليل للمباراة فور نهايتها!!.. ولو خسر الهلال لفرجت الدنيا عليه!.
- تابعت مباراة الاتحاد والوطني في الدقائق الأخيرة وكانت أول كرة شاهدتها هجمة خطرة للوطني والمهاجم يكاد ينفرد ويتعرض لدفع واضح.. والحكم خالد الزهراني يغمض عينه ولا يحتسب خطأ للوطني لا داخل المنطقة ولا خارجها!.
- كانت إدارة الوطني ذكية عندما ارتدى فريقها اللون الأزرق.. مما أربك الفريق المقابل وجعله يفقد التركيز..
- يقول: إن الجماهير الهلالية تطارد ناديه وشجعت ضده في مباراة الوطني ومباراة نجران!.. وهذا اعتراف واضح بالانتشار الجماهيري الأزرق في كل أرجاء الوطن.. مقابل محدودية شعبية فريقه.
- بدر بلال محلل ال art هاج وماج بسبب منح ياسر جائزة المباراة.. وكشف أنه يحمل ضغينة ضد ياسر عندما قال: (التايب والمفرج وتفاريس) هم من يعمل الفارق بالهلال.. بدر لم ينسَ تصريح ياسر عن الدوري القطري رداً على تهكم السليطي بالدوري السعودي.
- توقف عن إعطاء رأيه بركلة جزاء للهلال ضد الكويت بحجة تحرك ظل اللاعب!.. كنا ننتظر محلل تحكيمي وليس (ابن الهيثم) يتحدث عن فيزياء الضوء!.
- دافع الغيرة والحسد خلف صدور البيان بعد مشاهدة الهلال يصبح كالعادة حديث الناس ويتحول إلى قضية اقتصادية والشركات تتصارع عليه.. فصدر البيان على طريقة نحن هنا.
الوضع العادي
