أيها الهلاليون ..

الشعر .. هو الغرق في خمرة الإبداع ، مهما اختلفت ألوانه وتعددت أشكاله ، ولأنني أحد شعراء هذا الوطن الكريم ، وأخال أن أبجديات الروعة تتنفسني ، وتجريني في شرايينها فإنني همت بعشق الهلال ، وسكرت بشموله الزرقاء ، وآمنت حينها أن الكرة في أقدام الهلالين شكلٌ من أشكال الثقافة التي لا يسعنا إلا التصفيق لمفرداتها والاستماع إلى تلك الملاحم التي ابتدأها الثنيان ورددها سامي ، وهاهو التمياط يثبتها في ذهن المستحيلات ، وينقشها في جبين التاريخ .. فلكم وللهلال تحيتي وغرامي .. ثم أهديكم قصيدتي الأولى التي آمل أن تكون بمستوى الهلال


(المحارم البيضاء)


في غمرتي الهتون ْ

ثملت بالسكون ْ

حسوته .. بلذّةٍ

بلذّةٍ

بلذّةٍ

نسيت من أكون ْ.

رجعت للإنسان في دواخلي

لا جنس ..

أو حدود

أو أسماء

لا فكر وانتماء

فقط .. مجرد الإنسان !

شعرت أنني

أحب كل شيء

أحب كل شيء

أحب كل شيء

بمنتهى الشجون .

لا أعرف الأموال

والأحقاد

والظنون .

ولا أرى سوى

براءة الهوى

ودوحة الزيتون.

..

أواه

ما أروع المحارم البيضاء !

ما أجمل التحليق في العراء !

في كوكبٍ

لا يعرف الألغام

والثورات

والمجازر .

في كوكبٍ

لا يعرف الطاغوت

والإرهاب

والسجون .

...

مشكلتي

يا عالمي المفتون

في خمرة الدماء

بأنني أردت أن أكون

مجرد الإنسان

فقط ..فقط ..

مجرد الإنسان !

في زمنٍ أبناؤه .. قُطّاع زيزفون ْ .

....

ولكم تحيتي/ أ.دالإكليلي .. كاتب بصحيفة سعودية ، وأحد شعراء الوطن الكريم