28/08/2007, 06:11 AM
|
| زعيــم مميــز | | تاريخ التسجيل: 05/04/2007
مشاركات: 2,027
| |
|
دعهم يقتاتون يا سامي ...!بقلم المبدع (عادل التويجري)
دعهم يقتاتون يا سامي ...!
- عادل التويجري - 15/08/1428هـ
سامي الجابر .. اسم لا يحتاج إلى كثير من التعريف. فما أن يخطر عليك اسم هذا الذئب، إلا وتجتاحك نوبة ذهبية عنوانها البطولات، وحاشيتها ألقاب وألقاب، لو كانت عند غيره، لباتت حكايات يـٌتغنى بها في كل شاردة وواردة. وسامي الآن، يعيش فترة النهاية، لكن النهاية لا تعني إطلاقاً طمس التاريخ، وتاريخ ابن الزعيم البار مؤصل، لا تطمسه خربشات مخربش هنا، وترهات متخبط هناك.
تباينت الآراء حول سامي، وذلك يعود لعلاقة طارح الرأي بسامي وتاريخه. فسامي، شأنه شأن الكبار، له عشاق، وهو عند المحايدين في أول سلم الكبار، أما عند المقتاتين على نجومية النجوم، والعابثين بتاريخ الأبطال، فهو اسم بات لزاماً تصفية الحساب معه، حتى لو ألبس الرأي زي الحرص على سامي، والاستماتة في الحفاظ على تاريخه. المشكلة أن هؤلاء هم المشككون الأوائل في ابن الجابر. يظنون الزعيم مربوطا بسامي، وما دروا أن الهلال كيان يصنع النجوم. مصنع صدر كابتن العرب، وفيلسوف آسيا، وموهوب القارة الصفراء، وهاهو الآن، يصنع الكاسر، ياسر.
سامي يا سادة، يا كرام، عاش سنيناً وهو يدمي شباك الخصوم. لا يوجد فريق سعودي إلا وذاق من لسعات هذا الماكر. القادسية ذاقت كثيراً الأمرين منه، والأهلي ذاق الويلات، سواء في نزالات دورية أو نهائية، والنصر تشهد شباكه مواويل جابرية، والاتحاد تعرف شباكه جيداً من هو سامي، والشباب لا ينسى هدفه الدامي في النهائي الأروع، والاتفاق لا يختلف عنهم، والبقية تأتي. وهذا هو ديدن الكبار، حضور عند الضرورة، وحسم في نزالات الكبار. شهدت له آسيا، وقبلها الخليج، بل العالم بأسره، عبر مشاركات أربع، لا أظن لاعبا سعوديا، على المدى القريب على الأقل، واصلا إياها.
ليس العيب في توجيه سامي، والوقوف معه في اتخاذ القرار، سواء في الابتعاد أو المواصلة، لكن العيب هو دس السم في العسل، وتمويه الحديث، وتأويله، والخروج به من منطقية التوجيه، إلى فلسفة الضدية، وتصفية الحسابات القديمة. ليس ذنب سامي احتلاله الرقم واحد بين نجوم السعودية، وليس ذنبه ارتداء شعار الأزرق. ليس ذنبه أنه لاعب حسم، يعرف متى يثبت اسمه في تاريخ البطولات.
لن يصمتوا يا سامي حتى لو اعتزلت الآن. لن يكفوا عنك، لأنك لم تكف عنهم، يوم كنت تحشرهم في جحورهم، فلا ترى منهم إلا زواحف تدب دبيبا. لن تنتهي حكايتهم معك بمجرد وقفك الركض، بل سيركضون وسيلاعبونك في ميادين أخرى. إن أبديت رأياً، سيفسروه ألف مليون تفسير، وإن عبرت عن صراحتك، فسيعودوا لتاريخك، لينبشوا فيه، ويلفقوا، وليكذبوا، وهذا ديدنهم، كذب في كذب. لن يدعوك يا سامي تهنأ، حتى لو قررت الابتعاد عن الرياضة جملة وتفصيلا. فماذا تفعل يا ابن الهلال؟
دعهم. دعهم يقولون ما يقولون. عرهم بصمتك. لا تدخل في مهاتراتهم، فتجد منافسك جاهلا، فقد يغلبك بجهله. إياك والاندفاع والخوض في معتركات سخافاتهم، فقد تسخف أفكارك إن لامست بنيات أفكارهم، فأفكارهم واهية كوهن عقولهم. باختصار، عاشوا واسترزقوا عبر الزج باسمك، والنيل منك، ولن يضيرك أن تدعهم يبنوا بيوتاً بمجرد الاستهلال باسمك. دعهم .. دعهم يقتاتون يا سامي.
|
الوضع العادي
