( جلوس غريب بنظرات غريبة )
جالساً على عتبة بيته القديم ... ونظراته تجول المكان .. يتفحص القادم والذاهب ... وينظر إلى الماشي والراكب .. كأنه يبحث عن شيء مجهول .!
أهو كنز سيجده في أعين الناس .. . ؟
أم هناك أمر آخر لا يعلمه إلا هو ورب الناس ؟ !
ثيابه هشة وبالية وقد بلغ من العمر عتيا فكأنه تجاوز التسعين انطلقت إليه ، صافحت يداه المجعدتان ثم جلست بجواره وبدأت حديثي :
خالد : كيف حالك ياعم . ؟
الرجل : بخير ونعمه والحمد لله .
خالد : ياعم أراك تتفحص القادم والذاهب والماشي والراكب وكل من يمر أمامك أتبحث في شيء مفقود ؟ !
الرجل : يابني أبحث عن ماذا في هذا العمر إني لا أبحث عن شيء مجهول، ولكني أفكر في حال الناس فذاك ثيابه جميله وهندامه نظيف فهل يقنع بما لبس ، وذاك سيارته فارهه وكأنها لم تعجبه وآخر فقير لا يجد قوته يومه ، فهل يرضى ويقنع بما قسم الله له؟
كل يريد المزيد بلا حمد وشكر لمن وهبهم نعمته وأكرم عليهم بنعمه .
بعد هذه الكلمات تذكرت قصه إبراهيم بن أدهم عندما أعطاه رجلا مالاً هديه فقال له لن أقبلها إلا إذا كنت غنيا فقال الرجل : أنا غني ، عندها قال أبو إسحاق كم تملك من المال فقال الرجل 400 ألف دينار ، فابتسم إبراهيم وقال أتتمناها 800 ألفا فقال الرجل نعم ، فقال أبو إسحاق إذاً أنت لست بغني . !
عمر ابن (1) الخطاب أمير المؤمنين رضي الله عنه كان ينام تحت شجرة والشمس تغلي فوق رأسه وكلنا قدوة في ثاني الخلفاء .
عمر بن عبد العزيز أتت له الدنيا تجر أذيالها فلم يعرها اهتمامه ولم يلتفت إليها وكان ينام على فراش من حصير .
محمد ابن عبد الله خاتم الرسل والأنبياء أفضل الخلق والأتقياء كان يربط على بطنه حجراً لكي يسد بها جوعه فصلى الله عليه وسلم .
لن يعيش الإنسان بدون قناعة ولن يرضى الغني بماله الابالقناعة ولن يرضى الراكب بمركوبه إلا بالقناعة .
فـ (القناعة كنز لا يفنى . )
كن قنوعا تبتسم لك الحياة كن شاكرا يرضى الرب عليك فحمدا وشكرا لك ربي يامن وهبتنا بفضلك وأسبغت علينا بوادر نعمك .
.................................................. ...
(1) تكتب ابن وتكتب بن كما قال سيبويه ونوعت بها في مقالي لكي لا يضن أنها من الأخطاء الشائعة .
فعلا 
الوضع العادي
