الضحك ضرورة صحية واجتماعية ..حياتنا بدون الضحك لا تحتمل .. وبغير الترفيه لا تطاق
.. لذلك أصبح الضحك فناً له أصول وقواعد وله فلسفة أيضا وقامت بشأنه أبحاث عديدة .. علماء الجمال
والأطباء والمفكرون والفلاسفة لهم أبحاث في الضحك والفكاهة .. من بينها آراء قد تبدو غريبة للوهلة الأولى
_ هل تتصور مثلا أن الضحك أحيانا هو إستجابة للألم لا للسرور !.. فهناك علاقة وثيقة بين الضحك والتعاطف
_ أي المشاركة الوجدانية _ والضحك حيلة بيولوجية لوقايتنا من آثار الشفقة البالغة والتعاطف الزائد إلى حد الألم ..
فالضحك ضربُ من المناعة النفسية التي تحمينا من التأثر المؤلم بما يعرض للغير من نكبات بيطة تسبب لنا الضيق إن لم نضحك
.. فالضحك إذاً إستجابة للألم لا للسرور .. الأمر يحتاج إلى مثال لمزيد من التوضيح .. هب أن رجلا وقورا تبعث مشيته على
الإحترام شكله ومشيته فيهما مهابة .. ملابسه نظيفة أنيقة وفجأة تراه قد انزلق على الأرض بفعل قشرة موز على الأرض والأرض
مبللة موحلة .. ويسقط مستلقيا على ظهره .. إن المشاهدين لهذا المنظر سيغلب عليهم الضحك , ومع ذلك سيهب كلٌ منهم إلى نجدته ومساعدته
والخجل غالب عليهم وكأنهم يعتذرون له عما حدث .. من هذا القبيل قول الشاعر البائس في لون من الشعر الضاحك يصف حاله فيقول :

أمسيتُ أفقر من يروح ويتغدى
ما في يدي من فاقتي إلا يدي
لي منزل لم يحو غيري قاعدا
فإذا رقدت رقدتُ غير ممهدي
لم يبق فيه سوى كوم حصيرة
ومخدة كالطوب غير مقددي
والفأر يرقد كالخيول تسابقت
من كل جرداء الأديم وأجرد
حشرات بيتي لو تلقت عسكرا
ولَّى على الأعقاب غير مردَّدي
هذا ولي ثوب تراه مرقعا
من كل لون مثل ريش الهـدهـــد
بــــــإخـــ منقوووول ـــلاص