06/01/2002, 01:55 AM
|
| زعيــم متواصــل | | تاريخ التسجيل: 30/12/2001 المكان: هضبة نجد
مشاركات: 197
| |
|
يا ايتها النفس....
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين وعلى اله وصحبة ومن سار على نهجة الى يوم الدين.
اخوتي في الله أتمنى من كل من يفتح هذا الموضوع ا ن يتريث في قراءته وألا يستعجل و أتمنى بعد قراءته من كل واحد منكم أن ينفرد بنفسه قليلا ويبتعد عن أجواء هذه الدنيا الملبدة بالشهوات والملذات وان يعطي نفسه وقت مستقطع لمحاسبتها لأنكم ستحاسبون عنها ويوم يأتي ذلك اليوم وهو ليس ببعيد تقول النفس يا ليتني أرد إلى الدنيا لأعمل الصالحات....
إنها النفس نعم إنها هي التي يجب أن نضع لها الموازين والحدود لكي تسير عليها.... كم واحد منا وضع موازين لنفسه وكم من واحد استطاع أن يكبح جموح هذه النفس كم من إنسان شاهد الحق واتبعه وكم من إنسان شاهد الباطل واجتنبه.
وهل اتباع النفس للحق وقيامها به كاملاً أم فيه نواقص ؟ و الباطل الذي نراه ونجتنبه هل اجتنابنا له كاملا أم فيه نواقص؟؟
إنها أسئلة كثيرة يجب أن نوجهها لأنفسنا كل يوم وكل حين خاصة قبل النوم قبل أن يتوفنا الله الوفاة الصغرى التي لا ندري هل ستستمر صغرى أم تكون وفاة نهائية لا رجعة فيها...
لماذا لا نقوم بتلك المواجهة مع النفس الآن وبدون تردد أو خوف ؟؟
لماذا لا نحاسب نفسنا اليوم قبل أن تحاسب غداً..لماذا لا نلومها إذا أذنبت لماذا لا نعاتبها إذا مالت عن الحق حتى ولو نتج عن ذلك ضيق في الصدر ألم ... فهذا لا يعتبر ضرر كبير إذا ما قارناه بالضرر الأكبر يوم الفزع الكبر...
لماذا نستهين بذنوب نعتبرها صغيرة لماذا نشاهد صغرها ولا نخاف من عواقبها. أليس افضل من هذا كله أن نشاهد عظمة من عصينا ... آلا يردنا ذلك عن هذا الذنب الصغير .. آلا نخجل من أنفسنا أمام خالقنا أمام الجبار القوي المتكبر أمام الله الخالق البارئ ألا نخجل ونحن نذنب ونستصغر الذنب .. . وإذا الخجل والحياء اختفى من أنفسنا .... هل يختفي الخوف أيضا هل تتخيل يوم الحساب ونحن واقفين بين يدي الله هل تتخيل هذا المنظر هل تتخيل منظر الصراط وأنت واقفاً علية لا تعرف ما مصيرك.
وقبل ذلك هل تتخيل وضعك وأنت في حفرة طولها من طولك وعرضها من عرضك وآنت فيها وحدك لسانك مثقل بذنوبك التي كنت تضن إنها صغيرة .
هل تتمنى في تلك اللحظات العصيبة أن تمحى هذه الذنوب الصغيرة أو بالأحرى الذنوب المستصغرة...؟؟؟
لماذا ؟؟!!! لماذا تنتظر إلى أن تأتى تلك الأوقات فتبدأ بلوم نفسك لماذا لا تأتي وأنت راضي عن نفسك متلهف لرؤية مقعدك من الجنة.
لماذا لا نحاسب نفسنا من الآن ونضع الأحداث التي مررنا بها اليوم وكل يوم أمام أعيننا ونرى هل كان هناك معصية قمنا بارتكابها ؟؟؟ هل ظلمنا أحدا هذا اليوم هل أسأنا لأحد بغيبة أو نميمة أو قذف هل تهاونا في أداء الصلاة هل مر علينا وقت طويل لم نمسك فيه القران هل ألهتنا الدنيا بما فيها عن طاعة الله هل ألهتنا المناسبات والمباريات لدرجة إننا أصبحنا نؤدي واجباتنا الدينية بشكل ناقص او متسرع .
لماذا نذنب ونتهاون في الذنب ولا نتوب فيكون الله علينا شديد العقاب.
لماذا بدلا من ذلك لا نقوم بمراجعة أنفسنا بشكل واقعي وصادق ونتوب من ذنوبنا فيكون الله غفور رحيم إن شاء الله.
اخوتي في الله ألا تلاحظون إن في الفترة الماضية كثرت حوادث الموت المفاجئ والموت المفاجئ الذي تعوذ منة الرسول صلى الله علية وسلم .
وهذا الموت لا يعرف صغير أو كبير متعاف أم مريض ويمكن أن يحدث لأي شخص حتى وهو بين أهلة أو على فراشة.. واكثر الأشخاص الذين توفوا هكذا كانوا في أتم الصحة والعافية وفي مقتبل عمرهم.
اخوتي إن نصيحتي هذه لمن يذنبون أما مرتكب الكبائر فيحتاج إلى صفحات وصفحات لا تنتهي وعظات وعبر ومواقف قد لا يتسع لها هذا المنتدى بل تحتاج إلى مواجهة قوية ....
لذلك يجب علينا أن نكون على استعداد تام ..لتكون نفسنا في البداية نفس لوامة ثم نفس مطمئنة أن شاء الله لا نفس أمارة بالسوء.
قال تعالى (يا ايها الذين امنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ماقدمت لغد)
اخوتي أتمنى أن أكون قد وصلت إلى الجزء المخفي والكامن في نفوسكم
أتمنى لو تسعفني قريحتي لكي أطيل الموضوع اكثر من ذلك ولاكن البركة فيكم.
و أخيرا أترككم مع أنفسكم وادعوا الله أن يلهمكم الصواب وان يجعل أيامكم كلها طاعات .
أختكم زرقاء الرياض |
الوضع العادي
