بـسـم الله الرحـمـن الرحـيــم
تعود الإنسان منذ نشأته على التعامل مع الطبيعة و البزروغ فيها , تجده يناقش الأزهار , يحاكي حركة الأشجار , يرش الماء على الزهور , يبلل تلك البذرة لها تأتي بفاكهة كريمة , يرتمي بجمسه على النبات و يعضها , ربما قبلها , و ربما عاتبها , و ربما روح عن نفسه بها , و بعد فراغه من نشاطاته مع النبات , يبدأ النشاط مع الحيوانات , يربي تلك السلحفاة , و يطارد تلك القطة المسكينة , ربما لاعبها و ربما تبنى رياضة جديدة معها و حرك أعضاء جسمها الخاملة لمطاردتها
علاقة الإنسان مع الطبيعة تمنو بسرعة و بشكل إيجابي جدا في مرحلة الطفولة و يبدأ المؤشر بالتصاعد إلى درجة كبيرة جدا , ربما أفراد العديد من الأسر تتجادل جدالا حادا عن وجود حيوانات أليفة في المنزل و ما ذلك إلى تفاعل حاد بين مستوى و طبقات الثقافة في المجتمع , فهناك من يرى إيجابية وجود تلك الحيوانات و منهم من يتمنى مسخها من الوجود , و لكن الغالب هو أن يتحول جميع ماله علافة بالطبيعة إلى ( علاقة تجارية ) فقط , و لكن من هو المتسبب في هذا التحول؟ لماذا لا نقف بعكس التيار للمجتمع؟ ما نوعية هذا التيار؟ العنوان يرمز إلى ذلك التحول بـ ( التحول الجيني ) .
يبدأ التحول الجيني منذ الطفولة , جميعنا يعلم أن الأطفال تتعلم منا دروس كثيرة و أيضا يتعلمون الشعور منذ ولادتهم , أول شعور يتعلمه الانسان هو الحب نتيجة لاحتضان الولد لرضيعها عند الودلاة و تقيبل و ربما إطعامه أيضا , هذا السلوك يعطي انطباعا إيجابيا للرضيع و يعلم كل معاني الحب و الحب الطاهر لذا لن تجد رضيع يحقد أو يحسد لأنه لم يتعلم ذلك بعد , و أيضا سيحوي جميع صفات الانسان بما فيها كونه مسلما لله كما قال الرسول عليه الصلاة و السلام ( كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ) , فبراءة الأطفال مع الطبيعة تتكون جميلة جدا و منها ما يلي
1- تفاعل الأطفال مع الحيوانات و محادثتهم لها
2- عدم خوف الأطفال ( طبيعيا ) من كثير من المخلوقات
3- سؤالهم المتكرر عن أعمار بعض الحيوانات
4- إصرارهم أحيانا على إبقاء بعض تلك الحيوانات في المنزل
5- اهتمامهم بوجود حياة ( حضرية ) نباتيه في العديد من الأماكن و منها إسقاء بعض النباتات رغبة لإخراج الفواكة
بعد أن يبلغ الإنسان سن الرشد, تبدأ مرحلة التحول الجيني, فتكون علاقته الجيدة مع الطبيعة علاقة ( غريبة ) في نظر الاخرين و مع ذلك قد يقوم بنشاطات ايجابية اخرى تبني علاقة المحبة مع الطبيعة فتجده يتألم لموت أحد المخلوقات في الطريق , يرمي بثقله على مخفف السرعة عندما يجد حيوان يقطع الطريق , يعتني بصحة ذلك الحصان و يحزن على مرضه , يقبل رقبة إبله , و يداعب خرافه و بما ذهب للخلاء باصطحاب أحد الحيوانات ليلاعبه و ربما استخدمه لاستخدمات مضادة لا يتسع المجال لذكرها
بعد تلك المعاملة البريئة تبزغ شمس العقول التجارية , تجد بعضهم يردد لماذا لا نستفيد من تلك الشجرة في الحطب؟ لماذا نجي من المال تلك ( البهائم )؟ لماذا يريد ذلك المجنون للاعتناء بحيواناته؟ أو حتى أنهم يعتقدون أن حل ( توسيخ ) الحيوانات في المنازل هو قتلهم و إبادتهم من الوجود , و يغفل أولئك عن أهمية التوازن البيئي في الطبيعة , و لم يخلق الله عز و جل مخلوق إلا و له فائدة و ميزة قد تغيب عنا و لكنها لن تغيب عن أهمية بقاءنا على الوجود , و لو فكرنا بقتل مخلوقات من جنس واحد , فأن نتائج ذلك ستظهر على المدى البعيد كما حصل في الولايات المتحدة الأمريكية عندما قضوا على أحد أنواع الحيوانات في غابة واقعة في جنوب أمريكا.
نتائج تلك العلاقة ( العنيفة ) مع الطبيعة تلقي بظلالها على مشاكل طويلة المدى كالاحتباس الحراري مثلا و الذي تسبب في رفع مستوى الأنهار في العالم 5% عن مستواه السابق بسبب ذوبان الجليد , الاحتباس الحراري بدوره سيقضي على كثير من المخلوقات خصوصا التي تعيش في مناطق باردة , و في النهاية سيقضي علينا أيضا لعدم وجود انسان يتحمل درجات الحرارة فوق الـ64 درجة مئوية , الاحتباس الحراري و كما تعلمون نتج عن قطع أشجار الكثير من الغابات في العالم و نتج أيضا عن نشر الغازات الخضراء السامة كثاني أكسيد الكربون و أول أكسيد الكربون و الاوزون و غيرها
ربما يكون من الصعب جدا التقليل من معدل التلوث و بالذات في مناطقنا العربية فلننظر لـ ( السيارات ) مثلا و كثرة استخدامها بل انظر للمصانع و أبخرتها و إلى النفايات و الطريقة السيئة جدا في تصريفها , فنحن نشعب لا نؤمن بفصل النفايات و من المعروف أن المخلفات الغذائية هي الأكثر خطورة بسبب تللحها و تحولها إلى عفن قد يؤدي للوفاة بمجرد استنشاق هوائها , و إن لم نستطيع إيجاد حلول للمشاكل البيئة فعلى الأقل علينا أن لا نهدم ما يبنيه غيرنا من حكومات و دول في إبقاء هذه البيئة صالحة للعيش لسنوات طويلة
تحيتي
Canada's gallant