17/08/2007, 03:28 AM
|
| زعيــم نشيــط | | تاريخ التسجيل: 02/07/2003 المكان: مكة
مشاركات: 746
| |
هل انا هلالي ؟ بقلم (مصطفى الاغا) هل آنا هلالي ؟
مصطفى الأغا ::
تعجبني كثيراً طروحات الإخوة القراء على مقالاتي وأيضاً على مقالات الزملاء، فمن هذه التعليقات أستفيد كثيراً في بعض الأحيان ومنها أتعرف على الجو العام في أي دولة أكتب فيها، ومن يومين كتب أخ سمّى نفسه (فاهم الوضع) تعقيباً على رسالة وجهها لي أيضا قارئ اسمه فهد الحنايا، وكان عنوانها لا استلطفك .. أي أنه لا يستلطفني وتفاجأت التعليق لفاهم الوضع .. فهو كتب يقول: «الاغا يشجع الهلال ومع الخيل ياشقرا.. وتعليقات الإخوة وتشجيعهم له فقط لعلمهم أنه هلالي .. ولو كان نصراوياً أو اتحادياً لتغير الوضع».
في هذا التعليق البسيط بيت القصيد، فكل من يكتب في أية مطبوعة سعودية يجب أن يؤطر ضمن هوية ناد معين .. فعندما مدحت واقعية صالح الحمادي وخلف ملفي وحافظ المدلج سمعت انتقادات لاذعة لي ولهم على اعتبار أنهم هلاليون، فيما عبدالله الشيخي وأحمد الشمراني أهلاويون وطبعاً زميلنا عدنان جستينة اتحادي وهكذا دواليك، طيب قد يكون هؤلاء فعلاً كما تقولون ولكن ماالذي يمنع أن يكون الإنسان منتمياً إلى نادٍ معين ومع هذا تبقى أحكامه موضوعية ومنطقية ؟؟ أم أننا نرفض أي رأي من أي صحفي لمجرد أنه أعلن انتماءه علانية؟؟
طبعاً إعلان الانتماء يقلل من مصداقية التعاطي مع الأحداث ولكنه لاينفيها ويقيني أن بعض الزملاء هم من وضعوا أنفسهم ضمن هذه (الأطر الانتمائية) لأن كل كتاباتهم تنطلق أولاً وأخيراً من منظور أنديتهم ضيقة كانت أم واسعة، تبقى هي عاطفية، لهذا يرفضها القراء..
فإن انتقد كاتب هلالي لاعباً اتحادياً تم تفسير الأمر على أنه هجوم لغاياتٍ أخرى أو نفس الكلام ينطبق على كاتب ذي ميول اتحادية عندما ينتقد قائد المنتخب السعودي مثلاً، والكلام ليس حكراً على السعودية طبعاً.. ويبقى السؤال: ماهو الحل ؟؟
هل نحجر على انتماءات الإعلاميين ونمنعهم من التصريح عنها ؟؟ أم هل على رؤساء تحرير الصحف أن يمنعوا الكتابات الملونة التي تنضح تعصباً ؟؟ وهل رؤساء التحرير أصلاً أبرياء من تهمة الانتماء لهذا النادي أو ذاك؟؟ لا بل حتى الصحف باتت (مؤطرة) من أسمائها..
أعتقدُ أن الانتماء لأي نادٍ أمر مشروع لأي شخص لأن حرية التعبير مصانة في كل دساتير الدنيا ولكن أيضاً الحقيقة المجردة والبعيدة عن الميول والتعصب هي ما تميز شيء اسمه الصحافة أطلق عليها البعض لقب السلطة الرابعة وأي سلطةٍ يجب أن تكون عادلة ونزيهة ومتوازنة الأحكام وترى الجميع بعين واحدة..
وأيضاً على الجمهور تقع مسؤولية التمييز بين ماهو حقيقي وماهو صيد في المياه العكرة وعليهم ألا يؤطروا الآخرين من خلال مقولة بسيطة أسوقها لهم، فاقد الشيء لا يعطيه.. فإن فقد القارئ الموضوعية في أحكامه فكيف يُطلق الأحكام على الآخرين.. وإذا كانت هذه الأحكام مستندة لعاطفة الانتماء للنادي فكيف نحاكم الآخرين بنفس ما نعانيه ونطالب بالابتعاد عنه ..
للأخ (فاهم كل شيء) أقول لو كنت هلالياً أو اتحادياً أو نصراوياً أو شبابياً أو أهلاوياً فلن أخاف لا منه ولا من غيره في التعبير عن مشاعري وما أفعله في عدم التعبير عن انتماءاتي (هذا إذا كانت موجودة) فهو من أجل مهنتي التي تجبرني على الوقوف مسافة واحدة من الجميع حتى أكون مقبولاً من الجميع.. وحتى يحترمني الجميع ولايحكمون علي وعلى مقالاتي لمجرد ذكر اسمي. |