
15/08/2007, 04:22 PM
|
زعيــم فعــال | | تاريخ التسجيل: 25/07/2007
مشاركات: 215
| |
شاعر الرصيف يندب حظه العاثر- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نقلت معانة من جريدة الرياض نقلت لكم جريدة الرياض صور مؤثره لكم-
مسكنه الأرصفة.. وقصائده تخفف من معاناته
شاعر الرصيف يندب حظه العاثر تحقيق: مناحي الشيباني تصوير: بندر بخش
قلت لا تشتكي همك على كل من جاك
ترى الشكوى لغير الله مذلة خذ الصديق الي إذا طحت واساك
ويهل دمعة يوم دمعك تهله
ياقف بجنبك دائماً ما يتعداك
وإن ضاق بك ظلك يظلك بظله
وأبعد عن الي إذا تدهورت خلاك
خلاك مطروحاً ورجله تشله
تلقى كلامه رايقن في مناجاك
وإن شافك في شدة تلاشى محله
وأحذر منه لا جاك في الضيق ينخاك
ترى العذر يا صاحبي مهنة له
هاذي الصداقة يا خوي لا عدمناك
هي مرة زينة ومرات عله
تسقيك من كأساتها جف وأجفاف
تسقيق دله سمها بعد دله
عندما تمر بأحد الممرات الضيقة في أحد الأحياء تسمع صوته الحزين يردد تلك القصائد وغيرها بين فترة وأخرى وعندما يقوم بترديد تلك القصائد يمر من حوله العابرون البعض منهم يتوقف ليستمع لشاعر الرصيف ويمشي ضاحكاً دون أن يعيره أي اهتمام والبعض الآخر من الوافدين من مخالفي نظام العمل والإقامة والذين امتلأ بهم المكان حوله على الرصيف لا يفهمون تلك القصائد التي يرددها ويهجو فيها حظه العاثر لكنك عندما تسألهم عن ما يدور حولهم يقولون لك هذا (مجنون)!
تركته حتى انتهى من قصيدته الحزينة التي يهجو فيها بعض الأصدقاء الذين تخلوا عنه ويسلي نفسه وينصحها باختيار الصديق الوفي الذي يقف بجانبك وقت الشدة ولا يسعى في صداقته للمصلحة العامة أو التسلي معك وقضاء وقت الفراغ وعندما يرى مصيبة حلت بك سرعان ما يتركك وحيداً دون أن يقدم لك المساعدة وفي الوقت ذاته يصور ويتساءل عن الصديق الذي فقد في هذا الزمن على حد تعبيره وهو الصديق الذي يتألم مع معاناتك ويضحي من أجل إسعادك ولو كان على حساب صحته.
وعندما انتهى من قصيدته سألته عن حكاياته قال لي كنت أعمل جندياً في أحد القطاعات العسكرية ومع طيش الشباب بدأت أتأخر عن العمل وأتغيب بالأسابيع حتى صدر قرار فصلي من العمل وبعد ذلك تعرفت على عدد من الأصدقاء الذين خذلوني ولم يقفوا معي في محنتي. عملت في أسواق الخضار لكني فشلت. فقدت هويتي وشهادة الكفاءة أثناء نومي على أحد الأرصفة في الرياض. راجعت خلال تلك الفترة مستشفى الأمل والصحة النفسية وقالوا لي عندك انفصام في الشخصية حاولت أن أجد من يساعدني للشفاء ويقف معي من الأقارب والأصدقاء ولم أجد كل إنسان في الحياة مشغول بنفسه وكما تشاهدني أنام على الرصيف من سنة أما عملي فقد تركته من أكثر من عشر سنوات. سألته وكيف تقضي وقتك؟ قال أنام على الرصيف وأسلي نفسي بالقصائد ويساعدني بعض الناس ببعض الأكل من المطاعم القريبة، قال لي ودك أسمعك قصيدة غزلية؟ لم أمانع تلبية لرغبته وقال لي اسمع هذه غزلية.
عقلي تحير والفكر محتار
والقلب كنه على مله
والعين هلت دمعها مدرار
والروح ذي اليوم معتله
بسبب غرواً شب له في صدر نار
نار لظاها فور الدله
راعي ثنايا لولويات وصغار
ورموش عينه كأنها التله
ركب له في قلبي مفاتيح وأزرار
وجهاز رميوت بيده يشله
لا شغله يندار في القلب تيار
وأن بغى خلاه طافي في محله
@ سألته هل تنظم هذه القصائد؟
قال لي لا.. لكني أحفظها فقط وأحياناً أنظم بعض القصائد.
وعن أمنيته؟ قال لي أتمنى أن أجد عملاً وأتابع سير علاجي وأجد من يهتم بي وأعثر على وثائقي التي فقدتها.
تركته وكلي أمل أن يتخطى ظروفه وأن تدرس حالته ويجد من يأخذ بيده ويعمل على توظيفه وتشجيعه على حياة أفضل من حياة الرصيف. |