#1  
قديم 05/08/2007, 10:02 PM
موقوف
تاريخ التسجيل: 23/12/2006
المكان: العشب الاخضر
مشاركات: 329
" يوسف الثنيان ودموع طفل " قصة عالم ملطخ بالحب !!


كنت طفلاً صغيراً .. اكبر مناه لعبة جميلة يمتلكها .. او حلوى لذيذة يفرح بها ..

اغلب أوقاتي امضيها أمام التلفاز أتابع الأفلام الكرتونية والإعلانات التجارية ..
كان يستهويني كثيراً ذلك العرض العسكري والنشيد الحماسي ...

بلادي بلادي منار الهدى ..

فكانت والداتي وإخواني ينادونني حينما يبدئ ذلك العرض لاقف أمام التلفاز
مؤدياُ التحية العسكرية وهم حولي يبتسمون ويضحكون ..

حياة بسيطة .. طفولة عذبة .. أحلام بريئة ..

كنت أحب كرة القدم احملها معي كثيراً .. وأمارسها بحماس ..
لكني لم أكن أتابعها أو اهتم بمبارياتها ..

ومرت الأيام سريعة والتحقت بمدرستي الابتدائية
وهناك كنت أرى زملائي يرتدون أطقم أنديتهم المختلفة ويتفاخرون بحمل أرقام نجومهم المميزين
وكنت أتابع نقاشاتهم وأحاديثهم عن المباريات بلهفة وإنصات ..

وكان احد أصدقائي يحدثني عن الهلال كثيراً ويزودني بأخبار الثنيان دائماً
ومن دون شعور وجدت نفسي عاشقاً لنادي الهلال .. متيماً بيوسف الثنيان
وبكل براءة طلبت من صديقي أن يحضر لي صورة يوسف كي أشاهدها
فما كان منه إلا أن وعدني أن يحضرها إلي في الغد ..

عدت إلى البيت وأنا أتخيل الثنيان طويلاً عريضا المنكبين .. عملاقاً كبيراً ..
تخيلته بشنب ولحية مثل والدي ثم شبهته بأخي الأكبر له شنب فقط
وخطر لي انه قد يكون مثل مدرس الرياضيات ليس له لا شنب ولا لحية ..!!

وجلست طوال ذلك اليوم في شوق إلى الغد متلهفاً للذهاب إلى المدرسة على غير العادة
من اجل مشاهدة الصورة الأولى لابو يعقوب ..

ومع الصباح الباكر ذهبت إلى مدرستي ابحث عن صديقي الذي كان هو الآخر يبحث عني
وما أن التقينا حتى اخرج ورقة من جيبه وفتحها وهو يلتفت يمنة ويسرة
ثم ضمها بكلتا يديه إلى صدره ودفعها بعد ذلك الي بقوة قائلاً
هذه هي صورة يوسف الثنيان ..



أخذت الصورة وشاهدت أبو يعقوب خلاف كل التصورات التي خطرت ببالي
فكان متوسط الطول نحيلاً ..لا أنكر أنني أصبت بخيبة أمل للحظات
تحولت بعد ذلك إلى فرحة غامرة وسعادة لا توصف ..
بعدها نظرت إلى صديقي بستحياء قائلاً له :
ممكن اخذ معي صورة الثنيان ورجعها لك بكرة ..
فابتسم وقال خذه لك أنا عندي غيرها كثير .. إخواني دايم يجيبون لنا مجلات فيها صور الثنيان ..!!

في تلك اللحظة كطفل صغير تمنيت أن لي أخواناً كإخوانه يأتون بمجلات تحمل صور الثنيان وأخباره ..
وقررت أن أكون مثله املك صور كثيرة ليوسف الثنيان نجمي المحبوب ..

وتمر الأيام سريعة ويزداد عشقي لهذا النادي الأزرق ويكبر حبي لهذا النمر المميز ..
فما عدت أفوت له لقطة جميلة او لمسة رائعة ولا حديثاً مطولاً أو تصريحاً عابراً ..
فقد تابعت يوسف بكل جوارحي فرحت معه وحزنت لأجله ..
فقد كان نجم فوق العادة ولاعباً من الفئة النادرة ..

وحققت حلمي الصغير بعمل لوحة كبيرة جمعت فيها كل ما املك من صور يوسف المختلفة
والكثير مما كتب عنه واكتملت اللوحة فذهبت بها إلى صديقي الذي أعجب بها واندهش منها
ثم عرضها على أخوه الأكبر الذي طلبها مني حيث انه سيذهب بها الى
الملعب لحضور مباراة الهلال ..
أعطيته اللوحة وكأنها جزء من قلبي ..
وأنا أقول لعل الثنيان ينظر إليها ويسأل من الذي صممها ؟؟ وربما يطلب مقابلتي !!

مازلت اذكر حينما ووضعوا تلك اللوحة في الزجاج الخلفي لسيارتهم
كنت في ذلك الوقت أراقبهم وهم يذهبون إلى الملعب
وانظر إلى لوحتي بكل فخر وحب ولم اعلم أنها النظرة الأخيرة !!

لقد كانت قصة تلك اللوحة هي الصدمة الأولى لي كطفل ضاع مجهوده
بسبب عدم مبالاة ذلك الشاب وإهماله حيث انه لم يعد لي لوحتي الثنيانية
بل لم يكن يأبه بي وبأخيه الذي كنت أطالبه دائماً برد لوحتي الغالية ..
لقد هممت أن اذهب إلى الثنيان أشكوهم واخبره أنهم ليسو هلاليين
وأنهم لا يحبونه لأنهم يكذبون وقد أضاعوا لوحتي الثنيانية الرائعة..



ومرت الأيام والحسرة تأكل جسدي إلا أن قررت أن أعوض تلك الصور
بصور حقيقة ألتقطها بنفسي ليوسف .. وبدأت العمل لتلك المهمة الصعبة
على طالب مازال في المتوسط فجمعت 100 ريال خلال أسبوع
وأخذت كاميرا من أخي واتجهت إلى النادي بسيارة أجره بمبلغ 40 ريالاً ..

وأمام نادي الهلال وقفت على مقربة من حلمي الطفولي البريء أسير بخطوات قصيرة
حتى وصلت الى البوابة وحين هممت بالدخول أوقفني حارس الأمن
وقال : وين رايح أجبته : أريد أن احضر التمارين
فقال لي بكل جلافة .. مافي حضور اليوم !! التمرين مغلق !!



يالله .....
كان موقفي صعب للغاية فكم تحملت من المشاق لأحضر إلى النادي
فهل يعقل أن أعود خالي الوفاض ..
حاولت أن استلين قلبه واستعطفه لكي يسمح لي بالدخول
وما كان يضره أن يدخل طفل صغير إلى الملعب ليحقق حلمه لكن للأسف لا حياة لمن أنادي ..

في تلك اللحظة وقفت متحطماً على مقربة من بوابة النادي ..
أراقب اللاعبين وهم يدخلون بسياراتهم إلى النادي كانوا يمرون من أمامي
منهم من يقف ومنهم من يسلم ومنهم من لا يكلف نفسه النظر ..
لم يكونوا يعنون لي الكثير فقد كنت انتظر الثنيان فقط ...

وأنا سارح في تفكيري في الثنيان رأيت سيارة مقبلة حدثني قلبي أنها للثنيان
أمعنت النظر فإذا هو أبو يعقوب نجمي الكبير ركضت نحوه فرحاً محاولا اللحاق به
قبل أن يصل إلى ذلك الحارس الجلف ..
فلما رآني أوقف سيارته وفتح النافذة سلمت عليه بفرح غامر وشعور طفل وجد ضالته
لكن وللأسف ماهي إلا ثواني حتى هجم عليه الكثيرين ودفعوني إلى الخلف
بحكم صغر سني وحجمي تذكرت الكاميرا ولكن كيف لي أن أصل إلى الثنيان
من بين هؤلاء الناس الضخام لكنني غامرت وادخلت يدي من بين الجموع
ولما أحسست أن عدسة الكاميرا مقابل وجه الثنيان ضغطت على الفلاش
ولكن للأسف لم أصور سوى نصف وجه أبو يعقوب السفلي
الذي كان عزائي الوحيد في هذه الرحلة ..



حقيقة لم تسمح لي شقاوتي أن أعود بهذه الغنيمة فقط من رحلتي الشاقة
فقررت أن أتسلل إلى داخل النادي بأية طريقة كانت.. فذهبت إلى خلف النادي
لأتسلق السور وأشاهد التمارين من فوق السور ..
وقد أعجبني المكان وجازت لي الجلسة
فقد كانت إطلالة رائعة أشاهد منها الثنيان وزملائه اللاعبين بوضوح .. لكن كما قيل الزين ما يكمل ..

فقد بُلغت السلطات السكيورتية في النادي عن هذا المتسلل الصغير ..
وإذا بفرقة تتكون من مجموعة من السكورتية يأتون مسرعين لإلقاء القبض علي
وحينما رأيتهم مقبلين ابتسمت ابتسامة المنتصر وسلمت لهم نفسي
دون مقاومة فقد ( طيحت اللي براسي ) ...
في تلك اللحظة تم القبض علي وكأنني احد أباطرة الإجرام
المطلوبين لمحكمة الظلم الدولية في لاهاي ..
فقد أخذوني وبدء معي مسلسل التخويف والتحقيق والتهديد ..
في حقيقة لم خائفاَ منهم بقدر ما كنت حاقداً عليهم .. وكنت أقول ماذا عساهم سيفعلون ؟
معتقداً ان أقسى عقوبة سأنالها هو أبلاغ والدي حفظه الله ..
لكنهم في نهاية المطاف أحسوا أنهم (بلشوا ) في هذا الطفل الصغير المزعج
فقرروا إطلاق سراحي على أن لا أعود إلى مثلها مرة أخرى !!



بعد هذه الأحداث والمواقف قررت العودة إلى البيت
لأنهي رحلتي الأولى إلى نادي الهلال والى نجمي الحبيب يوسف الثنيان
بمجموعة من الاحباطات التي كان لها طعماً خاصاً مازلت حتى اليوم أتذكره ..!!

ومضت الأيام على عجل ليكبر ذلك الطفل الصغير ويعود إلى نادي الهلال
يقف إلى جانب أبو يعقوب يتحدث معه أكثر من مرة ويأخذ معه أكثر من صوره ..

ثم تمضي الأيام بسرعة أكبر ويعتزل الثنيان ..

ويرحل فيلسوف الكرة وتظلم الملاعب.. وتفتقد المتعة ..
ويبكي ذلك الشاب بدموع ذلك الطفل وهو يدخل إلى نادي الهلال إعلامياً ..
يبحث عن الثنيان فلا يجده .. يتذكر نجمه الكبير يوسف الذي ملئ حياته حباً وعشقا ومهارة وجمالا ..
ولكن لا عزاء سوى ذكريات جميلة في المستطيل الأخضر .. وأطلال لقاء سريع أمام بوابة النادي ..
ومتعة مشاهدة من فوق السور ..



. في تلك اللحظة انسابت الدموع بحرقة وغزارة من عيون ذلك الطفل
وهو يتذكر أبو يعقوب وصورته الأولى ,,,


منــــــقول

  #2  
قديم 05/08/2007, 10:07 PM
زعيــم جديــد
تاريخ التسجيل: 24/03/2007
مشاركات: 14
مشكووووووووووووووووووور
اخوي على موضوعك الرااااائع
  #3  
قديم 05/08/2007, 10:08 PM
زعيــم متألــق
تاريخ التسجيل: 14/07/2007
المكان: عريس البحر الاحمر
مشاركات: 1,224
الموضوع نزل اليوم بقلم الكاتب ماجد مقبل

وين امداك تنقله

الله يهديك
  #4  
قديم 05/08/2007, 10:50 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ السلطاني
عضو ادارة الموقع الرسمي لنادي الهلال
تاريخ التسجيل: 20/03/2001
المكان: @alsultany15
مشاركات: 22,893
تم اقفال الموضوع

لان المواضيع المنقوله ممنوعه

ننتظر جديدك الذي يكون من ابداعك الشخصي
   

إغلاق الموضوع

أدوات الموضوع
طريقة عرض الموضوع

قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 05:03 PM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube