المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى المجلس العام
   

منتدى المجلس العام لمناقشة المواضيع العامه التي لا تتعلق بالرياضة

إضافة رد
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 30/12/2001, 12:04 PM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 30/11/2001
المكان: روضـة سـدير
مشاركات: 1,695
Post مقال عن الارامل -من جريدة الرياض

مشاهدات حية تحكيها جولة ميدانية في الأحياء القديمة
أرامل.. على قارعة الطريق كبيرات السن يفضلن جلسة "المشراق" لاجترار هموم العجز والعوز

تحقيق نوال الراشد:



الحياة داخل الأحياء القديمة وسط مدينة الرياض الشميسي، السبالة، منفوحة، عتيقة، لها واقع من خصوصية المكان ونمطية الحياة الشعبية البسيطة والتي لو حاولنا التعمق في خطوطها المتعرجة لقادتنا إلى الأزقة الضيقة والبيوت الطينية لتكتشف لنا أن هناك نساء قد توقف الزمن أمام أبوابهن فجلسن أمامها ينتظرن الحلم الغائب، ظاهرة قادتنا إليها الصدفة في البحث عما يختبئ وراء هذه العباءات السوداء؟ هل هن متسولات؟ أم كل واحدة لها حالة اجتماعية خاصة تختلف عن الأخريات فجمعتهن ظروف المكان الواحد!! لذلك كان الهاجس الفكرة والهدف هو التعرف على الواقع الاجتماعي لهن البحث عن الشخصية، القصة، المشكلة، الاحتياج، فوجدت من خلال زيارتي في هذا التحقيق واقعا إنسانياً أكبر مما تصورت!!الاستعداد وخطة السيرقبل بدء الجولة لا بد بالاستعداد الميداني في التعرف على المكان المراد زيارته، ووضع خطة سير للوصول إلى الأماكن بسهولة، وحتى أكون أكثر قرباً من هؤلاء النساء أخضعت هيئتي للتغير ولبست زياً بسيطاً مثلهن وعباءة بسيطة كعبائتهن المتربة، رغبة مني أن أصل إلى أعماقهن دون خوف وان يثقن بي ولا يتخذن مني موقف الغريب.الجولة والانطباعبدأت الجولة الأولى في الشميسي، وتجولت في أحيائه القديمة ووجدت أن أغلب البيوت الطينية قد هجرها أهلها وأصبحت مساكن للعمالة الوافدة، بحثت لم أجد النساء اللاتي كنت أبحث عنهن، بعدها ذهبت إلى أحياء السبالة القديمة ودخلت ازقتها الضيقة ودكاكينها المليئة بالأواني المنزلية وشارعاً بعد آخر وجدت بالفعل أن هناك نساء وأطفالاً كثر يجلسون أمام الأبواب. في أول الأمر توقعت انهم أسر سعودية ولكن خاب ظني بعد أن اقتربت من بعضهن للسؤال؟ وجدت أن اللهجة تميل إلى الأفريقية أو العربية البسيطة المكسرة واقترب مني مجموعة منهن بمجرد أن رأينهم النساء الاخريات أتوا سريعاً التفوا حولي ظناً منهن انني اقدم لهن صدقات، ولقد عرفت من هؤلاء النسوة الأجانب انهن ينتظرن الصدقات من المحسنين الذين يعرفون مكانهن ويأتون إليهم ويعطونهم ما تجود به أنفسهم من الخير، ولكن لم يكن الهدف البحث عن أجنبيات انما كان الهدف هل يوجد هناك سعوديات يعشن هنا، استمرت الجولة ولم اعثر على أسر سعودية تسكن بالقرب من هؤلاء الأجانب فهم يعيشون في مجموعات قرب بعضهم البعض ولا يوجد بينهم غرباء من جنسيات أخرى.المرحلة الثانية من الجولةبعدها اتجهت إلى حي عتيقة وهو من الأحياء القديمة وتسكن فيه عوائل وأسر سعودية وتبدو فيه الحياة التجارية نشطة ومتحركة بحكم كثرة المحال فيه ويظهر فيها طابع البيوت المتفاوتة بين الطراز الحديث والقديم الذي لا يزال على عهده منذ سنوات طويلة وتحركنا في أكثر من شارع لم نجد ما كنا نبحث عنه، وبعدها اتجهنا إلى منفوحة الغربية ذلك الحي الذي يضج بالناس من كل مكان بيوت قديمة وشوارع ضيقة ويكثر فيها التراب ووجدت ما كنت أبحث عنه، وهي جلوس النساء أمام أبواب بيوتهن في الشارع، في بادئ الأمر ظننت أن الأمر قد يكون فيه تسول!! فالشكل الخارجي للنساء وجلستهن أمام الأبواب تعطي انطباعاً بضعف الحالة المادية لهن كأسر ضعيفة تستحق المساعدة، وبعد أن راقبت المكان وجدت انه يوجد وسط الشارع ست من النسوة قد اصطففنا بقرب بعضهن البعض، اقتربت منهن وسلمت وجلست على الأرض المتربة فقامت احداهن واعطتني قطعة من الكرتون وقالت أجلسي عليه تكريما لي، سألتني أول واحدة منهن وقالت (وش عندك) فقلت لها انني أبحث عن بيت أم صالح وهي امرأة تعالج بالطب الشعبي فرددن انهن لا يعرفنها وحاولت أن أدخل مع كل واحدة في حديث عن حياتها؟ والسؤال الأهم لماذا هذه الجلسة النسائية في الشارع وبعد دردشة مطولة و(سواليف) ذكرت لي كل واحدة ظروفها وشرحت لي مشكلتها ووجدت أن كلهن أرامل وكل واحدة تحتاج المساعدة ولكن من نوع آخر؟؟؟حكايات يجمعها الحزنفي البدء وجدت أن قلوبهن منكسرة تعاني من صمت الأصوات التي بحت ولم تعد قادرة على الكلام ولم تصل أصواتها إلى من هم حولهن حتى يسمعوهن فاتخذن الأبواب الصغيرة لبيوتهن عناوين لظروفهن ومكاناً للترويح عن النفس ورؤية الحياة المتحركة من حولهن بعد أن لوحت بهن الظروف في كل اتجاه فاكتشفت انهن يعانين الترمل، المرض، الوحدة، الفقر، هجرة الأبناء، العزلة عن الآخرين. ها هي حياتهن مزيج من كل ما ذكرت ولم يبق سوى أن نحكي لكم حكاياهن لتقراؤها في السطور القادمة.تحملت نفقة أبناء ولده المرأة الأولى التي كانت تجلس على الطرف واسمها أم هادي وهي امرأة أرملة وتعاني من الإعاقة في يدها اليمنى وذلك بعد أن اصيبت بجلطة أيام (أزمة الكويت) كما تقول وتعيش في بيتها مع أولاد ابنها الخمسة وتقول ان الحياة قد تغيرت وتغير الناس معها ولم تعد كما كانت في الماضي تزهو بقرب الأهل وتعاطف الأقارب انما الكل يعيش في حالة ولم يعد يسأل كل واحد عن الآخر، وواصلت بقولها أعيش مع أولاد ابني فأمهم مطلقة واتحمل جزءا من مصاريفهم ففي الماضي كان يظهر لي ضمان اجتماعي، واما الآن فقد قطع بحكم ان لنا منزل ملك نعيش فيه فالظروف صعبة وأحاول أن نعيش بستر فان جاد أحد لنا بشيء فهو خير وبركة، فمجلسي هنا مع (خوياتي) للترويح عما بنفسي فالظروف الصعبة لا تجعلني أن اتحمل تبعاتها وأنا كبيرة بالسن.توفي زوجها الأجنبي أم عمر أيضاً أرملة تقول أن أهلها في المنطقة الشرقية ولها في الرياض 30سنة وزوجها غير سعودي وكان يشتغل في المنطقة الصناعية ولقد تعرض لحادث وبعدها توفي وترك لي بنتين لم يتزوجا بعد انا أسكن في الدار البيضاء وآتي إلى هنا في الصباح إلى الظهر لرؤية جارتي أم هادي وأجلس معهن للترويح عن النفس ولعل أهل الخير ان يمروا من هنا!فتاة العشرين لم تذهب للمدرسة وضحى فتاة العشرين وتبدو من هيئتها انها بالفعل صغيرة وكانت تجلس بالقرب من جدتها بدأت الكلام معها أولاً وقالت أنا احضر مع جدتي كل يوم إلى هنا، وعن سؤالي عن الدراسة قالت انا لم أدخل مدرسة؟ ولكن بدأت بتطويع نفسي في القراءة والكتابة وأحاول أن أتعلم بقدر ما استطيع فظروفي لم تدفعني أن أدخل للمدرسة فلي 11من الاخوة ووالدي مريض ومقعد عن العمل ولا يستطيع أن يصرف على الجميع وعلاقتي بجدتي الأرملة علاقة قوية فهي من تقوم بالصرف علينا وتهتم بنا وترعانا فانا ارفقها وارعاها دائماً. واما جدتها فتقول ان أبناء ابني موجودون عندي وانا أصرف عليهم وارعاهم وآتي إلى هنا لأجل جاراتي هنا فاتكلم معهن وأراهن وقد تعودت أن نلتقي هنا دائماً.معاناة عمرها 22سنة أم مسلم أرملة منذ 22سنة ولديها أربعة أولاد وليس لديهم وظائف ولا يعملون وتقول انها تسكن في بيت صغير بحي اليمامة وتأتي كل يوم إلى هنا، تقول ان الله هو الذي يعلم بالحال والجلوس هنا يجعلني أرى رفيقاتي ولقد تعودت أن اشاهدن وأعرف اخبارهن ونتبادل (السوليف) وبعدها أرجع إلى بيتي. تركتهن وأنا أرى أن كل واحدة قد تكلمت باليسير ولا يزال لديها بقايا هم لم تذكره فقد تعودن على السكوت والجلوس مع بعضهن البعض لاسترجاع الذكريات والهموم.هجران الأبناء جعلها وحيدةوفي شارع آخر مررت ووجدت امرأة كبيرة بالسن وتجلس وحدها ولا يوجد لديها صويحبات مثل الاخريات اقتربت منها وسلمت وقالت يا خالة (عسى ما شر، وين الجماعة) ردت عليّ وقالت (خذتهم الدنيا) جلست بقربها وقلت لا أرى عندك أحد مثل البقية فقالت هذا مكاني أمام بيتي منذ سنوات.أجل أين الأبناء؟ فقلت أنا أعيش هنا بمفردي مع الشايب وأبنائي متزوجون ولقد تركوا البيت وسكنوا مع زوجاتهم، ولماذا تجلسين هنا؟ قالت تعودت كل يوم ان أجلس وأشاهد الغادي والقادم وأرى الناس من حولي وهم يعرفوني ويسلمون عليّ، والبيت اضيق من الجلوس فيه طوال الوقت فأجلس هنا لارى الناس والجيران، بعدها، مددت يدي وسلمت عليها مودعة ووجدت في يديها برودة وجفوة الأبناء الذين رحلوا وتركوها.من المفترض أن تكون مسؤوليات أبنائهم الذين تخلوا عنها بسلبيتهم واجبروا من يحتاجون إليهم أصلاً في تحملها لتمضي الحياة وفوق كاهلهن مسؤوليات تزيد من أعمارهن الكبيرة. السؤال.. هل هذا مسار الحياة الطبيعي أم اننا في حاجة لتنظيم مؤسس يشمل الحاجة لهؤلاء النسوة.. فالاستناد لجدار نخره سوس الزمن لا يشعرهن بالأمان.
***هل فعلاً وصلت بنا الدنيا الى نسيان الاقارب والجيران من حولينا مقال والله شدني
واحزنني والله نخاف ان ياتي يوم ونصبح مثلهم
مقال احببت نشرة
اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 10:52 PM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube