#1  
قديم 23/07/2007, 09:24 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ روني الداهيه
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 14/05/2004
المكان: امر لا يعنيكـ !! !!
مشاركات: 2,365
******* الحجاج بن يوسف الثقفي *******

الحجاج والرجل اليمني :

ذهب الطاغية يعتمر، وأخذ معه حراسة مشددة، لأنه يعلم أنه ظالم، ولما أتى مقام إبراهيم، وقف يصلي ركعتين، فوضع حرسه وجنوده السلاح والسيوف والرماح والخناجر على الأرض. والذي يروي هذه القصة طاوس بن كيسان، أحد العلماء، قال: كنت جالساً عند المقام، فسمعت الجلبة، يعني الصوت والضجة، فالتفتُّ، فرأيت الحجاج وحرسه، فقلت: اللهم لا تمتعه بصحته ولا بشبابه.

فلما جلس الحجاج بعد أن أدى الركعتين، أتى رجل فقير من أهل اليمن، وقام يطوف بالبيت، ولم يعلم أن الحجاج بن يوسف عند المقام، وفي أثناء طواف هذا لفقير، نشبت حربة بثوب هذا الفقير اليمني، ثم وقعت على بدن الحجاج.. ففزع الحجاج وقال: خذوه، فأخذه الجنود، ثم قال: قربوه مني، فقربوه منه، فقال الحجاج لهذا الفقير المعتز بالله: أعرفتني؟ قال: ما عرفتك.

قال الحجاج: من واليكم على اليمن؟

قال الفقير: محمد بن يوسف، أخو الحجاج، ظالم مثله!! أو أسوأ منه!!

قال الحجاج: أما علمت أني أنا أخوه؟

قال الفقير: أنت الحجاج؟

قال الحجاج: نعم.

قال الفقير: بئس أنت، وبئس أخوك!!

قال الحجاج: كيف تركت أخي في اليمن؟

قال الفقير: تركته بطيناً سميناً.

قال الحجاج: ما سألتك عن صحته، إنما سألتك عن عدله.

قال الفقير: تركته غاشماً ظالماً.

قال الحجاج: أما علمت أنه أخي؟ أما تخاف مني؟

قال الفقير: أتظن يا حجاج أن أخاك يعتز بك، أكثر من عزتي بالواحد الأحد؟

قال طاوس الراوي: والله لقد قام شعر رأسي،
ثم أطلق الحجاج الرجل،
فجعل يطوف بالبيت، لا يخاف إلا الله!!.

الحجاج وسعيد بن جبير


كانت جريمة سعيد بن جبير، أنه عارض الحجاج، قال له أخطأت، ظلمت، أسأت، تجاوزت، فما كان من الحجاج إلا أن قرر قتله؛ ليريح نفسه من الصوت الآخر، حتى لا يسمع من يعارض أو ينصح.

أمر الحجاج حراسه بإحضار ذلك الإمام، فذهبوا إلى بيت سعيد في يوم، لا أعاد الله صباحه على المسلمين، في يوم فجع منه الرجال والنساء والأطفال.

وصل الجنود إلى بيت سعيد، فطرقوا بابه بقوة، فسمع سعيد ذلك الطرق المخيف، ففتح الباب، فلما رأى وجوههم قال: حسبنا الله ونعم الوكيل، ماذا تريدون؟ قالوا: الحجاج يريدك الآن.

قال: انتظروا قليلاً، فذهب، واغتسل، وتطيب، وتحنط، ولبس أكفانه وقال: اللهم يا ذا الركن الذي لا يضام، والعزة التي لا ترام، اكفني شرّه.

فأخذه الحرس، وفي الطريق كان يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، خسر المبطلون.

ودخل سعيد على الحجاج، وقد جلس مغضباً، يكاد الشرّ يخرج من عينيه.

قال سعيد: السلام على من اتبع الهدى – وهي تحية موسى لفرعون -.

قال الحجاج: ما اسمك؟

قال سعيد: اسمي سعيد بن جبير.

قال الحجاج: بل أنت شقي بن كسير.

قال سعيد: أمي أعلم إذ سمتني.

قال الحجاج: شقيت أنت وشقيت أمك.

قال سعيد: الغيب يعلمه الله.

قال الحجاج: ما رأيك في محمد صلى الله عليه وسلم؟

قال سعيد: نبي الهدى، وإمام الرحمة.

قال الحجاج: ما رأيك في علي؟

قال سعيد: ذهب إلى الله، إمام هدى.

قال الحجاج: ما رأيك فيّ؟

قال سعيد: ظالم، تلقى الله بدماء المسلمين.

قال الحجاج: علي بالذهب والفضة، فأتوا بكيسين من الذهب والفضة، وأفرغوهما بين يدي سعيد بن جبير .

قال سعيد: ما هذا يا حجاج؟ إن كنت جمعته، لتتقي به من غضب الله، فنعمّا صنعت، وإن كنت جمعته من أموال الفقراء كبراً وعتوّاً، فوالذي نفسي بيده، الفزعة في يوم العرض الأكبر تذهل كل مرضعة عما أرضعت.

قال الحجاج: عليّ بالعود والجارية.

لا إله إلا الله، ليالٍ حمراء، وموسيقى والهة، والأمة تتلظى على الأرصفة!!.

فطرقت الجارية على العود وأخذت تغني، فسالت دموع سعيد على لحيته وانتحب.

قال الحجاج: مالك، أطربت؟

قال سعيد: لا، ولكني رأيت هذه الجارية سخّرت في غير ما خلقت له، وعودٌ قطع وجعل في المعصية.

قال الحجاج: لماذا لا تضحك كما نضحك؟

قال سعيد: كلما تذكرت يوم يبعثر ما في القبور، ويحصّل ما في الصدور ذهب الضحك.

قال الحجاج: لماذا نضحك نحن إذن؟

قال سعيد: اختلفت القلوب وما استوت.

قال الحجاج: لأبدلنك من الدينار ناراً تلظى.

قال سعيد: لو كان ذلك إليك لعبدتك من دون الله.

قال: الحجاج: لأقتلنك قتلة ما قتلها أحدٌ من الناس، فاختر لنفسك.

قال سعيد: بل اختر لنفسك أنت أي قتلة تشاءها، فوالله لا تقتلني قتلة، إلا قتلك الله بمثلها يوم القيامة.

قال الحجاج: اقتلوه.

قال سعيد: وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفاً مسلماً وما أنا من المشركين.

قال الحجاج: وجّهوه إلى غير القبلة.

قال سعيد: فأينما تولوا فثمّ وجه الله [البقرة:115].

قال الحجاج: اطرحوا أرضاً.

قال سعيد وهو يتبسم: منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارةً أخرى [طه:55].

قال الحجاج: أتضحك؟

قال سعيد: أضحك من حلم الله عليك، وجرأتك على الله!!.

قال الحجاج: اذبحوه.

قال سعيد: اللهم لا تسلط هذا المجرم على أحد بعدي.

وقتل سعيد بن جبير، واستجاب الله دعاءه، فثارة ثائرة بثرة[1] في جسم الحجاج، فأخذ يخور كما يخور الثور الهائج، شهراً كاملاً، لا يذوق طعاماً ولا شراباً، ولا يهنأ بنوم، وكان يقول: والله ما نمت ليلة إلا ورأيت كأني أسبح في أنهار من الدم، وأخذ يقول: مالي وسعيد، مالي وسعيد، إلى أن مات.

مات الحجاج، ولحق بسعيد، وغيره ممن قتل، وسوف يجتمعون أمام الله – تعالى – يوم القيامة، يوم يأتي سعيد بن جبير ويقول: يا رب سله فيم قتلني؟

يوم يقف الحجاج وحيداً، ذليلاً، لا جنود، ولا حرس، ولا خدم، ولا بوليس، ولا جواسيس. إن كل من في السموات والأرض إلا آتى الرحمن عبداً لقد أحصاهم وعدّهم عداً وكلهم آتيه يوم القيامة فرداً [مريم:93-95].
اضافة رد مع اقتباس
  #2  
قديم 24/07/2007, 12:14 PM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 26/02/2005
مشاركات: 11,519
الف شكر
اضافة رد مع اقتباس
  #3  
قديم 24/07/2007, 04:52 PM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 03/05/2007
المكان: الــرياض
مشاركات: 4,965
جزاك الله خير أخوي على القصتين الروعه
صراحه أعجبتني القصة الأولى وقوة قلب الفقير اليمني
اضافة رد مع اقتباس
  #4  
قديم 24/07/2007, 06:23 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ Hictar
كاتب مثقف بالمجلس العام
تاريخ التسجيل: 18/04/2007
المكان: مازلت على ذلك الجرف.
مشاركات: 7,822
يعطيك العافيه
مشكور
اضافة رد مع اقتباس
  #5  
قديم 25/07/2007, 03:21 PM
زعيــم متواصــل
تاريخ التسجيل: 07/09/2005
مشاركات: 149
جزاك الله خير
اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد

أدوات الموضوع
طريقة عرض الموضوع

قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML غير مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 04:14 AM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube