لا يحتاج نادي اياكس الى التعريف ، فهو الذي شهد نشأة لاعبين كبار من طينة كرويف و نيسكنز ، وفرض هيمنته على الساحتين الأوروبية والعالمية في أوائل السبعينات ومنتصف التسعينات ، ومنذ استدعاء غي فورتغينس للدفاع عن ألوان منتخب هولندا في العام 1911 استعان مدربو الفريق البرتقالي بحوالي مائة لاعب من اياكس ، ولعب أربعون منهم في العشرين سنة الأخيرة ، دورا رئيسيا في وصول هولندا الى نهائي كاس العالم في عامي 74 و 78 وإحرازها كأس الأمم الأوروبية في العام 1988 .

في العام 1883 قامت مجموعه من الأصدقاء بقيادة هان دادي ، كاريل ريزر وفلوريس ستيمبل ، بتأسيس نادي صغير لكرة القدم وكانت كرته الأولى مصنوعة من الجلد ويملكها دادي ، واطلق هؤلاء الثلاثة على النادي اسم "يونيون" (UNION) "الاتحاد"، لكنهم عادوا وبدلوا التسمية في العام 1894 الى "فوسبول كلوب اياكس" (Footh-boll Club Ajax).

* مباريات دودية ترتكز على اللعب النظيف

وكان اياكس في البدء يستعل ملعبا تابعا لبلدية امستل الجديدة التي تقع خارج نطاق مدينة أمستردام ، وكانت مبارياته تحمل الطابع الودي ضد لاعبين من أمستردام ويرتدي فيها فانيللة ذات خطوط حمراء وبيضاء ، وكان نظام النادي الذي وضع في نيسان "أبريل" 1893، يفرض على اللاعبين اللعب النظيف والأداء الجميل تحت طائلة العقوبة ودفع الغرامات المالية.

وبسبب قرار اتخذته بلدية امستردام في العام 1896 يقضي بتوسيع حدودها السكنية ، ثم استعمال ملعب الفريق لأعمال البناء ، وبغياب الملعب اضطر الكثير من لاعبي اياكس الى الانتقال لاندية أخرى ، الأمر الذي كاد ان يقضي على النادي في مهده .

ومع نهاية القرن التاسع عشر ، وبعد بداية فاشلة لعب فيها اياكس دورا متواضعا للغاية في كرة القدم الهولندية ، وجهت إدارة النادي نداء مستعجلا تدعو فيه أولئك الذين يهمهم آمر تأسيس نادي كرة قدم بشكل رسمي ، ضم قواهم لتحقيق هذا الهدف ووضع حد للعودة المتواضعة التي ظهر بها اياكس في السنين القليلة التي تبعت نشأته.

* التأسيس الرسمي

في اجتماع تاريخي عقد في 18 آذار (مارس) 1900 في مقهى "اوست اينديي" الكائن في شارع كالفرن في امستردام ، ثم تأسيس "فوتبول كلوب أياكس " (Footboll Club Ajax) برئاسة فلوريس سيتميل ، وانتسب النادي مباشرة الى اتحاد الكرة الخاص بمدينة امستردام واستأجر ملعبا في شمال المدينة لخوض المباريات الداخلية على أرضه.

ولم تكن الأعوام الأولى من مسيرة اياكس الرسمية سيئة حيث حل مرتين في المركز الثاني لبطولة امستردام وكان أول لقب حققه ميدالية لأفضل معدل تهديف في البطولة.

آما ابرز نتيجة حققها اياكس فكانت خارج أرضه عندما سحق المنتخب الهولندي بنتيجة (4-1) في المباراة التي جرت في الثامن من نيسان (أبريل) 1901 في مدينة هارلم.

وانتسب اياكس الى الاتحاد الهولندي لكرة القدم في العالم 1902 ونجح في الصعود من الدرجة الثالثة الى الثانية في موسمه الأول ،وفي شهر تشرين الأول (أكتوبر) من العام نفسه ، تلقي النادي دعوة من اتحاد الكرة في امستردام للمشاركة في دورة "غودن كريس" العريقة وكانت هذه الدعوة بمثابة اعتراف بمكانته في هولندا عام وفي امستردام خاصة.

وبسبب المخططات التوسعية لبلدية امستردام ،اضطر اياكس مرة أخرى لمغادرة ملعبه والانتقال الى ملعب آخر في منطقة ميدينويغ ،وكان الملعب الجديد يفتقر الى المدرجات وغرف الملابس وحتى الى الماء لكنه كان يتمتع بسهلة الوصول الية ,وبوجود متسع من المساحة لاقامة ملاعب للتدريب ،وكان اللاعبون يستعملون المقهى الذي يقع في الجهة المقابلة من الشارع لتبديل ملابسهم .

وقد نجح اياكس في تحقيق لقيه الأول في موسم 1907-1908 بإحرازه دورة "غودن كرويس" ولم يكن هذا اللقب بمستوي طموح النادي الذي كان يصبو الى الدرجة الأولى ، وهو أمر كان يتوجب لتحقيقه خوض مباريات مصيرية بين فرق الصدارة والقاع في الدرجات المختلفة لتحديد هوية تلك الصاعدة آو الهابطة وكان نادي هولاند اكثر من دفع ثمن هذه القوانين غاليا بعد ان فشل في ثلاثة مواسم متتالية في الصعود الى الدرجة الثانية بعد تحقيقه بطولة الدرجة الثالثة .

وفي تموز (يوليو) 1908 ،اندمج ناديا اياكس وهولاند تحت اسم أياكس وألوانه وملعبه ، وبفضل اللاعبين الجدد من أمثال الأخوين بلسرز وتون كوي ، تمكن النادي من بناء قاعدة صلبه سوف تمكنه في المستقبل القريب من الصعود الى الدرجة التي يستحقها .

* الدرجة الأولى أخيرا

وفي العام 1910 قررت إدارة اياكس بذل المستحيل للصعود بالفريق الى الدرجة الأولى ، وبعد عملية لجمع التبرعات بين الأعضاء ، تعاقد النادي مع المدرب الايرلندي جون كيروان الذي درب في السابق توتنهام هوتسبرز الإنكليزي ، وجاء قرار الإدارة في التعاقد معه نتيجة قناعتها بتقدم مستوى اللعبة في إنكلترا ، مسقط رأس كرة القدم، التي بدأت بمزاولتها في العام 1871, وبقيادة كيروان نجح اياكس في الفوز ببطولة الدرجة الثانية في العام 1911 ،وبفضل نجاحه في تخطي عقبة تزيسدي المتواضع ، تمكن أخيرا من الوصول الى مصاف الدرجة الأولى وفي 21 أيار (مايو) 1911 ، وبات النادي الوحيد من امستردام الذي نجح في ذلك.

وحمل الصعود الى الدرجة الأولى تغييرات عديدة مهمة في النادي ، فقام ببناء مدرجات خشبية في ملعبة ، واستبدل فانيللته ذات الخطوط الحمراء والبيضاء بتلك التي نعرفها في أيامنا هذه ، بيضاء ذات خط وحيد عريض احمر لمنع سوء التفاهم مع نادي سبارتا روتردام الذي يستعمل الألوان عينها في فانيللته ، كما أضيفت كلمة امستردام على اسم النادي ليصبح اياكس امستردام وذلك بسبب وجود نادي آخر يحمل اسم اياكس في مدينة ليدن.

ولم تدم مغامرة اياكس في الدرجة الأولى طويلا ، فعاد الى الثانية في موسم 1913-1914 مما دفع ببعض لاعبيه الى الانتقال الى انديه اخري ، اثر هذه الصدمة المعنوية أقالت الإدارة المدرب كيروان وتعاقدت مع الإنكليزي جاك رينولدز الذي نجح فيما بعد في تحقيق العديد من الألقاب لنادية الجديد.

* بطولة الدوري الأولى.

وبالرغم من التحسن الملحوظ في أسلوب لعب الفريق بقيادة رينولدز ، لم يتمكن اياكس من العودة على الدرجة الأولى بالسرعة المطلوبة وكان عليه انتظار قرار الاتحاد الهولندي بزيادة عدد الفرق الصاعدة من الدرجة الثانية على الأولى ، الى ثمانية ليتمكن من المشاركة مجددا في دوري الأضواء.

وقد جاءت حقبة اياكس الثانية في الدرجة العليا ممتازة وعرف فيها نجاحات باهرة فتمكن في ا لتاسع من حزيران (يونيو) 1918 من الفوز ببطولته الهولندية الأولى من دون آن يخسر مباراة واحدة وذلك بفضل لاعبين من طينة هنك هورديك ، يان فان دورت ، ثيو بروكمان ، ويان دي ناتريس .

وبالرغم من نمو اياكس خلال العشرينيات ، جاءت نتائجه معاكسة لشعبيته المتزايدة مما دفع بنجوم الفريق دي ناتريس وغوبفرت الى مغادرته في العام 1925 ، ودفع بالمدرب رينولدز الى الانتقال لغريم اياكس حينها ، نادي بلاوفيت.

وخلال تلك الفترة المظلمة ،افلت اللقب المحلي من يد اياكس مرات عديدة في المراحل الأخيرة من البطولة ، واختتم الفريق عقده الثاني بكارثة على الصعيد الرياضي بخسارته أمام رابيد فينا النمساوي بنتيجة (16-2) المذلة مما دفع بالإدارة على إعادة تأهيل الفريق على جميع الأصعدة ومعاودة التعاقد مع المدرب رينولدز في العام 1928.

* العصر الذهبي الأول

ومر اياكس امستردام في الثلاثينيات في حقبة تكللت بنجاحات عديدة وكانت لهذا النادي العريق بمثابة عصر ذهبي وذلك بعد آن تمكن من إحراز بطولة هولندا لخمس مرات في عشر مواسم.

وشهدت تلك الفترة بناء ملعب"دي مير" بعد ان اضطر اياكس للمرة الثالثة الى التخلي عن ملعبة القديم بسبب أقدام بلدية امستردام على استخدام أرضة لبناء منازل جديدة ، وبسبب حاجة النادي على ملعب ذي سعة اكبر لاحتواء مناصريه الذين ازداد عددهم بشكل كبير كنتيجة طبيعية لمسيرة الفريق الناجحة .

وكان فريقي غوأهيد ايغلز و فيينورد أبرز منافسي اياكس في الثلاثينيات ، وقد ساهم الأول في فوزه بالبطولة في موسم 1930 –1931 ، الأولى منذ 12 ، وذلك بعد تغلبه على الثاني الذي كان يحتاج على نقطة واحدة فقط في المباراة التي جرت في المرحلة الأخيرة من البطولة ، وكان أبرز لاعبي اياكس في العصر الذهبي فيم يونكر ، هنك مولدر ، يان شوبرت ، فيم اندرييسين.

* ثمن الحرب الباهظ

وتزامن العقد الخامس من عمر اياكس امستردام ، مع إحدى احلك الفترات في تاريخ أوروبا التي رزحت تحت ثقل الجوع والطغيان نتيجة الحرب العالمية الثانية ، وباتت الرياضة وكرة القدم خاصة مجرد وسيلة تسلية تريح عامة الناس من عناء الحرب والفقر والجوع.

وبسبب اقتياد العديد من اللاعبين الى معسكرات الاعتقال الألمانية ، كانت الفرق تضطر في بعض الأحيان الى الاستعانة بعابري الطريق لتكملة صفوفها عند إقامة المباريات وقد دفع اياكس الضريبة المتوجبة علية في هذا المجال وذلك عندما اعتقلت جيوش هتلر مدربه الانكليزي وينرلدز ولاعبيه ياب هورديك وغيرستروكر ، وتوقفت الكرة الهولندية في العام 1944 بعد موت الآلاف من سكان هولندا في ما عرف بشتاء الجوع.

ولعب اياكس مباراته الأولى بعد مرور ثلاثة أسابيع على تحرير هولندا ، وبعد عودة مدربه من الآسر في تشرين الأول (أكتوبر) 1945، تمكن من إحراز بطولة مدينة امستردام للمرة الثامنة في تاريخه ، وتميز موسم 1946-1947 بانطلاقة اللاعب الناشئ رينوس ميشيلز (18عام) الذي ساهم في فوز ناديه ببطولته الهولندية الوحيدة في الأربعينيات واجمع النقاد حينها على اعتبار أسلوب لعب اياكس أسلوبا تقنيا علميا يعتمد على الخطط الهندسية ومهارات لاعبيه العالية.

وشهد الكرة الهولندية تطورا هاما في العام 1954 بتحولها الى الاحتراف ، وقد فاز اياكس ببطولته " المحترفين" الأولى التاسعة في تاريخه ، في عام 1957 ، وتأهل بالتالي للمشاركة في كاس الأبطال الأوروبية الأولى له ، لكنه خرج منها على يد فاشاش بودابست الجري ، وعاد ليفوز ببطولته الحلية العاشرة في موسم 1959-1960 بعد منافسة شديدة من غريمة التقليدي فيينورد ، بعد ان حل في المركز السادس في الموسم الذي سبقه.

وفي النصف الأول من الستينات ظهر اياكس بمستوي جيد ولعب مباريات ممتازة دون ان يحرز أي لقب وذلك تحت قيادة المدرب الإنكليزي فيك باكينغهام الذي دربه على مرحلتين (1959-1961 و 1964-1965) دون آن يحقق الأهداف المرجوة للنادي ، باستثناء الكأس الملكية الهولندية في المرة الأولى التي تجري فيها بعد الحرب العالمية الثانية وذلك عندما سجل مهاجمه هنك غروت كامل الأهداف الثلاثة في مرمى ان-أي-سي في ربع الساعة الأخيرة من المباراة.

وحافظ اياكس على نتائجه المتواضعة على الصعيد الأوروبي فلقي الهزيمة أمام فريق فريد يريكستاد الدانماركي الهاوي في كأس الأبطال في العام 1960 ، وأمام واجبست دوجا المجري في كاس الكؤوس الأوروبية في العام التالي ، وترك موسم 64-65 بصمته في سجل اياكس كأسوا موسم له في فترة ما بعد الحرب وذلك بعد آن نجا من السقوط الى الدرجة الثانية بأعجوبة ، بالرغم من وجود لاعبين من طراز سياك سوارت ، يوهان كرويف ، بيت كيزر وويم سيوربيير في صفوفه، وهم لاعبين سيعرفون الشهرة الواسعة فيما بعد على الساحتين الأوروبية والمحلية ، وقد سارعت إدارة النادي برئاسة ياب فان براغ الى إقالة المدرب باكينغهام وعينت مكانه لاعب النادي السابق رينوس ميشلز الذي كان المدرب الهولندي الأول في تاريخ النادي ، ولأول الذي سيرتقي به الى قمة كرة القدم الأوروبية والعالمية.

* العصر الذهبي الثاني

وقد نجح ميشيلز في إضفاء روح الاحتراف على فريقه ، وذلك من خلال طريقته الهجومية التي أصبحت بمثابة بطاقة هوية لأياكس تلازمه اينما حط رحاله ، وبعد استرجاعه بعض اللاعبين من ذوي الخبرة مثل هنك غروت من فيينورد وكوبرينن من كايزر سلاوتن ، واستقدامه لاعبين جدد مثل غيرت بالس من ايندهوفن ، ارتقى ميشيلز سلم النجاح مع اياكس وفاز بالبطولة في أربع مرات وبالكأس في ثلاث خلال ستة مواسم ، وتمكن في موسم 1966-1967 من إحراز الثنائية الأولى في تاريخ النادي وذلك بفضل أهداف يوهان كرويف وبيت كيزر اللذين سجلا فيما بينهما مجموعا قياسيا قوامه 122 هدفا.

ونجح اياكس في فرض أسلوبه على الساحة الأوروبية بعد تلك المحلية ، فسحق ليفربول في موسم 1967-1968 بنتيجة (5-1)بفضل ثلاثية لهنك غروت قبل ان يتعادل معه في مباراة الإياب (2-2) بإصابتين لكرويف ، ويخرج من الدور ربع النهائي على يد دوكلابراغ التشيكوسلوفاكي ، وكان اياكس في الموسم التالي النادي الهولندي الأول الذي يبلغ المباراة النهائية في مسابقة كاس الأبطال حيث خسر أمام ميلان الإيطالي(1-4)

وكان النجاح الذي عرفه فريق رينوس ميشيلز في أواخر الستينات على الساحة المحلية بمثابة قاعدة صلبه يبني عليها هيمنة على الساحة المحلية والأوروبية في أوائل السبعينيات ، ففي الأعوام الذهبية 1971,1972,1973أحرز اياكس كاس أوروبا للأندية البطلة ثلاث مرات متتالية بتغلبه على باناثنايكوس اليوناني (2-0) والانتر الإيطالي(2-0) ويوفنتوس الإيطالي (1-0) على التوالي ، بالإضافة على فوزه على انديبندينتي الأرجنتيني في العام 1973 ليحرز الكأس القارية (انتركونتيننتال)، وذلك قبل ان يرفض المشاركة بها في الموسم التالي بسبب روزنامته الممتلئة.

وكانت البطولة الهولندية لأياكس بمثابة تأدية واجب ، فكان فوزه بها مفروغا منه ، فبقيادة المدرب المجري ستيفان كوفاش الذي حل مكان ميشيلز في العام 1972 ، وجد اياكس سهولة بالغة في إزاحة اخصامه بواسطة أسلوب لعب قل نظيره وعرف بأسلوب الكرة الشاملة آو "توتال فوتبول" حيث كان اللاعبين يتناقلون الكرة بسرعة كبيرة وتميز بالمشاركة الدائمة لخطي الدفاع والوسط في العمليات الهجومية ، ناهيك عن صلابة دفاعية قل نظيرها لدرجة محافظة حارسه هاينتس ستوي على نظافة شباكه لمدة 1082 دقيقة في العام 1971 ، قبل آن يحرز بطولة هولندا في العامين التاليين بفارق أهداف فاق المائة هدف ، ويبقي الفريق الذهبي على درجة كبير من الشعبية حتى أيامنا هذه ، فمن منا لا يتذكر بسهولة أسماء لاعبي اياكس في تلك الآونة مثل المدفعجي اري هان ، يوهان نيسكنز ، رود كرول، بيت كيرز ، فيم سوربييز ، جوني ريب ، والهولندي الطائر يوهان كرويف العظيم؟

وبالتأكيد تبقى ليوهان كرويف مكانة خاصة في قلوب أنصار اياكس وعشاق كرة القدم بشكل عام ، فقد كان هذا اللاعب الفذ الذي احرز جائزة الكرة الذهبية في الأعوام 71و73و74 القائد الحقيقي للفريق الذي لا يقهر في السبعينيات وذلك بفضل أسلوب يصعب تقليده ومزاجية جعلته يمر بفترات متقلبة ودفعته بالتالي الى الهجرة الى برشلونة لملاقاة مدربه القديم ميشيلز حيث استقبل كفاتح ومخلص للفريق الكاتالاني خاصة بعد ان ساعده في إحراز بطولته الأسبانية الأولى منذ 14 عاما.

* بداية التقهقر

وكما كان متوقعا ، بدا اياكس بالتقهقر شيئا فشيئا خاصة بعد اعتزال سياك سوارت المعروف بـ"مستر اياكس" ومغادرة كل من اري هان و بيت كيزر لخلافات مع المدرب الجديد هانس كراي في العام 1973، ولحاق نيسكنز بكرويف الى برشلونة في العام التالي ،ولكون ردو كرول اللاعب الوحيد المتبقي في صفوفه من الفريق الذي قهر العالم ، بدا اياكس بفقدان هيمنته على الساحتين المحلية والأوروبية فمني في شباط (فبراير) 1975 بأول هزيمة على أرضة منذ العام 1969 وكانت أمام جاره اف-سي- امستردام (2-4)

وبمساعدة اللاعبين تشولالينغ ،رود غليز، سيمون تاهماتا، والدانماركيين سورين ليربي وفرانك ارنيسين ، ومن بعدهما مواطنيهما يان مولبي ، هينينغ ينسن و يسبر اولسن ، نهض اياكس من بين انقاض الفريق الذهبي ، ولعب اللاعبون المذكورون أعلاه دورا كبيرا في إحراز اياكس لبطولة هولندا في عامي 76و 80 وثنائيته الثالثة (الدوري والكأس) في العام 1979 ، لكن دون آن يتمكن من استعادة بريقه الأوروبي.

وفي الثمانينيات زخرت صفوف اياكس باللاعبين الشبان الذين تدرجوا في صفوفه وعبر مدرسته في منطقة فورلاند ، وفي حين نما هؤلاء الشبان ليزهروا نجوما يطاردهم عمالقة أوروبا ، فأجا يوهان كرويف أنصار الفريق بعودته الى النادي كلاعب في العام 1981، وفي الفترة الممتدة ما بين عام 1981و 1987 ، احرز اياكس البطولة والكأس الهولنديتين ثلاث مرات، وكان عليه انتظار تعيين يوهان كرويف مديرا فنيا للفريق في أواخر العام 1985 ليفوز بلقبه الأوروبي الأول منذ 14 عاما بإحرازه كاس الكؤوس الأوروبية في العام 1987 وذلك بفوزه على لوكوموتيف لايبريغ الألماني(1-0) في العاصمة اليونانية اثينا بعد مباراة في غاية الصعوبة بفضل إصابة راسية للمهاجم الرائع ماركو فان باستن.

ولم يتمكن النادي في عهدة كرويف من إحراز البطولة التي ذهبت لثلاث مرات الى ايندهوفن بقيادة لاعبيه رونالد كومان وجيرالد فاندنبورغ ، وكان لكرويف الفضل الأكبر في استقدام يان فوترز من اوتريشت وداني بليند من سبارتا وهما لاعبان سيكون لهما الأثر الكبير على نجاحات الفريق في السنين القادمة.

* فضيحة وتوقف

وقد تكون نهاية الثمانينات اصعب فتره مر بها اياكس في تاريخه الحافل بالبطولات ، وشكل النصف الأول من موسم 88 –89 كارثة حقيقية للنادي كادت ترسله الى غياهب المجهول ، فقد أدت نتائج الفريق الهزيلة في الدوري ، الى الاستقالة الجماعية لكل من المدرب كورت لينيندر ومجلس الإدارة برمته ، ولم يقتصر أوقات اياكس الصعبة على المستطيل الأخضر بل تعدت حدوده بعد اتهام الإدارة في شهر تشرين الأول (أكتوبر) 1988 بالتهرب من الضرائب ، وعدم التصريح عن الأموال الناتجة عن بيع بعض اللاعبين بين عامي 79 و 85 في ما عرف بفضيحة فيود "Fiod" ولم تنحصر مشكلة النادي هنا بل تخطتها لتشمل التوقيف لمدة سنة عن المسابقات الأوروبية نتيجة قيام بعض مشجعيه في أيلول (سبتمبر) 1988 بإلقاء قطعة حديدية أصابت حارس اوستريا فيينا في مباراة جمعت الفريقين وفي كاس الاتحاد الأوروبي ، وعادت الأمور لتتحسن بشكل جذري في النصف الثاني من الموسم المذكور بعد تعيين سبيتز كون لتدريب الفريق بمساعدة مدرب الشباب حينها ، لويس فان جال ، ففاز اياكس في 13 مباراة متتالية وحل ثانيا في الترتيب النهائي خلف ايندهوفن ،وكان مهاجمه الجديد ستيفان بيترسون افضل لاعبيه في تلك الفترة.

وبانتخاب مجلس جديد لها في كانون الثاني (يناير) 1989 برئاسة ميكاييل فان براغ ، ابن الرئيس السابق ياب فان براغ ، حددت الإدارة وآلياتها في استرجاع ثقة أنصار النادي والشركات الراعية والعودة بالفريق الى المسرح الدولي ، وكان أول ما قامت به هو التعاقد مع المدرب الخبير ليو بينهاكر من ريال مدريد ، وقد تمكن بينهاكر من قيادة اياكس الموقوف أوروبيا الى الفوز بلقب البطولة في موسم 89-90 وهو الأول للنادي منذ 1985 ، وذلك بفضل لاعبين من طراز دنيس بيرغكامب ، الأخوين فيتشغه ، بريان روي ، أرون فينتر ، والأخوين دي بور والذين أطلق عليهم المدرب جيل البطاطا المقلية ، وعاد اياكس وحل في المركز الثاني ، في الموسم التالي ، بنفس عدد نقاط البطل ايندهوفن الذي تفوق عليه بفارق إصابتين فقط.

* عصر فان جال

وقد آهل المركز الثاني اياكس للمشاركة في كاس الاتحاد الأوروبي ، وتوجب عليه القيام بذلك دون الاعتماد على بينهاكر الذي اثر العودة الى ريال مدريد وسط ذهول واستياء أنصار النادي الذين وجدوا فيه المدرب القادر على إعادة فريقهم الى مركزه الطبيعي بين النخبة.

وقد سارعت الإدارة فورا اعلان بينهاكر رحيله الى الاستعانة بمدرب الشباب لويس فان جال جلفا له ، وقد اثبت فان جال جدارته لهذا المركز على الرغم من كونه يفتقر للخبره اللازمة ، ونجح مباشرة في كسب ود وثقة جماهير اياكس بفوزه بكاس الاتحاد الأوروبي ضد تورينو الإيطالي في موسمه الأول (91-92) وبالرغم من مغادرة نخبة لاعبي الفريق في بداية الوسم التالي حيث انتقل بيرغكامب وفيم يونك الى الانتر ، وبريان روي الى فودجا ، وميشيل كريك الى بادوفا ، ويان فوترز الى بايرن ميونيخ ، آلا آن فان جال عرف كيف يحول الضعف الى قوه باستعانته بلاعبي فريق الشباب أمثال ادغار دافيدز ، كلارنس سيدورف ، باتريك كلويفرت الذين سرعان ماثبتوا أقدامهم في الفريق الأول ، وبفضل تألق الفنلندي ياري ليتمانن الذي اخذ مكان بيرغكامب ، والحارس ادوين فان در سار الذي حل مكان ستانلي منزو ، والأخوين فرانك ورونالد دي بور ، فرد اياكس جناحيه وحلق عاليا في سماء أوروبا والعالم ، ومع عودة فرانك رايكارد من ميلان في موسم (93-94) لينهي حياته الكروية في النادي الذي اطلقه ، تمكن اياكس في فيينا من إحراز كاس الأندية البطلة (او دوري أبطال أوروبا) للمرة الرابعة في تاريخة في 24 ايار (مايو) 1995 بفضل الإصابة التي سجلها كلويفرت في مرمى ميلان الإيطالي اثر تمريرة من رايكارد ، اتبعها في 28 تشرين الثاني (نوفمبر) من العام نفسه بكأسه القارية الثانية بفوزة في طوكيو على غريميو البرازيلي بضربات الترجيح.

وكان موسم 95-96 الأخير لاياكس في ملعبه القديم "دي مير" فقبل الانتقال الى ملعب "امستردام ارينا" وقد شهد الصرح القديم في 28 نيسان (أبريل) 1996 تتويج اياكس على عرش البطولة الهولندية للمرة الثالثة على التوالي ووصوله الى المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا والتي خسرها أمام يوفنتوس الإيطالي في روما ، قبل ان يتركه فوج آخر من اللاعبين البارزين مثل سوني سيلوي وادغار دفيدز وميكاييل رايتسيغر والنيجيريان نواكنو كانو وفينيدي جورج.

ويعد موسم ميلي بالإصابات (96-97) فشل فيه اياكس على الساحتين المحلية والأوروبية غادر لويس فان جال النادي وحط رحاله في برشلونة بعد ان فرض نفسه كأنجح المدربين الذين دربوا اياكس في تاريخه , وقد آثار فان جال حفيظة أنصار النادي من خلال سعيه الحثيث لاستقدام ابرز لاعبي فريقه السابق كلأخوين دي بور ومن ثم الفنلندي ليتمانن وكلويفرت الى برشلونة حيث بنى جالية هولندية بكل معني الكلمة.

وتعد الثلاث سنوات السابقة فاشلة بكل المعاني فلم يفعل اياكس أي شي يذكر فيها ، ولكن مع بداية هذا الموسم فهو ينافس بقوة على بطولة الدوري الهولندي مع لاعبين بارزين منهم زلاتان و شيفو و ألاعب المصري احمد حسام "ميدو" فهل يستطيع ان يعود اياكس الى سابق عهدة وتكون تلك السنين استراحة الى اعصار قادم ؟

* أمستردام أرينا : جوهرة الملاعب

بعد ان اضحي ملعب "دي مير" القديم (19000متفرج) صغيرا للغاية على نادي بطموحات اياكس ، وبسبب افتقاد الملعب الأولمبي في امستردام (42000متفرج) للتجهيزات الحديثة الضرورية في عصرنا هذا ، قررت إدارة اياكس بناء ملعب جديد حديث يتناسب مع متطلبات الكرة العصرية ، وانتهت من تشييده منذ خمسة أعوام واطلقت علية اسم "امستردام ارينا".

ويتسع الملعب لـ51260 متفرج ويحتوي على تجهيزات سباقة تجعل من زيارته تجربة ناردة ومتعة حقيقية لا تقتصر على مشاهدة المباريات ، ويضم في طياته دارين لحضانة أطفال المشجعين ، وطابقين يحويان مراكز للتسلية ، وقاعات للسينما ، مطاعم وخلافها ، بالإضافة الى متحف للنادي ومحال لشراء الأغراض المختصة بالفريق وأشياء أخرى ، ويتمتع الملعب بسقف متحرك يمكن اقفالة في ظرف ربع ساعة مما يهمش مشكلة الطقس ، ويمكن للمتفرجين شراء الطعام والشراب من 750 مركزا موزعة في جميع أرجاء الملعب منها 25 مخصصة للمعاقين .

وقد حرصت الشركة التي تولت تصميم وتنفيذ المشروع على مسألة السلامة وذلك من خلال دراسة المشاكل الأمنية التي تعاني منها الملاعب الأوروبية ، ومن خلال اختلاط مبعوثيها بأكثر مجموعات المشجعين عنفا في أوروبا طوال فترة تناهز العامين ، ويمكن لأي كان الوصول الى الملعب " امستردام ارينا" بسهولة كبيرة ان بواسطة القطار او المترو حتى بواسطة السيارة وذلك باستعمال الشوارع التي تمر مباشرة تحت الملعب.

* ألقابه

· بطولة هولندا 27 مرة : (18-19-31-32-34-37-39-47-57-60-66-67-68-70-72-73-77-79-80-82-83-85-90-94-95-96-98)
· كأس هولندا 13 مرة : (17-43-61-67-70-71-72-79-83-86-87-93-98)
· كأس السوبر الهولندية 3 مرات: (93-94-95)
· كأس أوروبا للأندية البطلة 4 مرات)71-72-73-95) (المباراة النهائية 96)
· كأس الكؤوس الأوروبية مرة واحدة : (87) (المباراة النهائية 88)
· كأس الاتحاد الأوروبي مرآة واحدة :92
· كأس السوبر الأوروبية 3 مرات : (72-73-95)
· الكأس القارية "انتركونتيننتال" مرتين : (72-95)


منقول عن أحد الكتاب

الـــسلام before الكلام؛




يعطيكــ ألف عافيه على هالمجهود والمعلومـات الرائـعه عن نـادى من أقوى واعرق الفرق الأوروبيه مع تمنيـاتى برجوعه إلى ســابق عهده

مشكور أخوي اليساندرو على نقلك لهالموضوع الشامل عن نادي اياكس الهولندي العريق .
أعتقد ان مهمته صارت تفريخ النجوم هو والأنديه الهولنديه

شكرا لك