نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي

نسبة الإصابة تجاوزت 27%
ذبابة الرمل تهدد حائل بمرض اللشمانيا
د. الطيب: معدلات الإصابة.. عالية وتحتاج إلى وقفة عاجلة

* بدون مقدمات أصبحت حشرة ذبابة الرمل من الحشرات الأليفة التي تقطن عدداً من الأحياء بمدينة حائل بعدما اعتادت على التواجد المستمر من خلال تطايرها وتعرضها للدغات مما عرض الكثير من عامة الناس للمرض الدائم من جراء لدغاتها المستمرة.السكان في الأحياء حاولوا بصفة مستمرة مكافحتها من خلال رش المبيدات الحشرية إلا انه ما زالت هذه الحشرة مؤذية بما تسببه من أذى دائم في نقلها للعديد من الأمراض المعدية.عدد من المواطنين عبروا عن شكواهم من انتشار هذه الحشرات المعدية مما مكنها من نشر مرض اللشمانيا الذي يصيب جسم الإنسان من خلال لدغات هذا الذباب المعدي.الذبابة انتشرت بشكل كبيرويتحدث المواطن عبدالله بن ناصر العتيق عن معاناته المستمرة من جراء تواجد حشرة ذبابة الرمل في الكثير من الأحياء بمدينة حائل كاشفاً المواطن العتيق عن اصابة عدد من أولاده بهذا الداء الخطير من خلال تعرضهم لهذه الحشرات المنتشرة مؤكداً عن انتشار هذه الحشرات بصورة كبيرة خلاف السابق خصوصاً في داخل المدينة مستشهداً بذلك بكثرة معدلات الاصابة في هذا المرض (اللشمانيا) في المستشفيات والمستوصفات.سر انتشارهاويرى المواطن العتيق ان من أسباب ودواعي انتشار حشرات ذبابة الرمل مجاورة البحيرات الكائنة في الأحياء فهي تتكاثر وتتوالد فيها بصفة مستمرة لأن البحيرات مرتع للقاذورات والأوساخ ، إزاء ذلك انتشرت وأصبحت تهدد صحة المواطن متمنياً من الجهات المختصة مراعاة ذلك من خلال تكثيف الجهود لرش تلك الأماكن والمواقع التي تتكاثر فيها تفادياً لتفاقم هذه الأمراض المعدية.ويقول المواطن عبدالغني عن هذه المشكلة: يجب أن توضع بالاعتبار فقد اصبت في احدى المرات بلدغة احدى الحشرات مما نجم عن إصابتي بمرض جلدي تألمت له كثيراً متطلعاً بأن توجد الجهات المختصة بمنطقة حائل العوامل التي تكفل مكافحة هذه الأمراض من خلال التصدي لهذه الحشرات الناقلة للعدوى معتبراً ان تواجد البحيرات والمستنقعات بجوار الاحياء وراء تكاثر وانتشار الحشرات فالأغلبية منها يحتاج إلى معالجة سريعة فهي على حد قوله باتت تهدد صحة المواطن وكلنا أمل قريباً بأن تتم معالجة المشكلة.انتشار مرض اللشمانيا* من جانب آخر يؤكد الدكتور عماد الدين الطيب دياب اخصائي الجلدية والتناسلية بحائل عن انتشار عدد حالات المصابين بمرض اللشمانيا مبيناً تزايد اعداد المراجعين له في العيادة خلال الفترة الماضية بما يقارب (72) مراجعاً منهم (33) مصاباً بمرض اللشمانيا وأبان الدكتور عماد الدين الطيب عن هذا المرض بأنه مرض طفيلي جلدي فقط يسبب بواسطة طفيلي أميبي من عينة اللشمانيا وينتقل الى الانسان بواسطة ذبابة تدعى الذبابة الرملية وهو أساساً مرض حيواني يصيب الكلاب والقوارض ويصل للانسان عن طريق الصدفة في المناطق الصحراوية وشبه الصحراوية وعن الصورة الاكلينيكية أفاد الدكتور عماد الدين بأنه يبتدىء بحبة صغيرة على موضع قرص الذبابة الرملية وعادة في المناطق المكشوفة كالوجه واليدين والساعدين والساقين والقدمين وتكبر هذه الحبة بمرور الأسابيع وتصبح متفرقة ومغطاة بقشرة ثقيلة يتكون على نوعين نوع جاف ونوع رطب وغالباً ما يحصل فوقها التهاب بكتيري مصحوب بتضخم في الغدد الليمفية وعن أنواع مرض اللشمانيا فهي اللشمانيا الجافة والرطبة والغشاء المخاطي والجلد واللشمانيا المزمنة واللشمانيا المنتشرة والكلازار.علاجهاويبين الدكتور عماد الدين الطيب العلاج بأن أغلب الحالات لا تحتاج إلى علاج لأنها تلتئم تلقائياً في غضون فترة وجيزة، اما العلاج الموضعي فهو يتكون من ابر البنتوستام والجلوانكيم والامفوبتروسين ومركبات الكورتيزون ،أما العلاج الفيزيائي فهو علاج بالحرارة بالوسادات الكهربائية وحمام الماء الساخن والثراساوند والأشعة تحت الحمراء كما هناك العلاج بالتبريد والعلاج الموضعي بالمراهم والكريمات من الكوريتزون والمضادات الحيوية ،أما العلاج الجهازي فهو عن طريق الفم مثل مركبات الرفا متين والكيتوكونازول والدابسون وكذلك عن طريق الحقن العضلية والوريدية مثل مركبات الينتوستام والجلوكتكتيم والامفوتروسين (ب).العلاجوعن طرق الوقاية قال الدكتور عماد الدين الطيب يجب محاربة الذباب الرملي من خلال توفر مناخ صحي نظيف والتخلص من القمامة وفضلات الحيوان والمواد العضوية وتوفر السكن النظيف الملائم الخالي من الشقوق ورش بؤر الذباب الرملي بالمبيدات الحشرية،وأما الوقاية التشخيصية فهي تتضمن تجنب الجلوس في الأرض واستعمال طارد الحشرات واستعمال الناموسيات عند النوم واستعمال المراوح لطرد الذباب والنوم في الأسطح العليا، ويكرر الدكتور عماد الدين الطيب ان من الواجب التوعية الصحية من خلال عمليات التطعيم مبيناً انه لا يوجد الآن لقاح للوقاية من هذا المرض بالمعنى الصحيح للوقاية من الاصابة بالمرض رغم وجود محاولات مستمرة في المملكة العربية السعودية لتصنيع اللقاح.وفي سؤال للمدير العام للشؤون الصحية بمنطقة حائل عن تداعي انتشار حالات مرض اللشمانيا أفاد الدكتور عصام بن محمد الحركة مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة حائل ان هذا المرض المنتشر بمنطقة حائل (مرض اللشمانيا) يستوطن في كثير من بلدان العالم والشرق الأوسط ومن بينها المملكة ويصاب الانسان بهذا المرض عن طريق حشرة شديدة الصغر تسمى ذبابة الرمل ينقل الطفيل المسبب للمرض من انسان أو حيوان مصاب بالمرض إلى انسان سليم ،حيث تلعب القوارض وبعض الحيوانات الأخرى مثل الكلاب والثعالب والحيوانات البرية دور العائل الوسيط لنقل المرض لذلك يزيد انتشار المرض بشكل أكبر في المناطق الزراعية ،حيث تتواجد ذبابة الرمل الناقلة للمرض في هذه الأماكن بكثافة عالية مضيفاً الدكتور الحركة انه يوجد نوعان أساسيان من مرض اللشمانيا نوع جلدي ونوع يصيب الأحشاء .وهذا النوع أكثر خطورة ولكنه محدود الانتشار في المملكة وخال من منطقة حائل ولله الحمد حيث ان المنطقة ليست منطقة توطن لهذا النوع من الأمراض .وتحدث الاصابة باللشمانيا الجلدية نتيجة انتقال الطفيل لجسم المصاب ولا تظهر الأعراض فوراً ،بل تحتاج لفترة حضانة تبلغ عدة أشهر حيث تظهر على شكل تقرحات جلدية في مكان الاصابة وغالباً ما تحدث الاصابة في أواخر الربيع وبدايات الصيف وتظهر الأعراض في أواخر الخريف وبداية الشتاء. 27مصاباً من كل مائة ألف مواطنوعن مشاكل مرض اللشمانيا أوضح الدكتور عصام الحركة انه لا يشكل مشكلة صحية خطيرة بمنطقة حائل ،حيث يبلغ معدل انتشار اللشمانيا الجلدية في المملكة (27.65) حالة لكل مائة الف من المواطنين والمقيمين ،وذلك طبقاً للكتاب الاحصائي السنوي لوزارة الصحة لعام 1419 1420ه بينما تبلغ نسبة الاصابات بمنطقة حائل 7.4% من مجمل الاصابات في المملكة مبيناً أن منطقة حائل قليلة الاصابة بهذا المرض المنتشر رغم الظروف البيئية التي تساعد على انتشار المرض بسبب كثرة المزارع والحيوانات البرية وهذا مؤشر ايجابي يدل على وجود نشاط وقائي لمكافحة هذا المرض.تراجع معدلات الاصابةوقال الدكتور الحركة عن الاجراءات التي تتخذ لمكافحة هذا المرض من قسم إدارة الرعاية الصحية الأولية بالمديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة حائل بهدف السيطرة على مكافحة حشرة ذبابة الرمل والحيوانات الناقلة لهذا المرض ،حيث يقوم القسم المختص في أعمال الرش الفراغي بالرذاذ والضباب منذ سنوات مما ساعد على تراجع معدلات الاصابة بهذا المرض تراجعاً كبيراً بالتعاون مع الجهات المختصة مع المديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة حائل مفيداً عن توفر وسائل تشخيص وعلاج اللشمانيا الجلدية في مختلف المرافق الصحية التابعة للمديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة حائل بدءا من مراكز الرعاية الصحية الأولية المنتشرة بمختلف بقاع المنطقة وانتهاء بمستشفيات المنطقة التي يتم تحويل الحالات المتقدمة اليها للحصول على الخدمات المتخصصة حيث تتوفر لدينا بفضل الله كافة التجهيزات والأدوية اللازمة لتشخيص وعلاج هذه الحالات.وأكد الدكتور عصام الحركة مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة حائل في ختام حديثه بأن المواطن له دور أساسي في حماية نفسه والوقاية من هذا المرض فوعي الأفراد والجماعات بأهمية الاصحاح البيئي والالتزام بالسلوك الصحي والمعايير الوقائىة بعدم النوم في العراء ومكافحة القوارض والحيوانات البرية وازالة الخرائب