أعلن الأمير محمد بن فيصل قبل بضعة أيام عدوله عن استقالته ( الإعلامية ) والتي أعلنها بعد النهائي ( الكئيب ) بعد أن كان قد أعلن قبل النهائي استمراره إثر خطاب رسمي أرسله للأمير سلطان بن فهد يطلب فيه إلغاء الاستقالة الرسمية التي رفعها في وقت سابق !! ودون ذكر عدد الاستقالات والتراجعات التي أعلنها أو ( أسر بها للمقربين ) سابقا تلميحا أو تصريحا منذ أكثر من عام وبمجرد استقراء للسطرين السابقين .. يكتشف المتبصر أن أبا سلطان أو الظاهرة كما أطلق عليه بعض محبي الهلال بعد الموسم الأول ( الخرافي ) .. يعيش حالة من الصراع مع النفس والظروف والضغوط .. ويقبع في أتون الصراع بين رغباته ورغبات الآخرين أيا كانت مشاربهم .. !!

معظم الشرائح الهلالية استبشرت بعودة الرئيس الظاهرة دون قيد أو شرط .. هللت ورحبت بعودته رغم الموسم الأخير للفريق وما رافقه من صدمات .. لأنها لازالت تستحضر في ذاكرتها عندما يأتي ذكر أبي سلطان .. ذلك الشاب المتحمس العاشق الذي يحترق من أجل الهلال قبل أن يفتر حماسه ويضعف طموحه .. باعترافه هو !! وهناك من هلل ورحب لأن الوقت ضيق والخوف من المجهول .. يشغل تفكيره .. وهناك من استبشر علنا وهو يوجس في نفسه خيفة !!

بالنسبة لي .. وبكل صراحة .. عندما أتحدث عن الرئيس الشاب محمد بن فيصل بشكل عام فإنني يجب أن أتحدث عن 3 أشخاص .. أبو سلطان الموسم الأول .. أبو سلطان الموسم الثاني .. أبو سلطان الموسم الثالث !!

فالأول شاب متحمس طموح يبحث عن صناعة الإنجازات للهلال وله .. مدعوم ماديا بشكل جبار من والده ولا يلتفت لأحد .. يحب الجميع ويبحث عن العمل في جو نظيف ووسط علاقات جيدة بالجميع .. فزار نادي النصر في افتتاح منشآت .. وصافح البلوي وسط جماهير الاتحاد .. وحافظ في تصريحاته على هذه المبادئ دون انفعال .. رواتب اللاعبين تدفع في وقتها وقبل وقتها أحيانا .. مكافآت تدفع في موعدها ( وبالكامل ) ... هدوء مميز في القرارات .. فكسب الرهان مع الجميع عندما أعطى الفرصة لباكيتا و كماتشو واللذين تعرضا لسيل من الانتقادات الجماهيرية في بدايتهما التي شهدت اهتزازا وركاكة ... ليصبحا فيما بعد مطلبا جماهيريا بعد أن ساهما في تحقيق ثلاثية محلية لم يسبق للزعيم أن حققها .. وانتهى الموسم بإيجابيات لا تحصى ... كان بطلها .. أبو سلطان .. الذي أصبح بعدها .. الظاهرة .. واستحق ذلك !!

أبو سلطان الموسم الثاني ... بدا وكأنه أشبع جزءا كبيرا من طموحه ... وبدأت تظهر في تصريحاته الحدة والانفعال .. فخاض معاركا إعلامية مع بعض رؤساء الأندية .. وظهرت له تصريحات أضرت أحيانا بالهلاليين أنفسهم .. واستفاد منها الخصوم حين استخدموها في أغراضهم المشينة .. كما أن البعض استطاع أن يخرج الرئيس الشاب عن طوره فأقحموه في حرب البيانات ليستخرجوا بعد ذلك بيانا حادا من أعلى سلطة رياضية في المملكة اعتبر ضد الهلال ومسؤوليه .. ثم فقد الفريق استقراره الفني بعد رحيل باكيتا للمنتخب فدخل الفريق في معمعة المدربين التي لم يخرج منها حتى الآن .. حيث اختارت الإدارة المدرب المستهلك ( كندينو ) رغم فشل تجربته الأخيرة مع الاتحاد ورغم أن تاريخه مؤخرا في البرازيل قبل مجيئة مليء بالإقالات والتعاقدات التي لاتدوم في أطولها سوى 3 أشهر وهو ماتكرر مع الهلال الذي اقتلعه بشكل سريع وأحضر كليبر مساعد باكيتا وسط تصريحات من الرئيس ضد باكيتا نفسه معلنا أن كليبر هو من صنع نجاحات باكيتا مع الهلال .. ومع ذلك فقد اقتلع كليبر بعد نهائي الدوري الذي خسره الفريق بثلاثة شبابية .. رغم أن كليبر استطاع أن يحرز قبلها مع الفريق بطولة كأس ولي العهد ... ليخرج الفريق من الموسم ببطولتين محليتين .. إضافة إلى بطولة إحضار ياسر القحطاني وهي حصيلة لابأس بها وتكفي لأن يعتبر الموسم جيدا .. رغم أنها أقل من حصيلة الموسم الذي قبله الذي استحق تقدير ممتاز !!!

أبو سلطان الموسم الثالث ... حماس فاتر ..الموسم يبدأ والرئيس في إجازة.. أحاديث شبه شهرية عن الابتعاد .. تصاريح متشنجة ضد أعضاء الشرف بعد شبه انعدام الدعم من والده .. تصاريح متشنجة ضد اللاعبين وأخبار عن علاقات باردة .. جافة .. متوترة مع بعضهم .. رواتب اللاعبين والعاملين في النادي تتأخر لستة أشهر ... مكافآت تعلن .. وقد تأتي أو لاتأتي .. أو تأتي ناقصة ... والكثير الكثير مما أحب أن اعتبره .. شيء مضى !!!


ولو أراد أبو سلطان رأيي أنا الفقير إلى ربه .. لقلت له .. تبي الصدق .. لا .. ترجع !!!

لا ترجع .. إن كنت مغصوبا ومجبورا .. على الرجوع !!!

لا ترجع .. إن لم تكن تشاركنا الطموح بمسح صورة الموسم الماضي السوداء .. بكأس آسيوية وعودة الاحتكارات المحلية .. والتشريف بالعالمية !!

لاترجع .. إن كان سلاحك في مواجهة الأزمات والتحديات .. التلويح بالاستقالة !!

لاترجع .. إن كنت ستعتمد على ميزانية ( الوعود الشرفية ) التي قد تخذلك كما فعلت سابقا .. وفي أوقات حرجة !!

لاترجع .. إن كنت ستؤكد مايشاع عن علاقات متوترة مع بعض عمالقة الفريق ونجومه التاريخيين !!

لاترجع .. إن كنت تفتقد حماسك وطموحك السابقين .. !!

لاترجع .. إن كنت ستعتبر الناصحين الصادقين أعداءك .. والمتزلفين المنافقين .. أحبابك !!

أما أبو سلطان الذي أحببناه واحترمناه وعشقناه في أول موسم ... وشاركناه الأفراح الزرقاء .. فهو مطلبنا ومنانا .. وحلمنا الذي ننتظره .. فهل يكون هو .. ذلك الذي .. أعلن الرجوع ؟!!