قراءة في عناصر المنتخب السعودي الجديدة المختارة للمشاركة في دورة الخليج العربية الـ15:
الحراسة: مطمئنة 100%.. وهم الأفضل
الدفاع: البطء سمة مشتركة للعناصر المختارة..!

بدأ أفراد المنتخب السعودي الأول لكرة القدم المختارون حديثاً من قبل لجنة شؤون المنتخبات وبرؤية فنية مصدرها المدير الفني للمنتخب الجوهر - 43 سنة - أمس أول أيام المعسكر التحضيري بمقر المعسكرات الدائم للمنتخبات بإستاد الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز بالرياض، وذلك استعداداً لخوض منافسات بطولة دورة الخليج العربية الـ(15) التي ستستضيفها السعودية للمرة الثالثة في تاريخها. وستنطلق فعالياتها خلال الفترة من 16 إلى 30 يناير المقبل.
وتم اعتماد اسم (29) لاعباً للدخول للمعسكر، سيتم فيما بعد وقبل انطلاقة البطولة تخفيضهم إلى العدد الذي سيحدده المدرب السعودي ناصر الجوهر، ووفق ما تسمح به لوائح البطولة. وفق احتياجاته الفعلية لهذه البطولة.
هذه التشكيلة كسابقاتها من التشكيلات لم تخرج عن العرف الرياضي من حيث ردود الأفعال حولها بالإيجاب (وهم أكثرية) وسلبية لا يجب أن تهمل أو تنحى جانباً إظهاراً لعدم أهميتها أو عدم الالتفات إليها لمجرد أنها أظهرت اختلافا في وجهة النظر حول اسم أو أسماء تم اختيارها أو لم يتم.
الإطار العام للاختيار
وجهة نظر المدرب ناصر الجوهر القائلة أنه لا مفاجآت في العناصر المختارة يميل إلى التحفيز للمعنيين بـ"المفاجأة" والشد من أزرهم وهم في بداية التمثيل الدولي، لكنها واقعياً وجهة نظر لامست العاطفة له كمدرب نحو أبنائه اللاعبين والذي دوماً ينظر إليهم كوحدة واحدة لا يفرق بين عنصر قديم أو جديد فيها.
وإلا فالمفاجأة بالفعل قد حدثت بوجود أسماء وتحديدهم أو استعراضهم لا يعني مجال التقليل من شأنهم إنما هو الإطار العام للنقد في مسألة الاختيارات الـ(29) الذين أعلنت لجنة شؤون المنتخبات عنهم. والعناصر التي دخلت التشكيل ولم تخل من مفاجأة في نظر الجماهير الرياضية.. وهي:
المدافع حمد المنتشري، وبندر خليل، وأسامة برناوي، وسامي شاص، وعلي يزيد.
ومبعث الاستغراب في وجودهم ينطلق من:
* عدم ظهورهم بمستوى مرتفع في جولات الدوري السابقة.
* قلة تجربتهم الدولية وصعوبة تأقلمهم مع منافسة خاصة كدورة الخليج في الفترة القصيرة الفاصلة بين هذا المعسكر وبين انطلاقة البطولة.


ووقفات مع التشكيل
المتمعن في قائمة الـ(29) سيخرج بجملة تصورات ورؤى حولها. و"الوطن" طرحت هذه التصورات على النحو التالي:
حراسة المرمى:
إن مجرد وجود العنصرين الأهم والأبرز في مركز حراسة المرمى السعودية في الوقت الحاضر والمتمثلة في كل من:
محمد الدعيع (31 سنة)، محمد الخوجلي (27سنة)، يعطي دلالة على حسن الاختيار، ويبعث على الاطمئنان على هذا المركز في هذه المنافسة. فالمحمدان يمثلان مركز ثقة وثقل في الأخضر. وكلاهما جدير بحراسة المرمى السعودي وحسبما سيقرر الجوهر وجهازه الفني ذلك.
إذن، فمركز حراسة المرمى مطمئن وبنسبة 100% ولا يجب أن نغفل عن نجاحات حارسي المرمى الآخرين: مبروك زايد، ومنصور النجعي، مع فريقهما الاتحاد والأهلي، غير أن فرصة تمثيل أحدهما الأخضر في هذه البطولة ضئيلة جداً لكنها غير مستبعدة.
خط الدفاع:
الأسماء المختارة طابعها الأدائي الدفاع بمراكزه المختلفة، نجد أن هناك قاسماً مشتركاً بينهما - برأيي - وهو عامل البطء في أدائها الفردي ما عدا الظهير الأيمن أحمد الدوخي. أما البقية فأخطر ما سيواجهها اللاعب السريع، وهم متوفرون في المنتخبات الخليجية أمثال: بشار عبدالله (الكويت)، كاظم علي ومحمد عمر (الإمارات)، ومحمد سالمين (البحرين)... وغيرهم.
كما أن عنصر إجادة ألعاب الهواء شبه مفقودة بغياب الدولي الخبير محمد الخليوي.
وهذا يدفع المدرب السعودي ناصر الجوهر إلى تحديد الأسلوب الأدائي المناسب لهذه التوليفة مبكراً، والذي يمكن هؤلاء من تغطية بعض أوجه القصور الفنية لديهم. كما أن ارتفاع المعدل اللياقي لدى اللاعب يساعد في كثير من الحالات على تعويض بعض المهارات. وحسن التمركز وردة الفعل السريعة هما أيضا يقللان من أثر البطء في حركة اللاعب.
ونحن كمتابعين سنرى وسنراقب ما سيلجأ إليه الجوهر من أساليب تدريبية لن يسعى هو كمدرب للإفصاح عنها، لكننا سنطمئن من خلال الأمثل منها لوضعية هذا الخط المهم والركيزة الأساس في أي بناء أو رسم فني يقوم به مدرب.. ونحن بدورنا نأمل من اللاعبين أنفسهم التفاعل وبمثابرة مدربهم في هذه المرحلة حتى يتم اختزال فترة الإعداد والتأهيل لهذه البطولة الكبيرة والمنتظرة منذ سنوات.
خط الوسط:
بلغت درجة الرضا حول عناصر هذا الخط ما يقارب الـ(99%) تقريباً، وفيما لو وجد اسم الدولي محمد نور ضمن هذه العناصر المختارة لاكتملت الدرجة إلى الـ(100%) وعلى الرغم من ذلك، فإن غياب لاعب كبير كمحمد نور والذي حاز قبل أيام ترشيحاً عالمياً، لا يقلل ولن يؤثر في الأداء العام لهذا الخط، أجاد المدرب الجوهر رسم المهام والأدوار بدقة للاعبيه، وأحسن اللاعبون القيام بهذه المهام على الوجه المطلوب. وتمثل العناصر التالية مراكز ثقل، وتتمتع بخبرة ميدانية جيدة، ولهم سابق معرفة بالمنافسات الكروية الخليجية من خلال الاحتكاك واللقاءات على صعيد الأندية والمنتخبات، وهذه العناصر.. هي:
سامي الجابر (قائد الفريق)، إبراهيم ماطر، عبدالله الواكد، محمد الشلهوب. خميس العويران.
ولا شك أن الجوهر سيرمي بثقته كاملة في هذه العناصر الدولية المتميزة، والتي بمقدورها قيادة دفة مركب الأخضر في هذه البطولة التنافسية العريقة، متى أدى كل واحد من هؤلاء ما لديه. فمركز الوسط في أي فريق أو أي منتخب هو صمام الأمان ومنطلق روح التفاؤل والانتصار ونقطة التحول من تفوق أو إلى فشل. فارتقاء أداء عناصر خط الوسط ينعكس إيجاباً على الأداء العام للفريق، والعكس صحيح! ومن المزايا البارزة في الأسماء المختارة لهذا الخط:
- الخبرة الميدانية الجيدة.
- المهارة الفردية العالية.
- تناغم أطوال عناصر هذا الخط.
- صناعة وتسجيل الأهداف.
خط الهجوم:
هناك تباين واضح في رؤية الجماهير حول العناصر المختارة لهذا الخط (عبدالله الجمعان، سعد الزهراني، وليد الجيزاني، الحسن اليامي، مرزوق العتيبي، علي يزيد) هذه العناصر ومن قراءة سريعة لكل عنصر منهم ولما قدمه في جولات مسابقة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين يتوقف المتابع عند حقائق.. هي:
* ضعف التجربة التهديفية الدولية، ما عدا المهاجم عبدالله الجمعان.
* محدودية المشاركات الدولية لهذه العناصر.
* فقدان الحاسة التهديفية لأكثر هذه العناصر في الآونة الأخيرة.
* ابتعاد أغلب هذه الأسماء عن مستواها وافتقادها للتأثير الفني لفرقها أو للفرق المقابلة.
* فقدان القيادة الهجومية عن كل هذه العناصر، فأداؤها مكمل وليس مبتكرا.
ومن هذا المنطلق يستغرب المتابع خطوة الجوهر بالإقدام على هذه التوليفة التي لا شك أنها جيدة فردياً، لكنها تحتاج إلى فترة إعداد وتحضير أكبر من الفترة المحدودة لكون تجربتهم مع أنديتهم تختلف تماماً مع واقعهم الجديد مع منتخب وفي بطولة مختلفة كبطولة الخليج تعتمد على عناصر من اللاعبين، وهو ما سنشاهده في تشكيلات المنتخبات الخليجية المشاركة وذلك حسب متابعتنا لما يكتب بهذه الدول عن هذه البطولة والمطالبات المتكررة هناك بضرورة الاستعانة بلاعبي الخبرة!.
والسؤال الذي يطرح نفسه، كيف سيتمكن المدرب ناصر الجوهر إيجاد توليفة هجومية تتوافر لها القدرة التهديفية من خلال:
- التسديد بالقدم.
- التسديد بالرأس.
- الاحتراف الدفاعي.
- الضربات الثابتة.

المباريات التجريبية التي سيخوضها الأخضر قبل الدخول في غمار البطولة إما ستعزز من مبررات الاختيار لهذه العناصر وتزيد الثقة بها، أو تثير الجدل مجدداً حولها معايير الاختيار التي اعتمد عليها المدرب.. نأمل في النتيجة الأولى.

======
المصدر / جريدة الوطن الجمعه 6 /10 /1422 هـ