13/03/2007, 11:49 AM
|
 | زعيــم نشيــط | | تاريخ التسجيل: 18/09/2003 المكان: U S A
مشاركات: 823
| |
روعة الأساطير الإغريقيّة وخيالها في ملحمة «غاد أوف وور 2»
قليلة هي الألعاب التي لا يمكن نسيانها، والتي يتمّ ذكرها بعد عدّة سنين من طرحها كمرجع للكمال والإتقان والروعة. ولعبة «غاد أوف وور» god of war على جهاز بلاي ستيشن 2 التي تمّ طرحها في عام 2005 هي واحدة من هذه الألعاب، إذ أنّها حصدت الكثير والكثير من الجوائز في ذلك العام، وما تزال محفورة في أذهان اللاعبين إلى الآن.
ولن يترك جهاز بلاي ستيشن 2 ساحة المعركة لأجهزة الجيل الجديد بسهولة وبدون أن يترك بصمة مميّزة قبل تقاعده، خصوصا مع الانتشار الكبير الذي لاقاه الجهاز، إذ قامت شركة سوني اليوم الثلاثاء 13 مارس 2007 بطرح الجزء الثاني لهذه اللعبة الرائعة، والتي تحتوي على الكثير من عناصر الأساطير الإغريقيّة الخياليّة الممتعة. وعلى الرغم من توقع العديد من اللاعبين طرح الجزء الثاني على جهاز بلاي ستيشن 3، إلا أنّ شركة سوني قرّرت طرحه على جهاز بلاي ستيشن 2 نظرا للخبرة العالية لفريق العمل في البرمجة عليه، ولعدم توفر الوقت الكافي للفريق لتعلم المهارات الكافية للبرمجة على الجهاز الجديد وإصدار لعبة تفوق توقعات اللاعبين. هذا الأمر سيخدم فئة أكبر من اللاعبين نظرا لعدم اقتناء الكثير منهم الجهاز الجديد، وسيخدم سوني في المبيعات أيضا.
* قصّة اللعبة من أنهى الجزء الأوّل من اللعبة يعلم بأنّ بطلها القاسي «كريتوس» Kratos شبح سبارتا Ghost Of Sparta قد جلس على العرش بعد معركة مميّزة مع عدوّه «إيريس» Ares، ولكنّ مغامرته لم تنته بعد، إذ أنّ الجزء الثاني يكمل المشوار من نهاية الجزء الأوّل. وتتمحور الأحداث في هذا الجزء الجديد حول انتقام «كريتوس» من الشخصيّات الخياليّة كـ«زيوس» Zeus و«أثينا» Athena ، اللذين جرّداه من قوّته ووضعاها في نصل «أوليمبوس» Blade Of Olympus بسبب تعجرف «كريتوس» الكبير تجاه عامّة الشعب وتعطشه للدماء وإبادته لحضارات كاملة، بالإضافة إلى غزوه مدينة «رود» Rhodes، الأمر الذي حوّل «كريتوس» إلى شخص أكثر شرّا من عدوّه «إيريس». هذا وتمّ تجريد «كريتوس» من قواه الخارقة أثناء قتله الناس ودوسهم كالنمل، عندما تمّ إرسال طائر سحريّ قلم بسلب جميع قوى «كريتوس» وصغرّه إلى الحجم العاديّ، ثمّ أطلق الطائر تمثال مدينة «رود» الحجريّ العملاق ليقتل «كريتوس» (يقوم «كريتوس» باستخدام قوس ضخم ليطلق نفسه نحو رأس التمثال لإجباره على فتح جفونه، ليقوم بعدها بطعنه في عينه). ويقوم «كريتوس» بالبحث عن المساعدة، ليجدها عن طريق العملاقة غايا Gaia التي تريد التخلص من «زوس» نفسه. ويجب على «كريتوس» البحث عن «أخوات القدر» Sisters Of Fate في قصرهن على جزيرة نائيّة، وإقناعهن بإرجاع الزمن إلى الوراء ليقوم «كريتوس» بقتال «زوس». ولن نكشف المزيد من تفاصيل القصة نظرا لتطوّرها أثناء اللعب، ولعدم كشف عنصر المفاجأة فيها. الجدير ذكره أنّ قصّة اللعبة في هذا الجزء تقوم بالتركيز بشكل أكبر على عناصر القوّة والجشع والغاية، الأمر الذي سيزيد من استمتاع اللاعبين باللعبة وانغماسهم في تفاصيلها. ولكنّ الأمر الذي لن يُشبع استمتاع اللاعبين بقصّة اللعبة هو معرفتهم المسبقة بأنّ هذا الجزء من اللعبة سينتهي ولن تنتهي معه القصّة، نظرا لأنّ الشركة المبرمجة تقوم بتحضير الجزء الثالث من اللعبة (والذي قد يكون الجزء الأخير)، مع عدم تحديد جيل الجهاز الذي سيتمّ طرح ذلك الجزء عليه* مزايا جديدة إن لم يكن اللاعب يقاتل وحوشا ضخمة، فإنّه سيكون منشغلا بحلّ الألغاز الممتعة من حوله، ولن يكون لديه الوقت الكافي للتوقف والتقاط أنفاسه وتأمل البيئة الرائعة. ومن اعتقد بأنّ الجزء الأوّل كان يحتوي على عناصر ضخمة من وحوش وأبنية، فإنّ الجزء الجديد يتفوّق في هذا المجال بشكل أكبر، ويجعل أيّ عنصر ضخم في جميع الألعاب على الجهاز تبدو وكأنّها قزم صغير بالنسبة له، مثل وجود أحصنة أسطورية ضخمة تطير باستخدام أجنحة، يمكن لـ«كريتوس» التحرك والركض على لجامها، بالإضافة إلى مبان ضخمة في الأفق يمكن الوصول إليها تبدو أعلى من الجبال المحيطة بها، ونُصب ضخمة تبدو في غاية الروعة.
البيئة أصبحت أكبر حجما أيضا وأكثر تنوعا من قبل، حيث أنّه توجد مراحل مليئة بالرخام والحجارة والنار والحديد، وأخرى مليئة بالحشائش والشلالات والحدائق والمباني الخشبية، وأخرى ثلجية بالقرب من الجبال، وكهوف تحت الأرض مليئة بعناصر عضوية تجعل اللعبة تبدو وكأنّ مخرجا سينمائيّا مشهورا قد قام بالإشراف عليها وعلى تصويرها.
وبالطبع، فإنّ اللعب في بيئة كهذه يحتاج إلى وجود أعداء مميّزين، الأمر المتوفر بشكل كبير في الأساطير الإغريقيّة. وتمّ استخدام بعض الأعداء من الجزء الاوّل وتقديم أعداء جدد، مثل «ميدوسا» Medusa التي تحوّل من ينظر إليها إلى حجر جامد خلال مهاجمة الأفاعي الموجودة في شعرها لـ«كريتوس»، والعمالقة ذوي العين الواحدة «سايكلوبس» Cyclops والهياكل العظمية والوحوش الخضراء والحيوانات البريّة، والعملاق «أطلس» Atlas الموجود في الحمم البركانيّة وكائن ضخم هجين بين النسر والأسد، بالإَضافة إلى تضاعف عدد اعداء نهايات المراحل (التي يرتقب جميع اللاعبين قتالها نظرا لروعتها وضخامتها) والتي تملأ الشاشة في معظم الأحيان.
ومن المراحل المميّزة في اللعبة مرحلة يقوم فيها «كريتوس» بالقفز على حصان «بيغاسوس» Pegasus الأسطوريّ الذي له أجنحة مصنوعة من نيران جبل أوليمبوس والتحليق به في السماء، أثناء مشاهدة جزيرة القدر Isle Of Fate تقترب في الأفق من تحت الغيوم التي ينعكس عليها ضوء القمر المكتمل.
اللعبة تحتوي على عنصر الألغاز الذي يريح اللاعب قليلا أثناء اللعب، ولكنّ هذه الراحة غالبا ما تكون قصيرة الأمد، نظرا لأنّ الألغاز ليست معقدة أو طويلة لدرجة قد تُشعر اللاعبين بالملل، ولكنّ البعض منها قد يخدع قليلا وقد يتطلب كميّة تفكير أكثر من بعض الألغاز في الجزء الاوّل.
وتقدّم اللعبة الكثير من العناصر المخفيّة والتي يتمّ إظهارها بعد إتمامها (كميّة العناصر التي تظهر تختلف حسب مستوى الصعوبة المختار)، مثل قاعة الجبّارين Hall Of The Titans التي يتمّ فيها تحدي الأعداء عبر 7 مراحل (عوضا عن 10 في الجزء الأوّل) والتي يمكن فيها التسجيل على بطاقة الذاكرة بين التحدي والآخر (على خلاف الجزء الأوّل)، بالإضافة إلى وجود نمط «الحلبة» Arena والذي يمكن فيه اختيار مجموعات من الأعداء ووضعهم في داخل حلبة إغريقيّة وقتالهم كلهم في آن واحد. الجدير ذكره أنّ العناصر التي يتمّ الحصول عليها في اللعبة نفسها وفي أنماط اللعبة الأخرى متبادلة، أي أنّه يمكن جمع الكثير من كرات الطاقة الحمراء السحريّة Red Orbs من نمط اللعب الرئيسيّ واستخدامها في تحدي الأعداء، أو بالعكس. هذا وتمّت إضافة الكثير من الحركات الجديدة لـ«كريتوس»، مثل أجنحة آيكاروس Wings Of Icarus التي تسمح له بالوصول إلى أماكن بعيدة، أو وجود «مطرقة البربر» Barbarian Hammer الضخمة و«رمح القدر» Spear Of Destiny الأزرق وسيف أوليمبوس الضخم، بالإضافة إلى قدرة «كريتوس» على التأرجح عند رمي خطاف موجود في أسلحته نحو حلقات خاصّة، للوصول إلى الأماكن البعيدة، والكثير من القدرات السحريّة الجديدة مثل استخدام الجليد والريح والرعد والكثير من عناصر الطبيعة الأخرى.
ويتمّ بيع اللعبة على شكل قرصين، الأوّل يحتوي على اللعبة الرئيسيّة، بينما يحتوي الثاني على الكثير من المزايا الإضافيّة، مثل برنامج وثائقيّ حول كيفيّة برمجة اللعبة، بالإضافة إلى بعض المراحل التي تمّ حذفها وموسيقى اللعبة ورسومات كثيرة. هذا ويجب التذكير بأنّ اللعبة تحتوي على الكثير من المشاهد الداميّة والعنيفة، ولذلك فإنّها قد لا تناسب ذوي القلوب الضعيفة.
* مواصفات تقنية رسومات اللعبة مذهلة، وتقارب مستوى رسومات أجهزة الجيل الجديد نظرا للعناية الكبيرة الموضوعة في رسمها وتشذيبها. ولا يسع اللاعب إلا شكر فناني الرسومات أثناء عبوره عبر كلّ منطقة، نتيجة الإبداع الفنيّ الكبير الموجود في اللعبة. الجدير ذكره أنّه يتمّ عرض اللعبة بدقة الرسم التسلسلي 480 Progressive، الأمر الذي يزيد من وضوح الصورة بشكل كبير. هذا وتحتوي اللعبة على تفاصيل رسومات كثيرة في جميع الأنحاء، مثل القدرة على تعداد الريش الذي يتطاير عن الأجنحة، والتشققات في الحجارة وانعكاس الرسومات على المياه، والكثير غيرها من المؤثرات البصريّة الممتازة. أمّا بالنسبة للتصوير، فإنّ الكاميرا ثابتة ولا تعيق رؤوية اللاعب بأيّ شكل من الأشكال، وتقوم بتغيير منظور التصوير بشكل ديناميكيّ أثناء التحرّك لتعطي تصويرا رائعا ومن زوايا مختلفة أثناء الإقتراب من العناصر الضخمة، الأمر الذي يزيد من متعة اللعب بشكل كبير جدّا. وبسبب جمال وروعة الرسومات، فإنّ بعض اللاعبين قد يشعرون بالحاجة إلى النظر إلى أجهزتهم للتأكد من أنّهم يلعبون اللعبة على جهاز بلاي ستيشن 2، وليس على جهاز بلاي ستيشن 3.
أمّا بالنسبة لصوتيات اللعبة فإنّها ممتازة وتلائم أجواء اللعب الخياليّ بشكل ممتاز، حيث أنّ الموسيقى أسطورية ومليئة بالسمفونيّات الحماسيّة والحزينة والسريعة والهادئة، حسب أجواء اللعب. ولو كانت الموسيقى في اللعبة مؤلفة لفلم ملحمي لتمّ ترشيحها حتما لجائزة عالمية في فئة الموسيقى التصويريّة. أصوات الشخصيّات مسجلة بدقة عالية وبإتقان شديد جدّا، وتضع اللاعبين في الأجواء الأسطوريّة. وبالنسبة للتحكم، فإنّه تمّ تغيير الاعتماد على الضغط السريع على زرّ R1 لفتح الصناديق واستخدام زرّ الدائرة عوضا عنه لسهولة التحرّك، بالإضافة إلى وجود القدرة الآن على القفز إلى الأسفل أثناء تسلق جبل أو حائط ما، وزيادة مدى تحرّك الصناديق بعد ركلها، لتوفير وقت أكبر للاستمتاع باللعبة عوضا عن تضييع الوقت في تحريك الأشياء.
أسلوب العراك يماثل الموجود في الجزء الأوّل، نظرا لسهولة تنفيذه وتوقيته السلس، ولكن تمّ تعديل بعض الحركات القديمة بعض الشيء، وإضافة حركات جديدة مميّزة. إن ارتحت بأسلوب الجزء الأوّل فإنّ هذا الجزء سيناسبك أيضا، أمّا إن لم تلعب في الجزء الأوّل فإنّ هذه اللعبة تقدّم أحد أفضل أساليب التحكم حتى الآن.
الجزء الجديد من هذه اللعبة استطاع التفوّق، وبجدارة، على الجزء الأوّل الذي أتى من العدم وفاجأ الجميع بروعته وإتقانه، والذي رفع مقاييس ألعاب المغامرات والحركة بشكل كبير جدّا. القصة والحبكة مدروستان بعناية، ويوجد في هذا الجزء الكثير مما أحبّه اللاعبون في الجزء الأوّل، والكثير من الإضافات الجديدة التي ستجعلهم يلعبون بها لأشهر طويلة بعد إتمامها. ويمكن، وبكلّ سهولة، القول بأنّ هذا الجزء وصل إلى مرحلة الكمال وعدم وجود أيّة عيوب فيه، ولعلّ المأخذ الوحيد عليه هو أنّ اللاعب سيتمم هذا الجزء عاجلا أم آجلا، ويجب عليه الانتظار إلى حين طرح الجزء الثالث من هذه اللعبة الأسطوريّة المميّزة للاستمتاع بها مرّة أخرى.
إن كنت قد لعبت بالجزء الأوّل، فإنّك لست بحاجة لقراءة هذا الموضوع، إذ أنّك تقوم، على الأغلب، باللعب بالجزء الجديد الآن. أمّا إن لم تقتن الجزء الأوّل فإنّ اللعب بالجزء الجديد فقط ليس عذرا كافيا لعدم اقتناء الجزء الأوّل واللعب به قبل اللعب بالجزء الجديد، ليس لأنّ القصتين مرتبطتان، بلّ لأنّ الجزء الأوّل ما يزال من أفضل الألعاب الموجودة على الجهاز، ولم يتفوّق عليه سوى هذا الجزء الجديد. الكمال في الألعاب الإلكترونيّة أمر شبه مستحيل، ولكن هذا الجزء يثبت بأنّ التفوّق على الكمال أمر ممكن!
* معلومات عن اللعبة ـ الشركة المصنعة: سوني كومبيوتر إنترتينمنت Sony Computer Entertainment http://www.scea.com ـ الشركة الناشرة: سوني كومبيوتر إنترتينمنت ستوديوز سانتا مونيكا SCE Studios Santa Monica ـ صفحة اللعبة على الإنترنت: http://www.us.playstation.com/conten...CUS-97481/site ـ نوع اللعبة: حركة ومغامرات من المنظور الثالث Third-person Action Adventure ـ أجهزة اللعب: بلاي ستيشن 2 ـ تاريخ الإصدار: 02/2007 - تقييم مجلس برمجيّات الترفيه ESRB: للبالغين "Mature" - عدد اللاعبين: 1 |
الوضع العادي
