07/02/2002, 03:06 PM
|
زعيــم نشيــط | | تاريخ التسجيل: 17/06/2001 المكان: حذف اجابتين
مشاركات: 509
| |
ابن الكلب مجرد أربعينية أرادت أن تفاجأ عائلتها بالعودة باكرا للمنزل
بالكاد توقف السائق بالسيارة أمام عشها حتى هبت مقتحمة أرجاءه كسهم ألهبه الشوق
ما أن وقعت عيناها على أول وجه صادفته بالمنزل حتى أطلقت صرخة هزت جنبات البيت
الغريب أن هذه الصرخة لا تمت لصرخات الشوق بصلة
تراجعت للخلف بذهول كأي امرأة تشاهد شابة غريبة تتجول شبه عارية في منزلها
بتبخر ثواني الذهول
هجمت المرأة على الشابة والله وحده العالم نواياها
تكلل مشروعها بالفشل بعد أن خرج ابنها من اللامكان
احتضن الشاب أمه مطالبا إياها بالهدوء
استغلت الفتاة هذا الموقف و ارتدت ملابسها و عباءتها و فرت من المنزل
حاولت المرأة التخلص من ابنها و الانقضاض على الشابة لكن أنى لهذا الجسد المتهالك من تجاوز جسم الابن المفتول
ألقت نظرة مشتعلة على وجه ابنها الشاب
صاحت والرعشة تنفض جسدها
" من هذي "
يبدوا أن الصمت هو الإجابة المناسبة لأي شخص غارق في الخطيئة
بأحقر ما تملك ( باطن حذائها ) هوت على أعز ما يملك ( أعلى خده )!!؟
ه" و الله انه ناغزني قلبي من يوم عرفت انك انت اللي تستخدم جوال ابوك في مكالمات بالساعات
بس خبالتي خلتني ما اصدق ، لدرجة اني ما فاتحتك بالموضوع "!!!؟
على أنغام عزف الأم على خد الابن
وثب الأب إلى ساحة النزال
هذا ما كان ينقص هذه الأمسية الوردية لجعلها مكتملة
فور وصوله استقبل النبأ مفصلا من القناة الإعلامية الوحيدة المصرح لها بالحديث في هذا الوقت
أغلقت الأم فمها سامحة للأب القيام بدور البطولة في هذه اللحظة
لم يكلف الأب عينه عناء النظر
لم يكلف لسانه عناء الكلام
بل أوكل المهمة كلها ليده
و عبر عن ما يعتمل في داخله بصفعة دفعت الابن للسقوط
انتصب الشاب واقفا كأنه يطلب المزيد
تاركا لسكوته شرف استفزاز الجميع
صرخت الأم:
" قل شيء
أي شيء
يمكن اصدقك " !!؟
لكن الإجابة ذاتها كانت تتكرر عند طرح أي سؤال
تهالكت المرأة في حضن زوجها مطلقة لدموعها العنان
حان الآن وقت البكاء على الحقيقة
الحقيقة التي رأتها
بلا مقدمات
تقدم الشاب من يد أمه ليقبلها
بصوت متهدج تساقطت الحروف من فم الأم كالحمم
ه" تدري وش سويت
كأنك أخذت عشرين سنه من عمري
عشرين سنه من تعبي و دعواتي و أحلامي
أخذت كل هذا وكبيته في الزباله "ه
الألم
و الألم وحده
كان العامل المشترك بين هذه الشخصيات
بقاء الابن في المكان ما كان إلا ليزيد من حدة هذا الألم
لكن تبقى للشاب القيام بآخر مهمة قبل المغادرة
التفت إلى جهة أبيه وهم بتقبيل يده
لم تكن مصادفة عندما اختار تقبيل نفس اليد التي صفعته قبل قليل
سحب الأب يده بعنف مصدرا حكمه النهائي:
" اطلع برا "
بسرعة الضوء خرج الابن من غرفة المعركة متوجها إلى باب المنزل
سمع صوت والده يناديه
كرهه الفائض للمكان دفعه إلى تجاهل النداء
إلا أن الأب اعترض طريقه
و بعد نظرات متوترة تكلم الأب بنبرة هامسة
" سامحني يا ولدي "
استمر الشاب في تهميش صوت والده
سحب الباب بشدة معبرا عن رغبته الملحة بالخروج
و في محاولة يائسة وضع الأب يده على كتف الابن مواصلا لهجته الخافتة
" اقسم بالله اني ما دريت أن امك بتجي هالحزه "
امسك الشاب يد والده و قذفها في الهواء
قذف باليد التي صفعته
اليد التي استقبلت قبلته
اليد التي كانت سببا في كل أفراحه وأحزانه
اليد التي نجحت في إذابة كتلة الجليد المقيمة في فمه
استعار الشاب لهجة والده المكتومة
و نطق بعبارته الأولى و الأخيرة
" حرام انك توصخ يدك وتحطها على جسم ابن كلب مثلي "
عندها
صفق الابن بالباب من خلفه معلنا إسدال الستار للأبد |