بسم الله الرحمن الرحيم

عندما يخسر الهلال نهائيين متتاليين بين أرضه وجمهوره حدث يستحق الوقوف عنده
كثيراً ومناقشته من كل الأوجه ..
وإن كنت أرى أن الحديث عنه إدارياً هو الأجدى لإرتباط الخسارة بالجانب الإداري أكثر
من ما هو فني !

والأمل بعد الله بأعضاء الشرف بأن يكون اجتماع الأحد المقبل مثمر ويكون شعاره
( الهلال أولاً ) .. وأن ويكون اختيار الرئيس القادم على وفق معايير بعيده كل البعد
عن صاحب المال الأكثر ..


فالعقلية التي تعرف كيف تنفق المال ومن أين تكتسبه هي التي نريدها أن ترأس الهلال ..
المال هو مهر ( كرسي الرئاسة ) في جميع الأندية ولا اختلاف في ذلك ومن يملكه
هو مطلب كل الجماهير .. ولكن – بوجهة نظري- المال وحده لا يكفي إذ لم يقترن
بــ( فكر ) وعقلية رياضية واعية وحكيمة ..

ولنعود قليلاً عندما تولى ( محمد بن فيصل ) رئاسة نادي الهلال حينها الأغلب من الجماهير
إن لم يكن الجميع ( تخوفوا ) من هذه الخطوة .. وهي كيف يمكن لـ( صغير السن )
أن يرأس نادي بحجم الهلال ! وهو الرئيس الذي تقلد الرئاسة
ولم يُسمع عنه من قبل كعضو شرف !كانت بالفعل شجاعة من هذا الشاب
المدعوم ( فكرياً ) ومالياً حينها ..
واقصد بالدعم الفكري هو وقوف أعضاء الشرف المعروفين بفكرهم الرياضي
ومعرفتهم المسبقة بكيفية إدارة نادي مثل الهلال ..

وكانت الحصيلة حصد جميع البطولات المحلية بلاعبين أجانب لم يكلفوا الخزينة
مبالغ طائلة وبشراء الغنام من الشباب بدفع جزء بسيط من المبلغ والمتبقي
كما هو معروف كان ( هدية ) الخال لابن الأخت !

رغبة اللاعبين وطموح الشاب وخلفهم سياسة حكيمة لها خبرتها الرياضية كانت جميعها
خلف هذا الإنجاز في ذلك الموسم ..
ما خاب من استشار .. ويد الله مع الجماعة كانت هي عنوان موسم من أروع المواسم للهلال..

ولنا في فقدان واحده منها ما تحقق لنا في موسم ( بن مساعد ) الأخير حينما كابر على
اديموس ولم يكن للاستشارة الشرفية دور فكانت لنا أكبر نكسة في تاريخنا !
ليس معنى كلامي أن تكون هناك تدخلات في العمل وازدواجية ولكن للهلال رجال
لهم حنكتهم الرياضية التي يجب أن تستشار ..

وهذا للأسف ما انتهجه ( محمد بن فيصل ) من منتصف الموسم الماضي وهذا الموسم !
فُقدت عناصر مهمه كانت مسانده له في أول موسم وهذا نتاجه بلا شك ( الصفر )
والخروج من المولد بلا حمص !..

التلويح بالاستقالة أكثر من مره ..
تصاريح لم يكن لها داع وتفتقد للحنكة التي كانت من أهم أسباب نجاح موسم الثلاثية .
.الطموح المربوط فقط بالتأهل لآسيا كإنجاز شخصي لسموه !
وما خاب من استشار .. ويد الله مع الجماعة كانت للأسف غائبة تماماً من قبل الرئيس
في هذا الموسم !!

مشاكل عدة تتعلق في ( الفكر الرياضي ) كانت ظاهرة وجلية هذا الموسم في الهلال لا ينكرها
أي مشجع هلالي ولم تكن المشكلة الأكبر هي ( المال ) ..
بدايةً بمعسكر تونس مروراً بالتخبط في اختيار المدربين – وليس مدرب ! – وبالأجانب البرازيليين
ويلتون وقوارو وعدم إدراج الأول وأيضا عدم انهاء عقده حينما لم يُقنع !
ومكافأة الآخر بعد أن قدم مستويات رائعة – بوجهة نظري – طيلة الفترة الأولى بركنه
جزاء مافعله في مباراة الاتفاق الأخيرة له من صنع الهدفين لياسر القحطاني !
وغير ذلك الكثير من التخبط ( الفكري ) وكان ختامها معسكر العين وتصريح الوداع
بأن باكيتا ( باعها ) !!

حقيقة أمور غريبة ( أُتحفنا ) فيها نحن الجمهور هذا الموسم !
لماذا لم يأتي برشلونه ؟
لماذا لم يكن هناك طبيب على مستوى يليق بزعيم آسيا ؟
لماذا لم يكن هناك مدرب لياقة كفؤ ؟

المضحك بأن أجوبة كل الاستفسارات التي بعقل كل مشج هلالي هو ( خربوه علينا ) !
هل وصل بنا الحال إلى هذا الحد ؟!!

خطوات الفشل كثيرة وعديدة ولكن عدم الاعتراف بالأخطاء هو المصيبة وأساس الفشل ..
لم يكن قرار التعاقد مع باكيتا بالقرار المناسب بالأساس حتى يكون امتصاص غضب الجماهير
بأن باكيتا ( باعها ) .. قرارات عده هذا الموسم كانت ارتجالية وغير صائبة يجب على من يريد
أن ينجح بعد فشل أن يعترف بها ..

ولكن ( الفكر الرياضي ) هبة من رب العباد ..

الأكفأ ( فكراً ) لا ( مالاً ) هو مطلبنا يا أعضاء الشرف لا نريد مصلحة الأشخاص
تطغى على مصلحة الكيان .. فباستطاعة المقتدر فكراًاً وبالمال القليل أن يحقق طموح
هذا الأزرق ولنا في أندية أخرى أمثلة كثيرة ..

فللأزرق جماهير عاشقة همها الأوحد أن تراه في القمة دائماً كما هي عادته ..
أتى سعود بن تركي وحقق مالم يحققه غيره ومع ذلك لقي كل النقد على سياسته في النادي
وكانت مصلحة الهلال تراها الجماهير في ابتعاده فأبتعد ..
برغم ما حقق ( سعود بن تركي ) إلا أن جماهير الهلال غير عن كل جماهير الأندية الأخرى
تعشق هلالها لا رؤسائها ..

فلمصلحة الهلال يجب أن تكون هذه هي الاستقالة بلا عودة لـــ ( محمد بن فيصل )
فقد كفى ووفى وضحى بدراسته وبإشغاله فلم يعد قادر على فعل أكثر مما فعل ..
فمصلحة الأزرق – بوجهة نظري – تقتضي ذلك ..

فالموسم القادم موسم مهم في تاريخ الهلال وهذا يتطلب من أعضاء الشرف أن يرشحوا
الأكفأ فكراً لترأس الهلال .. فالموارد المالية حالياً متاحة وتحتاج فكر كروي لا أكثر ولا أقل ..


فمراجعة التعاقد مع ( تفاريس ) مع استقطاب جهاز فني متمكن و النظر إلى أبعد من خطوتنا
بالتعاقد مع اللاعبين سعوديين أو أجانب هو أول خطوات النجاح إن شاء الله




وبالتوفيق للأزرق ,,