البرتغالي رونالدو يجد النادي اللندني مختلفاً بعد «ترحيل» مورينيو وإن حصد الكؤوس والألقاب ...
تشلسي يحتاج إلى «داهية» آخر لدرء المكائد والأفخاخ
بات مالك نادي تشلسي اللندني البليونير الروسي رومان ابراموفيتش مقتنعاً بأن اللاعبين لم يستسيغوا الانخراط في «تآلف معنوي» والانسجام التام مع المدرب الاسرائيلي أفرام غرانت، الذي تقدّم الى «الموقع الأول» بعد «ترحيل» البرتغالي جوزيه مورينيو، وبالتالي، بات السؤال ملحاً عن صورة الفريق في المرحلة القريبة المقبلة، أي منافسات دوري أبطال أوروبا التي تضم مجموعتها الثانية تشلسي الى فالنسيا الإسباني وشالكه الألماني وروزنبرغ النروجي.
وفي الأسابيع الثلاثة الماضية، أدرك ابراموفيتش جيداً حقيقة النقمة الجماهيرية، وعاين ميدانياً تصرفات مناصري «البلووز» على المدرّجات، واتهامهم له بضلوعه المباشر في رحيل «العبقري البرتغالي». ولعلّ أصدق تعبير على حال الفريق وآفاقه المستقبلية، ما صرّح به نجم مانشستر يونايتد البرتغالي كريستيانو رونالدو، اذ اعتبر أن تشلسي سيكون مختلفاً جداً في غياب مواطنه مورينيو «حتى ولو أحرز الألقاب».
وما تأكد حتى الآن أن قدرات غرانت «محدودة جداً»، وهذا ما يعلمه ابراموفيتش جيداً، ويبدو أن دفعه الى الواجهة مجرّد بالون اختبار «خبيث». وقد تعززت هذه القرائن كون الإعلام لا يتعامل مع «الرجل المساعد» كمدرّب أصيل بل يرى فيه «ورقة» مرحلة انتقالية، يتمنى مناصرو النادي اللندني ألا تطول كثيراً.
وفي كواليس تشلسي حالياً غرفة عمليات لتقويم المرحلة وسبر آفاق الأيام المقبلة، وتحديد الخيارات الناجعة، علماً أن التطورات الأخيرة إنعكست سلباً على عطاء اللاعبين، ما جعل الجمهور يرتاب في قدرتهم على الاحتفاظ بدرجة مطمئنة من الاستقرار النفسي تعينهم على تحقيق مكاسب ميدانية، وتعيد الفريق الى سابق عهده القريب. ويتمسّك المناصرون برفضهم «تثبيت» غرانت ما دام اللاعبون أنفسهم غير مقتنعين بجدارته وكفاياته، ملمّحين الى أن اعادة التوازن تستدعي أكثر من فوز، لا بل نقلة نوعية عمادها مدرب ذي شخصية قوية ملم بالتفاصيل وقادر على التصدّي للمكائد والأفخاخ التي قد تُنصب له.
وعلى رغم طباعه الحادة وتصريحاته النارية الاستفزازية وحتى عجرفته وتعاليه، استطاع مورينيو أن يوازن بين قوة حضوره ورجاحة خططه التي طبّقها على اللاعبين، وبين شعوره الأخوي الذي أنعش تواصله معهم.
في المقابل، يصطدم غرانت بعقبة أنظمة مهنة التدريب في انكلترا وتحديداً في الدوري الممتاز، اذ أمهله اتحاد المدربين في الدوري 90 يوماً للحصول على ترخيص من الاتحاد الأوروبي، وهذه النقطة غيض من فيض.
وفي الجانب الاداري، يرى ابرافوفيتش أنه من غير المفيد اختيار مدرب يرفع في أولوياته شعار التحدي، كما فعل مورينيو، علماً أن الإنسجام بينهما لم يبلغ يوماً درجة «جيد»، ربما لأسباب تتعلق بشخصية كل منهما. فالأول متسلّط يعتقد أن المال يشتري كل شيء، والثاني مدافع شرس عن «مملكة صلاحياته واختصاصه الفني». لذا، من المؤكد الا يتمّ اختيار البديل قريباً، لان «مهمة مستحيلة» تنتظر مغامر عليه الموازنة بين أمور كثيرة والسير بين نقاط مشتعلة وألغام ترصد تحركاته.
وهو مُطالب في ظل منافسة مستشرية بتنمية أشكال التوازن التوافقي في العلاقات الداخلية وتوطيدها اختصاراً لطرق وعرة كثيرة في الدوري الممتاز. وهي مزايا لا يتمتع بها غرانت «الموالي» نقيض مورينيو وحتى زملاء بارزين آخرين أمثال الكس فيرغوسون (مانشستر يونايتد) وأرسين فينغر (آرسنال).
وبناء عليه، وبمقدار ما يتشوق مدربون معروفون للانضمام الى تشلسي، يتخوفون من الإنزلاق الى سوداوية العلاقة المتوترة التي تنتصب فجأة مع ابراموفيتش وما يرافقها من تشويش وعوائق نفسية تؤثر على العطاء الميداني، علماً أن سلاح البليونير الفعال عروض مالية ساخنة لإغراء «الرجال الحديديين» وتليينهم.