الدور المنتظر من سامي الجابر ما الدور المنتظر من قائد المنتخب سامي الجابر في مهمة الجوهر الفنية في مونديال 2002م؟ ( من جريدة الوطن )
الرياض: سعد السبيعي
يندر الطرح الرياضي حول "القيادة" Leadership ولا يتم تناولها, عند الحديث عند الإشكاليات التي تعترض نجاح مهمة فريق أو منتخب, في مشوار بطولة, أو في موسم.
والقيادة كمفهوم إداري تنظيمي, هو في غاية الأهمية. وتحض عله الشرائع, والقوانين, والأعراف والتقاليد, على مستوى مجتمع صغير أو كبير.
ولغياب أهمية القيادة في الملاعب عن أطروحاتنا الرياضية واقتصار الحديث عنها على مواقف لأفراد قد تمليها الانتماءات والميولات الرياضية أكثر منها فهماً وتشخيصا وإدراكاً لمدلولات وقيم القيادة في الفعل الكروي (وهو نطاق تقريرنا اليوم) تضاءلت أعداد اللاعبين القياديين في الملاعب السعودية والعربية على وجه التحديد.
اللاعب القيادي
من السهل إيجاد عدد بل أعداد كبيرة من اللاعبين في الملاعب ولكافة الرياضات. بيد أن إيجاد "لاعب قيادي" في هذه اللعبة أو تلك بمثابة اللاعب الأندر وليس اللاعب النادر كما هو بمثابة اللاعب الهداف. ومن الصعوبة بمكان توافر هؤلاء اللاعبين في الفرق والمنتخبات الكروية.
ويحتاج هذا الأمر زمناً أطول, ووعياً أكبر, وبيئة عالية الثقافة والتحضر وهذه في الواقع مطالب يأبى الوسط الرياضي العربي عموماً الصبر والأناة لنيلها لأن العجلة والارتجال, والفردية في اتخاذ القرار, وغياب المنهجية عن كثير من أفعالنا, كلها تسببت في جعل اللاعب القيادي بهذه الندرة وبهذا الشح!!
أزهى عصور القيادة الكروية
حسبما هو مثبت في المراجع والمصادر الكروية وآراء الكثير من مشاهير اللاعبين الذين عاصروا جزءاً كبيراً من كؤوس العالم. هناك شبه اجماع على أن الفترة التي شهدت توافر اللاعبين القياديين الإبراز في تاريخ اللعبة, منذ مونديال 1966م بإنجلترا ومونديال 1970م بالمكسيك وانتهى بمونديال 1974م بألمانيا هذه الفترة التاريخية من عمر كأس العالم, هي أزهى عصور القيادة الكروية العالمية. وخلالها تعرف العالم أجمع على نوعية فريدة من اللاعبين القياديين, المؤثرين لم يجد الزمان بمثلهم فهؤلاء هم بصمات ليس في كرة بلدانهم, وإنما في البطولة الكروية العالمية.
القيادة في الملاعب السعودية
الكرة السعودية ليست في معزل من نظيراتها بالكرة في العالم
وتأثيرات التطور في جزء من هذا العالم ينعكس بطريقة مباشرة أو إلى أخرى ولا يتردد غالبية المتابعتين في القول إن فترة مباشرة على الدول التي تمارس فيها اللعبة.
وكما تأرجحت الفترات الأزهى للقيادة في الملاعب السعودية من فترة الثمانينيات الميلادية هي الفترة الأزهى. ويعود ذلك للكم الكبير من اللاعبين القياديين على مستوى الأندية السعودية.. أمثال: صالح خليفة (الاتفاق), صالح النعيمة (الهلال), يوسف خميس (النصر), عبدالله السويلم (الشباب), سعود جاسم (القادسية) هذه النماذج كان لوجودها بهذه الفرق دور كبير وفاعل في مسيرتها الموفقة في تلك الفترة الذهبية في تاريخ الكرة السعودية ونشوء كوكبة فذة من النجوم الذين افتقدتهم الملاعب, وظلت بمهماتهم باقية لاتبرح الذاكرة.
ولا بد هنا, من التفريق بين القيادة الفطرية, والقيادة المكتسبة. فالأولى تأتي دون تأثير أو توجيه من أحد ومرجعها اللاعب ذاته وترتبط بشخصيته وتكونيه النفسي واستعداده الذهني.
بينما الأخرى يمكن اكتسابها من واقع الخبرات الميدانية وذكاء اللاعب وصفاء ذهنيته وحبه لتحمل المسؤولية ومن أفضل النماذج السعودية م النوعية الثانية وهي القيادة المكتسبة, نجد مهاجم وقائد المنتخب السعودي الأول لكرة القدم ونادي الهلال سامي الجابر - 29 سنة - أحد أبرز الأسباب في صعود المنتخب لنهائيات كأس العالم المقبلة. كما أنه أحد العناصر التي نالت شرف المشاركة في مونديال 1994م بأمريكا, و 1998م في فرنسا.
مقومات القيادة عند الجابر
تبينت ملامح القيادة الكروية لدى اللاعب سامي الجابر في السنوات الثلاث الأخيرة التي تعد بداية مرحلة النضج الكروي التي وصل إليها من جراء تراكمات السنين في داخل المستطيل الأخضر, وقدرة هذا اللاعب على استثمار هذه المرحلة العمرية لمصلحته وعلى تأكيد مكانته بين بني جيله.
بعد المشاركة في مونديال فرنسا 1998م أخذت تطغى أدوار القيادة عند الجابر على مهام كان يهتم بها أكثر من غيرها كلعب الدور الرئيسي في الهجمات بالفريق وترجمتها. إلى أن اقتنع الجابر وبطريقته حول أدائه من اللعب المطلق هجومياً إلى دور أكبر وأشمل, وهو قيادة اللعب وعناصر اللعب معاً. وصقلت تجربته الاحترافية القصيرة في الدوري الإنجليزي عندما لعب في صوفوف فريق ولفر هامبتون وندررز (أو كما يطلق عليه وولفز). كما أن مساهماته العديدة في تحقيق إنجازات سواء مع منتخب بلاده أو مع فريقه الهلال, كان لها أبلغ الأثر في شخصيته القيادية.
والسنوات الـ(12) في الملاعب عززت من مكانته كلاعب مهم, وعززت مع مرور الوقت مقومات القيادة, حتى اكتسب قبول ورضا جميع زملائه في الأخضر وفي الأزرق وتتوافر لسامي الجابر 2001م كافة مقومات اللاعب القيادي والتي ستساعد مدرب المنتخب السعودي ناصر الجوهر وتسهل له بعض المهمات التي تعتمد على مقومات قيادية لدى قائد الفريق داخل المستطيل الأخضر. وهو المنتظر من اللاعب سامي الجابر ضمن سياق المهمة الموكلة للجوهر في مونديال 2002م.
فالحصيلة من الخبرات, الميدانية الجيدة والمتوافرة عند اللاعب والقائد سامي الجابر مهمة جداً في رسم الأداء العام الذي سيسعى الجوهر جاهداً إلى وضعه بدقة متناهية بشكل يضمن أداءً وعطاءً متميزاً من عناصره المختارة بقيادة سامي الجابر, في حدث كروي كبير.
ما المطلوب من الجابر؟
اللاعب القيادي سامي الجابر مطالب من قبل مدربه ناصر الجوهر في مهمته المونديالية التاريخية, بدور خاص,
وأداء مختلف وحضور متميز واستعداد متكامل.
الجابر مطالب من قبل الجوهر بخلاصة تجربته الميدانية ومعرفته بهذا النوع من المنافسة الكبيرة, حيث سبق له المشاركة في مونديال 1994م بأمريكا و1998م في فرنسا.
فهو مطالب بتوزيع هذا التراكم الخبراتي الميداني على جميع زملائه الذين يشهدون هذا الحدث لأول مرة.
على الجابر أن يؤكد مقولة الجوهر بأنه مدرب داخل الملعب وليس لاعباً وحسب كما يرى البعض. الجوهر لطالما ردد أنه يثق بوجود الجابر في الملعب لتأديته أدواراً ومهاماً عديدة منها أدوار تماثل دور المدرب مما يريح هذا المدرب في تنفيذ بعض أفكاره وتصوراته في المباراة كاملة, وتحديداً في مواقف لا تخلو منها لقاءات كبيرة وحاسمة مثل لقاءات نهائيات كأس العالم.
جملة المطلوبات التي ذكرناها, تدفع الجابر إلى استعداد وإعداد مختلف هذه المرة بسبب عامل العمر, الأمر الذي يجعل الجابر يحتاج منه برنامج لياقي خاصا, وتحضير بدني ومعنوي يوازي حاجة الفريق والمدرب إليه.
فماذا عساه أن يفعل؟.
اخر تعديل كان بواسطة » السيف الازرق في يوم » 07/12/2001 عند الساعة » 04:54 PM |