المفرج .. صخرة زرقاء تقطع قلوب جماهير الهلال
- عبد العزيز العجلان من الرياض - 30/03/1428هـ
فهد المفرج مدافع الهلال المكافح والمجتهد اسم يضع الجميع في الوسط الرياضي تحته أكثر من خط وعلامة استفهام كبيرة! فهذا المدافع لا يحظى بقبول إعلامي وجماهيري على الإطلاق، لكنه في المقابل يحظى بقبول كبير فنيا وإداريا وكذلك من زملائه اللاعبين، فلاعبو الهلال يرون فيه الأخ والصديق الصدوق واللاعب المخلص، مؤكدين أنهم لا يستطيعون الاستغناء عنه، ولا يرضون بالتخلي عنه.
وسط هذه المعادلة المعقدة برموزها وشفراتها الصعبة تبرز عدة تساؤلات تحت عنوان عريض (المفرج.. ظالم أم مظلوم؟)، ومن هذا المنطلق تأتي الإجابة شافية بالأدلة والبراهين التي تبرئ ساحة المخلص فهد، فجميع المدربين الذين يتناوبون على تدريب الهلال يضعون المفرج في مقدمة الأسماء التي يعتمدون عليها منذ أن صعد للفريق الأول قبل أكثر من عشر سنوات وتحديدا عام 1417هـ أمثال الرومانيين بلاتشي، وأنجل يوردانيسكو، الكولومبي فرانشيسكو ماتورانا، الهولندي آديموس، البرازيليين أوسكار، كاندينيو، باكيتا، كليبر، وسيريزو، البرتغالي بيسيرو، وغيرهم، فهذه الطاقات الفنية الكبيرة والأسماء اللامعة في مجال التدريب مقتنعة جدا بالمفرج قناعة تامة وكبيرة لذا فهم حريصون على قيادته خط دفاع الأزرق.
وكان المفرج طوال الفترة الماضية ركيزة أساسية وصخرة صامدة أمام هجوم المنافسين في جُل بطولات الزعيم ولم يغيبه عن الهلال سوى الإصابات، إلا أن الجماهير الزرقاء لها رأي آخر ومخالف، فهي في كل مناسبة تنتقده وتهاجمه، وتستغل أي خطأ لتقيم الدنيا عليه ولا تقعدها، جراء خفقان قلوبهم الشديد من وجوده الذي يكاد يقطع أنفاسهم!! وفي بعض الأحيان بلا سبب واضح يهاجمونه بألفاظ وكلام لا يعقل. ومتى ما تألق المفرج مع الهلال كما حدث في مناسبات عدة يمر ذلك مرور الكرام، وكأن شيئا لم يكن، لكن فهد لم يلتفت لذلك على الإطلاق، بل زاد ذلك من إصراره، مما منحه دفعة كبيرة للاستمرار في الملاعب ومع فريقه رغم وجود أسماء كبيرة.
المفرج الذي عانى إصابات بالغة وكبيرة لعل أخطرها تلك التي تعرض لها نهاية التسعينيات الميلادية في الحوض، ولكنه بالإصرار والعزيمة عاد وتجاوز كل الأزمات. يملك مواصفات كبيرة أهمها الحماس والشجاعة والقتالية والإخلاص، وقبل ذلك دماثة الخُلق، فهو أحد المدافعين القلائل الذين يتميزون بالأخلاق، فعلى الرغم من وجوده في مركز حساس ومواجهته مهاجمين كبارا في اللعبة إلا أن رصيده من البطاقات الملونة قليل جدا.
المتابع للكرة السعودية يدرك أن الملاعب السعودية تفتقر إلى المدافعين المبدعين بعد محمد الخليوي، حيث إن جميع المدافعين الموجودين في الساحة في مستويات متقاربة ويُعد المفرج من الأفضل بعد مدافعي المنتخب السعودي، فهو يعد من أفضل عشرة مدافعين في السعودية حاليا، إضافة إلى خبرته الكبيرة والطويلة في الملاعب رغم أن سنه في مطلع الثلاثينيات.
وسط ذلك تبرز تساؤلات كبيرة: لماذا يواجه المفرج كل ذلك الهجوم؟ وهل سيستمر ذلك الهجوم؟ وما الهدف منه ودوافعه؟ هذه الأسئلة الكثيرة والمتعددة يرى المقربون من المفرج أنها لا تهمه ولا يسعى إلى الإجابة عنها وإيجاد إجاباتها، بل يدركون أن فهد مستمر بروح وقتالية أكبر طالما أن المدربين وزملاءه اللاعبين لا يفكرون في الاستغناء عنه ويثقون به ثقة كبيرة، لذلك هل يدرك الجمهور الهلالي أن الأخطاء التي يقع فيها المفرج عادية، وسبق أن وقع فيها مدافعون عالميون؟ والشواهد كثيرة!! وهل يدركون أن وجود المفرج في الفريق الهلالي يمنح زملاءه دفعة معنوية كبيرة؟ ليبقى السؤال الكبير: ما قصة المفرج مع الجماهير؟ لغز لم يجد من يجيب عنه.